الرياض: الأرصفة والأمانة

تتجاوز أطوال طرق الرياض 540 كيلو مترا، بحسب موقع الهيئة العليا لتطوير مدينة الرياض. وتسعى الهيئة إلى التقليل من الاعتماد على السيارات، بما فيه "التشجيع على ممارسة المشي وركوب الدراجات الهوائية ولو لأغراض التنزه والرياضة" ... هذا ما تؤكده الهيئة، وما سبق أن أعلنته أمانة مدينة الرياض منذ سنوات. وبالأمس نشرت صحيفة الجزيرة خبرا جاء فيه أن الأمانة "شرعت في توفير خدمة الشحن الكهربائي للهواتف المتنقلة، والأجهزة الذكية، في ممرات المشاة والحدائق في خطوة تستهدف التسهيل على مستخدمي هذه المواقع، وتوفير أجواء مناسبة لممارسة هواياتهم".
نعم، لقد شهدنا أرصفة للمشاة تنتشر هنا وهناك، وإثراء للحدائق، لكن لا تزال الفوضى تعم الأرصفة في مختلف شوارع الرياض، ما بين ارتفاع لمستوى الرصيف وانخفاض، بشكل لا يمكِّن المشاة من استخدام الرصيف بشكل مثالي. يحدث هذا في مواقع يفترض أنها مخصصة للتسوق. لنأخذ ـ على سبيل المثال لا الحصر ـ شارع العليا العام. إذا قررت أن تخوض مغامرة استخدام أرصفة هذا الشارع، سوف تكتشف أن الأرصفة ترتفع وتنخفض، بحسب أمزجة أصحاب المحال.
وسوف ترى أن هذه الأرصفة ليست صديقة للأشخاص العاديين، فما بالك بأصحاب الاحتياجات الخاصة ممن يستخدمون العربات أو يتوكأون على عكازات. هذا الأمر مع الأسف موجود في كل شوارعنا، عدا تلك الأرصفة التي كان من حظها أنه تم تخصيصها لـــممارسة رياضـــة المشي. لكن تخصيص هذه الأرصفــــة للمشـــاة، لا يعني إعطاء تصريح مفتوح لأصحاب المحال والمراكز التجارية وحتى البقالات في الشوارع الأخرى بالتلاعب بمستويات الأرصفة ووضع عوائق تجعل الرصيف يغدو جزءا من ممتلكات المحل، وعلى من يعبر من أمام هذا المكان مستخدما قدميه أن ينزل إلى الطريق ويعرض نفسه للخطر.
إن المأمول من الأمانة ومن الهيئة العليا لتطوير منطقة الرياض أن تبادر بالسؤال عن السبب في تأخير تنفيذ الوعد بتحويل الرياض إلى مدينة صديقة للإنسان ومحبة للبيئة ومحفزة على المشي، ليس فقط في هذا الرصيف أو ذاك، بل في كل الطرقات.
ملاحظة عابرة: لا علاقة لي بشارع العليا، ولا أسكن بالقرب منه، ولكنني أوردته كنموذج عشوائي.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي