قبل الريح.. إلى النويصر

أسدل الستار البارحة على دوري زين السعودي، وهي المرة الأخيرة التي سنذكره مسبوقا بـ ''زين'' بعد أن ودعته الشركة الكويتية - السعودية، وجاءت الشركة السعودية - اليابانية ''عبد اللطيف جميل''.
وحتى نتطور للأفضل، على رابطة المحترفين السعودية أن تدرس جيدا وقائع هذا الموسم، وأن تسعى لتقديم دراسة تقييم مفصلة للدوري تظهر الإيجابيات والسلبيات، فما كان من صميم عملها، عملته، وما كان خارجه أوصت به للاتحاد السعودي أو لجهته المعنية لتغيره وتبدله.
.. وحتى أكون إيجابيا كما يطالب صديقي المبتسم دائما محمد النويصر رئيس الرابطة، ونائب رئيس الاتحاد السعودي، فقد عرفت النسخة الأخيرة من ''زين'' إيجابيات عدة، يمكن البناء عليها كأساس متين لمستقبل أفضل وأجمل، أهمها اتساع رقعة التنافس وخروج بطل جديد ليس بين الستة الكبار، وتوقيع أكبر عقد رعاية في تاريخ الدوري، نجاحات متواصلة في التسويق والإعلان واستثمار تفاصيله الصغيرة في زيادة مداخيل الدوري، وظهور جيل من القيادات الشابة المدربة في الرابطة وتقدمهم أعضاءً في مجلس الاتحاد.
.. وحتى أكون إيجابيا أكثر أقدم فيما يلي أهم القضايا التي ستواجه رابطة النويصر ودوري ''جميل'' في الموسم المقبل وبعض الملاحظات السلبية على النسخة الأخيرة من ''زين'' وأطرح ما أعتقده بعض الحلول، فإن أفدت فهو الغاية، وإن أخطأت فلست أول من يوجه رسائل مزعجة لا فائدة منها إلى الرجل الإيجابي، بل إنه قال لي مرة: إنه يقضي وقتا طويلا حتى يعثر على رسالة مفيدة بين الكم الكبير الذي يأتيه عبر المنابع الإلكترونية.
الموسم المقبل، الموسوم فيه الدوري باسم ''عبد اللطيف جميل''، ستكون حقوق النقل التلفزيوني في العام المقبل له أبرز التحديات التي تواجه رابطة المحترفين، وهي قضية شائكة، تحتاج إلى فتح ملفها مبكرا، والتحضير لها جيدا. وفي كل مسابقات الدوري في العالم تذهب حقوق النقل إلى مجلس الرابطة لتقرير مصيرها، خاصة أن المجلس يضم ممثلا لكل الأندية وهي المعنية بهذا الشأن، لدينا لا تعرف من سيقرر، ولماذا قرر؟
شخصيا، وبعد أن تحول التلفزيون السعودي إلى مؤسسة، أدعم احتفاظ القناة الرياضية بحقوق النقل مع تطوير آلياته، وأسبب ذلك بأن الدوري منتج وطني، يهتم به أكثر من نصف سكان البلاد، لأغلبهم هو بمثابة الغذاء، ومن العيب أن نعطي غذاءنا آخرين يصنعونه لنا، بل إن غذاءنا هو الشيء الوحيد الصامد في وجه التغيرات، و''الكبسة'' الشامخة خير مثال.
أعتقد أن الرابطة مدعوة للتعامل مع القضية بهدوء وحكمة، وأظن أن الأسعار الرائجة مبالغ فيها كثيرا قياسا باعتبارات أهمهما افتقاد الدوري للتشفير، وثانيها أن العرض أقل من الطلب، فالقنوات المؤهلة لإنتاج المسابقة قليلة جدا، وإذا ما تم رفع الأسعار إلى الحد المتداول، سيقودنا إلى مستقبل مجهول، فإن تم بيعه لخمسة أعوام بنصف مليون مثلا، هل نجد من يشتريه بسعر أعلى في الخمس التالية؟
في وداعية ''زين'' الأخيرة، ثبت أن الإصلاح الذي انتهجته الرابطة في تحسين بيئة الملاعب يسير ببطء محبط، تقيده الإمكانات أحيانا والبروقراطية أحيانا أخرى، ولذلك أقترح على النويصر تكوين مجالس لأندية كل مدينة تضم أعضاء ورؤساء منتخبين ومنبثقين عن الرابطة يكلفون بمتابعة بيئة ملاعب مدينتهم وفي هذا خلق للتنافس، وتسريع للعمل وتنوع في الأفكار الإبداعية.
في وداعية ''زين'' أقول للصديق الإيجابي محمد النويصر إن الجوائز الفردية المحفزة غابت عن الدوري، وآمل منه أن يعيد النظر فيها، ويعيدها، وأختم باقتراح أخير وهو خلق برامج جاذبة للجماهير، قبل أن تصفر الريح في مدرجات ملاعبنا، وهذه لوحدها سأستعرضها في مقال قادم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي