القصبي لغالب: 40 % بيد الجراح .. و60 % بيدك

القصبي لغالب: 40 % بيد الجراح .. و60 % بيدك

إن عدو اللاعب الأول في الملاعب هو الإصابات، التي تعد شبحا يطارده، سواء في التدريبات أو المباريات، وتعد شيئا طبيعيا في عالم كرة القدم، ويختلف تأثيرها باختلاف نوعها ومكاناها، كثير من اللاعبين تجاوزوها بعزيمتهم وإصرارهم على البقاء فيها، وعن هذه الجزئية يقول الدكتور عثمان القصبي اختصاصي علاج طبيعي "تبقى الإصابات شيئا طبيعيا في عالم كرة القدم، وتختلف باختلاف نوعها ومدى تأثيرها على اللاعب، ولكن في نهاية الأمر الإصرار والرغبة في العلاج ومواصلة الركض في ملاعب كرة القدم، أقصر الطرق للتعافي والعودة من جديد".
ولا تأتي الإصابة من فراغ أو من تلقاء نفسها، ولا سيما الرباط الصليبي الذي يأتي للاعب عبر الإصابة المباشرة أو نتيجة للإجهاد، وقال "أي إصابة لا تلحق باللاعبين من فراغ أو دون سبب إلا نادرا، والرباط الصليبي كشأنه من الإصابات الأخرى، يأتي إما عن طريق الإصابة المباشرة، كما حدث مع اللاعب إبراهيم غالب، إثر احتكاك قوي مع لاعب لخويا القوي أو عن طريق الإجهاد الذي له علاقة بالتمارين". وأضاف "الجميع شاهد إصابة غالب والحمد لله على سلامته، أولا وأخيرا، وقد أثبتت الفحوص التي خضع لها بالرنين المغناطيسي وجود قطع في الرباط، والخيار الأفضل أمامه هو إجراء عملية جراحية، ويجب ألا يقلق من هذه الناحية، لأن مثل هذا النوع من العمليات أصبح سهلا ومعروفا بنتائجه الجيدة، والأمثلة كثيرة للاعبين الذين خضعوا لها وعادوا أكثر قوة، على رأسهم ناصر الشمراني، عبدالله الأسطا، ونايف هزازي في الركبتين، وعبده عطيف وغيرهم من اللاعبين".
وزاد "ودائما السؤال الذي يتردد أين تجرى العملية هنا أم في أوروبا؟ والموضوع لا يفرق ولكن حسب راحة اللاعب نفسه ورغبته، وكثير من اللاعبين حصلوا على نتائج مميزة عن طريق كفاءات محلية حققت نتائج ممتازة في مثل هذه الإصابات، كما هناك خيارات أخرى أن يجري اللاعب العملية خارج الوطن والمستشفيات هناك فيها خبرات عالمية مثل أسبيتار أو بعض الأماكن في فرنسا وألمانيا، وغيرها وأنا أفضل أن يكون في السعودية أو قطر لأن لديهما خلفية عن تشريح اللاعب الخليجي وعوامله النفسية، وما يتعلق بعضلاته ونفسيته، وهذا شيء مهم جدا في المرحلة التي بعد العملية التي تعتبر أهم مرحلة تأهيل اللاعب".
وتابع: "40 في المائة تكمن في العملية الجراحية و60 في المائة متعلقة بمرحلة الاستشفاء للتأهيل الذي يمتد لستة أشهر، ويتخللها برامج علاج طبيعي ونفسي وكذلك لياقي، وتصبح أغلبية المشكلات للاعب عندما لا يكون ملتزما بالبرنامج التأهيلي الموضوع من قبل الفريق الطبي، كأن لا يواظب على الحضور للجلسات العلاجية، أو يعيش نمطا حياتيا سيئا مثل قلة النوم وعدم الأكل بشكل جيد، إضافة إلى معاناته من بعض العوامل النفسية السابقة للإصابة التي تسبب له الخوف والقلق والاكتئاب، وهذه كلها تؤثر في عودته السريعة للملاعب". وعما إذا كان اللاعب قد تعرض لإصابة سابقة، ومدى تأثيره في مراحل الشفاء قال "إذا كان اللاعب قد تعرض لإصابة سابقة في الرباط فهنا تكون فترة التأهيل أكثر صعوبة من المرة الأولى، ويجب أن يشمل البرنامج التأهيلي الأبعاد الثلاثية للعلاج: النفسية والفسيولوجية والاجتماعية". وختم حديثه بقوله "عموما إصابة الرباط أصبحت سهلة الآن وثقافة الشارع الرياضي شبه متخصصة في هذا النوع من الإصابات، ولدينا أمثلة كثيرة للاعبين تمتعوا بقوة الإرادة لتجاوزها والعودة للملاعب خلال فترة سريعة، فيما البعض لم ينجح في تجاوز آثارها النفسية، وبالتالي تأخروا في التعافي، وأتمنى الشفاء العاجل لغالب، وأن يتعدى هذه المرحلة وبالإصرار والمتابعة والطاقم الطبي الذي يرتاح معه، ولو تمتع بهذه الجوانب أتوقع عودته في فترة من أربعة إلى ستة أشهر".

الأكثر قراءة