Author

صورة للسيد المسؤول

|
يعتبر السوق السعودي سببا رئيسا لعمل معظم القنوات الخليجية الرياضية، حيث إنهم يعشقون كل تفاصيل ما يحصل في الملعب وخارجه، بل إن بعض المباريات تبدأ عندهم حينما يطلق حكم المباراة صافرة النهاية بعدها يتحولون لمباراة الجماهير والشاشة هي ملعبهم المفضل لذلك، قام مسؤولو القنوات الخليجية بعمل جبار وكبير وذي تكلفة مالية عالية حتى يجذبوا هذا الجمهور المربح جداً لهم فاستقطبوا الأميز من المعلقين، والمقدمين، والنقاد، وحتى المخرجين، بكل تأكيد لم يتركوا الفنيين الذين يعملون خلف الكواليس في تطوير هذه الشاشات وقدموا لهم الرواتب العالية مع الأخذ في الحسبان المتابعة الدقيقة لهم، وعليهم حتى لا تكون هناك أخطاء تكلفهم خسارة مشاهديهم. قنواتنا السعودية الرياضية كانت ضمن من حاول أن يدخل هذا السوق التنافسي ولكن الاستطلاعات جعلتها أقل مما يجب أن تكون عليه، والخلل من وجهة نظري هي البيروقراطية الحكومية العالية لدى صاحب القرار وأيضا التقصير المالي الملحوظ تجاه موظفيها؛ فقد وصل بهم الحال مع قلة المبالغ المدفوعة لهم إلى تأخيرها حتى تعبوا من الشكوى ومن الوعود وبكل تأكيد في هذه الأجواء غير الاحترافية لا يمكن أن تشاهد شاشة تنافس أو على الأقل تقنع! السعوديون لا يكفيهم نقل المباريات فقط فهم يبحثون عن معلقين يتوافقون مع حدث المباراة فغالب الموجودين هم مقلدون لكبار المشهورين في مجالهم أو أصحاب “صراخ” يزعج البيوت، وأيضا يبحثون عن محللين يشرحون لهم كيف كانت عليه المباراة وليس أشخاصا “يسولفون” وكأنهم في استراحة!، ويبحثون عن استديوهات جديدة، فمن غير المعقول أن يكون الناقل الحصري “لكورتنا” بجميع مسابقاتها لا يملك إلا استديو واحدا، فهذا العمل لا يجعلنا نتعاطف معهم في تمديد دورينا لهم مع العلم أن لغتهم العاطفية وترديدهم لمفردة “قناة الوطن” لا تكفي فالعمل وحده هو المطلوب وقبل هذا وذاك لا بد من إعطاء العاملين معهم أموالهم التي تصل إلى شهور حتى يصرفوا على عوائلهم، هنا تكون قناة “الوطن” تقدر موظفيها قبل أن تطالبهم بالصبر، والعمل، فنحن في زمن حاسبني وأحاسبك ولسنا في زمن اختبار الولاء، هنا ليس مكانه!

اخر مقالات الكاتب

إنشرها