التميز .. عندما يصبح هاجسا

اطلعت قبل عدة أيام على نبأ تحقيق فرع وزارة الحج بالمدينة المنورة شهادة الالتزام بالتميز الأوروبية بعد اجتياز عمليات التدقيق اللازمة للتأهل. وبغض النظر عن الشهادة وأهميتها إلا أن أكثر ما أسعدني هو كون وزارة الحج أول جهة سعودية تحصل على مثل هذه الشهادة.

فعبر التاريخ ومنذ عهد الخليل إبراهيم عليه السلام كانت مكة مقصدا للحجيج الملبين للنداء. ولأن الإنسان بطبعه يهدف للتطوير و التميز فقد سعت وزارة الحج لتذليل كافة الصعوبات و الارتقاء بالخدمات المقدمة للحجيج عاما بعد عام في سعي دؤوب للتميز نفخر به جميعا حتى سمعنا بعض حجاج الخارج يتحدث عن إنهاء جميع الإجراءات من كشف صحي ومن ثم إجراءات أمنية يتبعها الجمارك خلال أقل من ساعة.

هذا الأداء يوجب بطبيعة الحال استقطاب الكفاءات المتميزة من الشباب القادر على الإنجاز واجتياز صعوبات تتمثل في الوقت ومحدودية المكان والزمان بأفضل الطرق. نعود إلى المؤسسة الأوروبية للجودة والتي تم تأسيسها عام 1988 عبر تحالف قرابة أربعين منظمة لوضع معايير تنافسية فيما بينها تهدف لتحفيز الشركات للجودة.

وحاليا يوجد أكثر من 30000 منظمة في أوروبا تعتمد معايير الأداء التي تحددها هذه المؤسسة للالتزام بالجودة. وبالإضافة لتلك المعايير فإن المؤسسة توفر التقييم والتدريب الذي يساهم في التطوير المستمر. وما يهمنا بالتأكيد هو أن كل الشركاء في هذه المؤسسة يشتركون جميعا في هدف موحد و هو الالتزام بالجودة.

ولأخذ فكرة مبسطة عن الآلية التي تعمل بها المؤسسة فهي تنطلق من مبدأ أساسي وهو أن التغير المتسارع في أداء الشركات يحتم عليها أن تفهم طرق التواصل مع بعضها والتنافس فيما بينها.

ويتم ذلك عن طريق خطة مفصلة نختصرها في تحديد الهدف ومن ثم طريقة التغيير يتبعها التطبيق ومن ثم القياس و هي اساسات تعتمد عليها المؤسسة في اختبار قدرة المنظمات على الالتزام بالجودة.

لا أعتقد أن المجال هنا مناسب للمزيد من التفصيل لكن ما يهمنا جميعا هو أن نبارك لوزارة الحج هذا الإنجاز وكلنا شوق لانضمام مزيد من الهيئات السعودية لميدان التميز عما قريب.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي