Author

مد رجولك على قد لحافك

|
''مد رجولك على قد لحافك'' مثل شعبي دارج غالباً ما يستخدم عندما يرى الناس أحداً يتعدى في إنفاقه مدى قدرته المالية المعتادة، ويتم إطلاق المثل عليه من باب المعاتبة والشفقة، وقد يستخدم هذا المثل في الشكوى، أي عندما يشكو الإنسان قلة الدخل والحيلة في تنميته، فيقول: إن الراتب 1000 ريال والمصاريف 2000 ريال على سبيل المثال، وهنا يجب أن يستمع إلى من يقول له: مد رجولك على قد لحافك! وستمشي سفينتك بسلام لبر الأمان. لنتخيل هذا المثل بواقعيه أكثر، لو أن رجلاً طوله 180سم، ولديه ''لحاف'' بطول 100سم، ويرغب هذا الرجل في النوم في جو شديد البرودة، فإنه لكي يتمكن من النوم براحة وسلام وأمان ودفء، عليه أن ينام متقرفصاً (منطو على نفسه) لكن هل تعتقد أنه بالفعل سينام مرتاحاً جسدياً وذهنياً؟ لنأخذ المثل نفسه ونقيسه على حياتنا المالية، ونفترض أن راتبك على سبيل المثال 7000 ريال في الشهر ومصروفاتك 10000 ريال، فإذا أخذنا هذا المثل كقاعدة مالية إذاً يجب عليك أن تخفض نفقاتك (واقصد هنا المصروفات الأساسية)، وهذا سهل وميسور لو أخذت أسباب الحزم والصبر، لكن كيف يمكن تقصير قامتك من 180سم إلى 140سم لتتناسب مع لحافك؟ هنا المشكلة، لكن ما الحل؟ أعتقد أن الوقت مناسب اليوم لنتفكر في هذا المثل في حياتنا المالية، خصوصاً أننا على مقربة من نهاية السنة المالية 2013 وهو أفضل وقت لوضع ميزانية للسنة المقبلة، ''مصطلح ميزانية يقصد به أن تقوم بعمل موازنة بين مواردك واحتياجاتك''. فالميزانية إما أن تكون تقليصاً بالنفقات حتى يكون لحافك مناسباً لك، وإما زيادة في النفقات النافعة لتكبير لحافك، يعني تخيل نفسك شركة وتمر بأزمة مالية، هناك حل بأن تقلل النفقات أو تزيد المصروفات النافعة، مثال للتوضيح، يمكن أن تقوم بتقليص ميزانية التسويق أو أن تزيد منها، فعندما نقول مصروفات نافعة نقصد زيادة مصروفات التسويق بما يسبب زيادة المبيعات المسببة لزيادة الإيرادات، وبهذا زدت حجم لحافك ليتناسب مع ''رجليك''. والأمر نفسه على المستوى الشخصي، عليك أن تقدر ما تريد من دخل في السنة بين 1000 أو 100 ألف ريال، وبدلاً من أن تقوم بتخفيض مصاريفك ابحث عن مصادر دخل إضافية حتى تسد احتياجك، وبهذا نكون قد غيرنا المثل من ''مد رجولك على قد لحافك'' إلى مثل أكثر تفاؤلاً يقول ''فصل لحافك على قد رجولك''. وخلاصة القول: ضع لك أهدافاً مالية وأنت تستقبل السنة المقبلة بدلاً من استقبالك الروتيني المعتاد، الأول: بزيادة الدخل في تنويع مصادره، والثاني: المحافظة على المال وعدم إهداره على مصاريف لا تنفع وقد تضر، وحافظ على لحافك بكل الأحوال فهو أفضل من لا شيء في هذا الزمان البارد العصيب حتى في أشد درجات الحرارة الممكنة! وللحديث صلة، وتواصل.
إنشرها