عيد بلادي مجد ونصر

لا جديد يذكر عن غدر الإرهاب وأهله الضالين، أن يأتي هذه المرة في ثاني أقدس البقاع على وجه الأرض، وفي أقدس الأيام من شهر رمضان المبارك، إلا أنه يؤكد لمن ما زال في قلبه ذرة شك أن أولئك الخارجين عن الدين القويم؛ ليسوا إلا ألد أعداء الدين ثم الأمة والوطن، وأن الخراب والدمار والقتل والسعي في الأرض فسادا وفتنة هو المنهج الوحيد الذي تسير عليه تلك الفئات الضالة.
يزيد أهل البغي والعدوان غدرا، ويزيد كل إنسان في هذه الأمة إيمانا واحتسابا، وتزيد قوتنا واعتصامنا بحبل من الله لا حياد عنه حتى آخر لحظة من أعمارنا. هنا؛ انظر إلى ضحايا تلك الفئات الضالة، وإلى مواقع جرائمها المخذولة، وقارنها بعقل رشيد مع مواقع وجهات أخرى لم يمسها من أذى ذلك الضلال المبين مثقال ذرة، لتعلم تمام العلم أي جرائم أكبر وأفدح تقف خلف خوارج العصر، وأن أعداء الأديان والأوطان الحقيقيين، لم يمسهم من شرور وآفات أهل الضلال أي أذى، بل تجدهم إن أمعنت النظر والتأمل؛ كانوا هم السد المنيع، أو قل بمعنى أكثر دقة الفتات الرخيص الثمن، الذي يضحى به لأجل حماية حصون الشر المستطير في منطقة الشرق الأوسط.
كل هذا، علم أهل البغي والعدوان أم لم يعلموا؛ لم ولن يزيد بلادي إلا قوة وعزما على استئصال جذورهم مهما تمنعت خلف حصون مشيدة، أو خلف جدران دسائس غدرها المأفون، يزيد أهل الإفك والغدر طغيانا، وتزيد بلادي تجاهها قوة وضربا يفل عراها دون رحمة.
أثبتت بلادي طوال أزمان الصراع مع أعداء الدين والحق والسلام، بالثبات على منهجها القويم المستمد من كتاب الله وسنة رسوله عليه أفضل الصلاة والسلام، أن يدها بحمد الله أعلى وأقوى، وأنها تبقى وتعلو وتنتصر وتحصد المجد، وأن عدوها لا يحصد غير الخسران المبين، ولا يكتسي إلا بعار التاريخ إلى يوم الدين، وأرجع إلى مدونات التاريخ القديم والحديث، ثم انظر إلى مقابرهم خاسرين على تعدد مذاهبهم وأهوائهم ومناهجهم، وقارنها بأمجاد بلادي بالأمس واليوم وغدا، فتعلم علم اليقين أن خصومها وأعداءها لم يحصدوا غير هوان الدنيا والآخرة، وأن هذه البلاد وأهلها قد قدر الله رب الأرباب لها النصر والمجد والعلو، ليس فقط على خونة الدين والأمة فحسب، بل على كل من سولت له نفسه الأمارة بالسوء أنه بخروجه على ما اتفقت عليه الأمة، وبما نسجه له شيطانه الرجيم أنه قد يهز استقرار هذه البلاد وأهلها، ليتمكن بسوء تدبيره من تحقيق أضغاث أحلامه الدنسة. ولو أنه رجع لنهايات من سبقه من أعداء الدين والأمة، لما سولت له نفسه ارتكاب أي من جرائمه وخياناته، وقبل هذا لو أنه أمعن التفكير (رغم أنه محروم من هذه النعمة)، لعلم أن طريق الضلال المبين الذي تورط فيه، كان الخيار الخطأ والمخالف لشريعة الخالق ثم ما اتفق عليه علماء الأمة ومن خلفهم أفراد الأمة ذكورا وإناثا.
تحتفل بلادي اليوم بعيد الفطر المبارك، وهي على رأس الأمتين العربية والإسلامية، رضي من رضي وأبى من أبى، تحتفل وهي البلاد الخيرة بقادتها وأهلها وأفعالها التي تشرف على أقدس بقعتين على وجه الأرض، يقودها خادم الحرمين الشريفين ومن خلفه ولي العهد وولي ولي العهد الأمينان، ومعهم أبناء هذه البلاد الطاهرة مبايعين وناصرين للدين ثم الوطن، لا يمكن لأي كائن من كان أن يشق صف وحدتهم والتفافهم وأخوتهم.
هذا أمر يكفي أن كل من ينتمي إلى هذه البلاد الطاهرة قد استقر في كل ذرة من قلبه، لا يعنينا هل أدرك هذا عدو غادر خائن لله ولدينه أم لم يدركه، وفي نهاية الأمر سيدركه إن جرته قدماه إلى سوء المصير عند أي شبر من بلادنا. وأن أحلام الشياطين التي توسوس بها لأتباعها من فرق الضلال على اختلاف مشاربها ومناهجها، يعد القضاء عليها وقتلها في مهدها أو في ساحات الوغى معنا، أنها غاية كل بطل من أبناء هذه الأمة ذكرا كان أم أنثى، وأن بلادنا وقادتها وأهلها بنصر وعون من رب العباد، ستبقى شامخة عزيزة منتصرة أبية إلى يوم الدين، وأن أعداءنا تتغير بهم الملل والأهواء، يقضون حتفهم تحت رماحنا وراية التوحيد، وتبقى بلادي منيعة بإذن رب العالمين بمجدها ونصرها وتقدمها، لا ولن يهز فيها شعرة إيمان وتوحيد لخالقها العظيم. كل عام وبلادي في عز وتمكين، كل عام وبلادي حاضنة الحرمين الشريفين، كل عام وبلادي من نصر إلى نصر ومن مجد إلى مجد. والله ولي التوفيق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي