السيولة واتجاه السوق

على الرغم من تجاوز السيولة في السوق السعودي حاجز الخمسة مليارات ريال واستقرت عند 5.019 مليار ريال، إلا أنها لم تحد من تراجع السوق أمس الذي استمر في التراجع وخسر مزيدا من النقاط مخترقا حاجز 8300 بحجم بسيط، وبالتالي غلب عليها بعد التخلص من بعض المواقع خاصة قطاع البتروكيماويات الذي شهد تراجعا على الرغم من أنه يعتبر القطاع الأعلى في السوق من حيث توجه السيولة له. الملاحظ أنه على الرغم من تحسن السيولة لكن استمر السوق في التراجع حتى تتضح الصورة على المستوى العالمي. واستمر أداء السوق السعودي في التراجع على الرغم من استقرار النفط الخام نايمكس فوق 94 دولارا وبرنت فوق 109 دولارات وتحسنت أسعار الذهب.
واستمرار الانخفاض للمؤشر في السوق السعودي يتوقع له أن يستقر خلال نهاية الأسبوع أي يومي الأربعاء والخميس، حيث ستتضح الصورة العالمية بشكل أكبر. ومن المتوقع ارتداد السوق في حده الأقصى الأحد المقبل، نظرا لأن التخوف مبني ربما على أبعاد أكبر من الواقع، خاصة أن الأيام المقبلة ستحمل إجابات لكل التساؤلات الحالية، خاصة المخاوف الزائدة عن الحد.
أسواق المنطقة شهدت تفاعلات مختلفة في حين استمرت الغالبية في التراجع بما فيها السوق القطري وارتدت أسواق دبي وأبوظبي والبحرين من تراجع أمس الأول فهل تتفاعل باقي الأسواق وترتد اليوم؟ من المفترض حدوث ذلك خاصة أن الأسواق العالمية لا تزال تتذبذب في آسيا وأوروبا مع استقرار النفط وارتفاع أسعار الذهب "من المفترض أن يرتفع الذهب الإثنين ويتراجع الثلاثاء وهو اتجاه غريب قليلا، ولكن ربما في انتظار وضوح الصورة الكلية". لا تزال السوق يتفاعل مع الحدث، والنظرة حاليا ترتكز على التطبيق في أرض الواقع والعين الأخرى على سورية واحتمالات وجود حل إيجابي للمنطقة ككل لينتهي الضغط والاحتقان الحالي للمنطقة وتتحسن الأوضاع الاقتصادية. حيث يتوقع مع استعداد إيران للتعاون ربما انفراج في الأزمة السورية الوضع الذي سيكون له الأثر الإيجابي على اقتصاد المنطقة والعالم.
الملاحظ في جلسة أمس استمرار توجه السيولة بصورة كبيرة تجاه أكبر أربعة قطاعات وهي، قطاع البتروكيماويات والتأمين وقطاع التطوير العقاري ودخول قطاع التجزئة ولأول مرة كثالث القطاعات من حيث الترتيب، كما تجاوزت السيولة الداخلة في الأربعة قطاعات 50 في المائة من سيولة السوق. ويتضح استمرار تركيز السوق على القطاعات التي يعتقد أنها ستحقق نموا وتحسنا علاوة على المضاربات التي اعتدنا عليها في السوق.

المزيد من الرأي