أيدر .. المكروه يصبح بطلا قوميا

أيدر .. المكروه
 يصبح بطلا قوميا

لم يكن أيدر يحلم حتى بأن يكون الرجل الذي سيقود البرتغال إلى مجد طال انتظاره خصوصا أنه كان من لاعبي "الصف الثاني" في منتخب بلاده بل حتى إنه كان قاب قوسين أو أدنى من الاستبعاد عن تشكيلة "يورو 2016". لكن القدر لعب دوره وتمكن اللاعب البالغ من العمر 28 عاما الذي ولد في غينيا بيساو من أن يصبح بطلا قوميا بعد أن سجل هدف الفوز في مرمى فرنسا على "استاد دو فرانس" في ضاحية سان دوني الباريسية.
ولم يكن أحد يتوقع أن يسجل أيدر هدف الانتصار والتتويج أكثر من رونالدو بالذات بحسب ما أكده بعد اللقاء "لقد قال إني سأسجل هدف الفوز، لقد منحني القوة والطاقة، كما حال الفريق بأكمله، وهذا الأمر لعب دورا مهما، هذا الهدف كان ثمرة لعمل المنتخب بأكمله".
ولم يكن استدعاء أيدر إلى التشكيلة محسوما حتى اللحظات الأخيرة من قبل المدرب فرناندو سانتوس الذي اعتبر أن اللاعب تحول من "بطة قبيحة إلى أخرى جميلة".
ولم يشارك أيدر سوى في ثلاث مباريات من أصل سبع خاضتها البرتغال في نهائيات فرنسا وجميعها كاحتياطي، لكن الهدف الرائع الذي سجله من خارج المنطقة سيعزز من مكانته خصوصا لدى الجمهور البرتغالي الذي كان "مكروها" لديه. وحرص أيدر على عدم تعميق الهوة بينه وبين جمهور منتخب بلاده من خلال عدم الرد على ما حصل معه ضد بلجيكا، مكتفيا بالقول "ما حصل لا يهمني، كل ما أريد فعله هو العمل من أجل المنتخب".
ورأى أيدر أن انتقاله إلى ليل ساهم في استدعائه إلى المنتخب، وقال "الدوري الفرنسي منحني فرصة لإظهار مؤهلاتي، كانت تجربة ممتازة في بطولة صعبة للغاية".
إنه "محارب" بحسب مدربه في ليل فريديرك انطونيتي الذي سيشرف الموسم المقبل على لاعب متوج بطلا لأوروبا بما أنه وقع مع النادي الفرنسي لأربعة أعوام على أمل تعزيز مكانته وموقعه في المنتخب الوطني الذي اعتاد على لاعبي المواهب ما جعل الجمهور "ينبذ" مهاجما مثله يعتمد على قوته البدنية ويلعب وظهره للمرمى. ومن المؤكد أن أيدر يعيش هذه اللحظات التاريخية في حياته كشخص ورياضي بفضل مدربه سانتوس "ومنذ أن استدعاني، قدمت كل شيء وأنا سعيد جدا بما حققناه. كنت أدرك أن ساعتي ستحين عندما تم استدعائي، وكنت واثقا جدا، وكنت أعلم أن لحظة مثل هذه قد تحصل".
ولم يكن أيدر الشخص الوحيد الذي شعر بأن هذه اللحظة قد تأتي، إذ أكد رونالدو أنه كان يشعر بأن مهاجم ليل سيكون الرجل الذي سيحسم اللقب لبلاده، وقال "شعرت بأنه سيكون الشخص الذي سيحسم المباراة في الوقت الإضافي، لست عرافا أو شخصا يرى المستقبل، لكني أتبع مشاعري دائما".