Author

غرفة الشرقية .. حفل وانتخابات

|
حفلات التكريم، وما سار على منوالها، تقاليد فرضتها طبيعة الحياة المعاصرة، ولها أهمية ـــ نوعاً ما ـــ في تسليط الضوء على المحتفي، والمحتفى به، وطبيعة الاحتفاء، وهي أهمية ترتفع وتنخفض كلما كانت منازل المحتفين والمحتفى بهم أرفع، ومساحات تأثيرهم في الأحداث المختلفة أوسع، ولسنا بصدد التعرض إلى حكم حفلات التكريم هذه، سوى الإشارة إلى بعض ما يجري بين ظهرانينا من حفلات على هذا المنوال، وتلك الشاكلة. في الأمس القريب أقامت غرفة الشرقية حفلاً لتكريم اللجان ومجالس الغرفة الفرعية، وكان الحضور من رجال الأعمال في المنطقة غفيراً جداً، وإن دل هذا على شيء فإنما يدل على اهتمام رجال الأعمال والغرفة باقتصاديات المنطقة وخدمة المنشآت التجارية والصناعية. لكن وكما هو معروف في السنن الكونية، أن لكل بداية نهاية، وتختلف هذه النهايات بين واحدة إلى أخرى، فبعضها حزين والآخر سعيد، لكن والحق يقال، إن غرفة الشرقية وكل من عمل فيها منذ تأسيسها ــــ من فريق العمل واللجان وما إلى ذلك ــــ يقر بأن مستوى الخدمات التي تقدمها تغير كثيرا للفترة بين انطلاقتها إلى اليوم، وبهذا الحفل تكون الغرفة قد طوت ـــ تقريباً ـــ أعمال المجلس الحالي بخيره وشره كما يقال، ولا شك نشكرهم على ما قدموا خلال السنوات الأربع الماضية من أعمال جليلة في خدمة اقتصاد هذا الوطن، ونتمنى لمن يخلفهم الأفضل في التميز بتقديم الخدمة. ويبقى السؤال قائماً، ماذا نريد من المجلس القادم؟ الشباب اليوم يمثلون شريحة كبيرة من المجتمع تفوق النصف، والعديد من العائلات التجارية سلمت الإدارة لجيل الشباب من أبنائها، وعملاً بهذا وغيره، لابد أن يتكاتف المجتمع لدعم الشباب المتقدمين لانتخابات الغرفة، فالأمم لكي تنطلق عادة، تحتاج إلى حماس الشباب من أبنائها وحكمة كبارها، لكن الشباب هم الأغلبية، ذلك لا نحتاج إلى المزيد من الحكمة، بل إلى المزيد في تنفيذها بهمة الشباب. وهذه رسالة أوجهها عبر هذه النافذة إلى كل ملاك المنشآت في المنطقة الشرقية بدعم الشباب في الانتخابات المقبلة، مذكرين إياهم أن الصوت أمانة تقرر من يقود الغرفة في السنوات الأربع المقبلة. رسالتي الأخرى أضعها على طاولة الوزير الشاب وزير التجارة الموقر قائلاً له: أنت من الشباب والشباب منك، وحبذا أن تتم مراعاة ذلك في التعيينات لمجلس الغرفة المقبل، وذلك بأن يكون من العائلات التجارية والمؤسسات الصغيرة والمتوسطة، ومن الشركات الوطنية الكبرى في المملكة، وأن تكون الصفة السائدة ـــ ولا أقول الغالبة ـــ في المجلس هي للشباب، وأتوسم ذلك فيك لما عرفته من همة ودعم للشباب وقضاياهم المختلفة. ما نرغب فيه من المجلس القادم الشفافية التامة وخدمة المنشآت الصغيرة والمتوسطة ورواد الأعمال، أتمنى أن يقوم المجلس القادم بعد شهر من تعيين المجلس بالخروج على المجتمع وإعلان أهدافه وما يعزم القيام به بصورة علمية ودقيقة بالأرقام، مثل أن يقول: "سيقوم المجلس بمساعدة 100 منشأة لتتحول من صغيرة إلى متوسطة وتنشر على موقعها الخاص متابعة الإنجازات، ويكون هناك جمعية عمومية تعقد بشكل نصف سنوي يحق فيها لجميع منتسبي الغرفة متابعة أعمال الغرفة، وليس الهدف هو مجرد التدقيق على حسابات الغرفة، كما جرت العادة سابقاً. كل المشتركين يبحثون عن الإنجاز، لذلك من الجميل أن تتبنى الغرفة دراسة تفصيلية سنوية ودقيقة عن قطاع معين في المنطقة الشرقية، وتكون هناك قاعدة بيانات لهذه الدراسة، كمثال دراسة موسعة عن قطاع التجزئة، والقطاع الصناعي، وغيرهما من القطاعات، إذ مع غياب الأرقام الكبيرة والمعلومات سيكون هناك فشل كبير في تنفيذ المشاريع الصغيرة والمتوسطة؛ لأن أغلب الدراسات ـــ مع الأسف ـــ تبنى على اجتهادات وتوقعات لا حقائق ملموسة ماثلة على أرض الواقع. ليعلم كل من يتقدم إلى ترشيح نفسه لمنصب مجلس إدارة الغرفة أن هذا العمل تكليف وليس تشريفاً، وأنه التزام منه بالوقت والجهد من دون أي مقابل مادي، وهو عمل تطوعي، ولا تعني كلمة تطوعي أن نقصر في مصالح المشتركين والمنتسبين في غرفة الشرقية، مكللاً هذا المقال بتمنياتي للجميع بالتوفيق والنجاح لخدمة اقتصادنا العزيز، وأبناء المملكة الأكارم.
إنشرها