«الداخلية»: لا نستبعد ضلوع «داعش» في الاعتداء على الدنماركي

«الداخلية»: لا نستبعد ضلوع «داعش» في الاعتداء على الدنماركي
«الداخلية»: لا نستبعد ضلوع «داعش» في الاعتداء على الدنماركي

قال لـ "الاقتصادية"، اللواء منصور التركي المتحدث الأمني في وزارة الداخلية إن التحقيقات لا تزال جارية حول حادث الاعتداء على توماس هوبنر المقيم الدنماركي الذي أصيب في الرياض يوم الـ 22 من تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي، وأضاف التركي: لم نستبعد أن تكون دوافع مرتكبيها إرهابية.

جاء ذلك، بعد خروج منصة إعلامية يعدها المراقبون من الدرجة الثانية في ترتيب المنصات المؤيدة للتنظيم يوم أمس، بإعلان مسؤولية "داعش" عن العملية، الإعلان نشرته مؤسسة تدعى "البتار"، عبر تسجيل مقتضب يظهر رجل يشهر مسدسا صغيرا ويطلق النار على آخر في سيارة تسير في إحدى الشوارع التي يظهر أنها في السعودية.

و تظهر العملية أن المشتركين فيها أكثر من شخص، إذ كان مصوب النار يطلق من المقعد الخلفي كما يبدو من زجاج السيارة الخلفي، وهو ما يعني أن هناك آخر على الأقل يقود السيارة.

#2#

المؤسسة الإعلامية التي يسميها الباحثون "منصة"، كانت تركز كثيرا على نشر مقاطع فيديو من مصر وأحداث سيناء، وبعض الإصدارات عن ليبيا، لكنها سلكت سلوكا مختلفا في بداية أكتوبر الماضي.

ويقول عبدالمنعم المشوح مدير حملة "السكينة" في وزارة الشؤون الإسلامية، إن مؤسسة البتار أعلنت يوم 30 تشرين الثاني (نوفمبر)، ما سمته "أول الغيث"، وهي أول مرة تنتج فيها المؤسسة إصدارا يكون المصدر الحصري الذي يتبنى عملية لـ "داعش".

كما أنها أول مرة بعد تسلم الفريق الجديد للمنصة مهام العمل فيها تستهدف السعودية بإنتاج ذاتي، وهو ما يعني الغموض حتى اللحظة حول العملية والمؤسسة نفسها.

وأضاف المشوح: "أغلق حسابهم مسبقا عدة مرات من شركة "تويتر" ومن القائمين عليها وآخر عملية لتحديث حسابهم كانت في غرة تشرين الأول (أكتوبر)، وهي الطور الثالث الذي مرت به المنصة حيث عادت مطلع الشهر بتصور مختلف، وفتحوا خطا جديدا ومختلفا، وكان يركز على سيناء قبل انتشار البيعات التي بايعت خلالها تنظيمات من مصر وليبيا تنظيم داعش".

يتابع مدير حملة السكينة قائلا: "قبل شهر ونصف، حدث تجمع للمنصات ذات الدرجة الثانية (من حيث ثقة التنظيم فيها)، وبدأ الحديث عن السعودية يأخذ منحى جديدا، وصار هناك تحالف لمجموعة من المنصات، واستحوذوا على منصتين صغيرتين وهي "مؤسسة دابق"، و"مؤسسة وسرية الملحمة"، وانضوتا تحت البتار".

من جهته، علق مشاري الذايدي المتخصص في شؤون الإرهاب قائلا: "كانت العملية متوقعة من "داعش"، وذلك بعد احتدام التنافس بينها وبين القاعدة التي حاولت تنفيذ عملية شرورة".

وأضاف الذايدي: "إن السعودية بشكل عام تعد مستهدفة من التنظيمات الإرهابية والتنظيمات الآيدلوجية المتمثلة في جماعات الإسلام السياسي".

ولا يعتبر الذايدي الهجوم على الدنماركي يشكل خطورة واسعة، ويقول "هي عملية مستنكرة، ولا يرضاها أحد على أمن البلاد، لكنها تشير في المقابل إلى فشل التنظيم في استهداف المؤسسات الكبيرة للدولة، والأمن ضيق الخناق عليهم ويسبق التنظيم دوما بخطوة".

ويضيف الذايدي: "لذا؛ ركز التنظيم هذه المرة على شخصية أجنبية تعيش في بلد مليء بالشركات التي تستقطب الأجانب أو الشركات المستثمرة في البلاد، وعلى الرغم من ذلك، فشلوا"، متابعا أن زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي خصص جزءا واسعا من خطبته الأخيرة على السعودية.

والسبب هنا يتمثل في منظومة مميزات تجعل المملكة هدفا، ويكمل الذايدي: "الشرعية التي تنطلق منها مبادئها والنظام المستمد من الشريعة، واحتضان الحرمين، والاقتصاد المزدهر.. كلها عوامل لا تجعل المراقبين يستغربون عندما يستهدف التنظيم السعودية".

وتعد هذه العملية الثانية بعد جريمة الأحساء التي راح ضحيتها سبعة مواطنين أبرياء، وأصيب خلالها 13 من المواطنين، إذ فتح الإرهابيون يوم الرابع من الشهر الماضي النار عليهم في قرية الدالوة (شرقي البلاد).

وإثر ذلك، قبضت السلطات الأمنية على منفذي العملية ضمن 77 شخصا جرت مداهمتهم في عمليات متزامنة أعلنت نجاحها وزارة الداخلية في الـ 24 من نوفمبر الماضي.

الأكثر قراءة