كيف تصبح سبعا؟

نشأ عبدالله بن خليل السبع، من مواليد 1991، في كنف أسرة متوسطة الدخل، لديه ست شقيقات، وثلاثة أشقاء.
تعلق بالتقنية مبكرا لكن لم يكن يملك المال الكافي؛ لاقتناء الأجهزة التي يفضلها. فعمل على اقتناء الأجهزة المتعطلة والمرمية ومحاولة تصليحها. تعدد المحاولات جعله قادرا على إصلاح الكثير منها واستخدامها وأحيانا بيعها.
ذاع صيته لدى أترابه كونه يستطيع حل عديد من المعضلات التقنية بسهولة وسعر زهيد. بيد أنه واجه مشكلة في تسلم وتسليم هذه الأجهزة. نما إلى علم شركة ندى الخيال في شرق الرياض عن موهبته فعينته فني صيانة براتب 1500 ريال. كان الراتب جيدا لطالب جامعي يدرس المحاسبة وحلا ملائما لاستقبال طلبات عملائه المتزايدين.
في الوقت الذي كان أغلب زملائه يستلقون ويعسلون في الاستراحات والمقاهي، كان السبع يعمل على تصليح جهاز أو تطوير آخر. يعزز موهبته ويرفع دخله.
فور أن أطلقت شركة أبل جهاز آيفون 5 عمل السبع على تفكيك الجهاز وتفعيل تقنية الـ 4G فيه الذي لم يدشن رسميا حينها في المملكة. وثق هذه التجربة عبر فيديو رفعه على اليوتيوب. تناقل الفيديو الركبان وأثنوا على قدرته ومهارته. في اليوم التالي اجتمع معه خمسة قياديين في إحدى شركات الاتصالات. تلقى بعدها عرضا يسيل له اللعاب. انضم متعاونا مع هذه الشركة حتى تخرج والتحق بها رسميا. استقال منها لاحقا وعمل موظفا في شركة تقنية شهيرة براتب كبير. ناهيك عن مساهماته التقنية ومشاريعه المستقلة التي تدر عليه المال والتقدير. لديه آلاف المتابعين في كل المنصات الاجتماعية، الذين يعتبرونه أحد أهم المصادر التقنية الموثوقة. أصبح ضيفا دائما على أهم القنوات العربية للتحليل في التقنية.
أثناء صعوده وتوهجه أصيب بمرض البهاق. كاد أن يقتله. كيف سيواجه الناس بعد اليوم؟ كيف يكبح جماح تمدده؟ قرر عبدالله أن يرضخ له وينعزل ليتجنب شفقة الناس وفضولهم وأسئلتهم. أثناء مراجعته للمستشفى استنجدت به أم مصابة، قالت له، "يا ولدي، أنت مصاب مثل ابني بالبهاق كلمه حتى يتراجع عن انعزاله وقتل نفسه. هل تصدق حاول يموّت نفسه أكثر من مرة؟". طار عبدالله لابنها. أعاده إلى الحياة بحديثه الجذاب المنطقي المملوء بالإيمان. عندما انتهى من حواره الفعّال وبخ نفسه قائلا، "علّم نفسك".
هذا الحوار لم يحرر ذلك الابن من براثن أحزانه بل حرر عبدالله هو الآخر، الذي عاد إلى حيويته بثقة غير عابئ بالمرض مؤمنا بقضاء الله متسلحا بموهبته وثقته التي جعلته ملهما للكثيرين.
أصبح نجما ومؤثرا يشار إليه بالبنان. يخطب وده القاصي والداني. يدير مشاريع كبرى. كل هذا لأنه حول التحدي إلى فرصة.
كان من السهل أن يصبح مثل بعضنا يتضجر وينتحب ويغيب وإنما قرر أن يأمل ويعمل ويشرق.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي