جميع منتجاتنا خالية من الإشعاع.. والكوارث أفادتنا

جميع منتجاتنا خالية من الإشعاع.. والكوارث أفادتنا
جميع منتجاتنا خالية من الإشعاع.. والكوارث أفادتنا

أكد كازيوكي هامادا نائب وزير الخارجية الياباني أن جميع منتجات بلاده للعالم سليمة، ولا تحمل تلوثا أو أي إشعاعات ضارة ناتجة عن التسرب الإشعاعي الذي حل بمفاعل يوكوشيما أثناء الزلزال الذي حدث في 2011، حيث قال في الرياض أمس: "أطمئنكم جميع منتجاتنا سليمة وخالية من الإشعاع، ونحن نأكل من منتجاتنا بشكل اعتيادي، ولا وجود لأي مخاوف".
وأوضح كازيوكي أن بلاده استفادت كثيرا من الكوارث الطبيعية التي تعرضت لها خلال أعوام مضت، مشيرا إلى أنها كانت تظن أن بإمكانها تحدي كل الظروف ومواصلة البناء، إلا أنها اكتشفت أن ليس بمقدورها الاستمرار في ذلك دون تعاونها مع الدول.
وثمّن الدور الكبير الذي قدمته السعودية لبلاده أثناء تعرضها لتلك الكوارث وبالأخص الكارثة الأخيرة المتعلقة بالأضرار التي خلّفها الزلزال في 2011 وتسببها في الضرر بمفاعل فوكوشيما، مبينا أنها قدمت الكثير من المساعدات وأثبتت أنها من الدول الصديقة التي تفاعلت مع اليابان إنسانيا وساندتها إبان الأزمة.

#2#

واستعرض خلال المحاضرة التي ألقاها صباح أمس في مقر وزارة الخارجية بحضور الأمير عبد العزيز بن عبد الله نائب وزير الخارجية السعودي، والأمير محمد بن سعود بن خالد وكيل وزارة الخارجية، وعدد من أعضاء الوزارة والمسؤولين من الجانب الياباني استعرض بعضا من تجارب بلاده وتطور نشأتها ونهضتها.
وقال هامادا: "في اليابان أدركنا أن الإنسان يحتاج للإنسان، ولا يمكن بناء نهضة من دون تعاون، ورغم أننا حققنا تطورا جيدا من ناحية البنية التحتية والتعليم إلا أننا حتى الآن لم نستطع مقاومة الكوارث الطبيعية، وما زلنا نتعلم ونكتشف أمورا جديدة في هذا المجال، والأهم هو تضافر الجهود".
وشدد هامادا نائب وزير الخارجية الياباني على أهمية الطاقة المتجددة واستخداماتها في الحياة البشرية، إلى جانب بناء نهضة قوية قائمة على التعليم والإصرار على النجاح، مؤكدا أن بلاده تولي التعليم أولوية كبيرة في مسيرتها التطويرية.
وذكر هامادا إحدى القصص التي تدل على اهتمام بلاده بالتعليم حيث قال: "في عام 1870 واجه إمبراطور اليابان نقصا في الغذاء، إلا أنه قرر بيع الطعام لتحصيل المال وبناء المدارس، بالنظر إلى إيمانه بأن التعليم أهم من الطعام، وهذا سر تفوق اليابان".
وعرج على حياته العملية، والعلاقات مع المسؤولين في الدول، مشيرا إلى أن العقل الياباني يؤمن بأن 70 في المائة من العمل يتم من خلال التفاوض، و20 في المائة في التخطيط والمتبقي في اتخاذ القرارات.
وأضاف: "اليابانيون بطبعهم يأخذون وقتا طويلا في التفكير واتخاذ القرارات، بخلاف بعض الدول التي تصدر قرارات سريعة وقد لا تؤدي لها النتيجة المأمولة". وحول طبيعة تعامل الحكومة اليابانية مع الكوادر البشرية، أفاد هامادا بأن الحكومة تهتم بالتنمية البشرية بشكل كبير، وتحرص على تأهيل الكوادر القادرة على القيادة في جميع المواقع، إلى جانب التدريب أيضا على رأس العمل، وتحقيقها لفرص عمل تمتد مدى الحياة.
وتابع نائب وزير الخارجية الياباني: "العمل يعتبر أولوية بالنسبة لليابان، وهو أساس التنمية البشرية، وهذا العمل فيه منافسة شديدة من قبل النخب العاملة في الحكومة، وكل هذا يصب في مصلحة بلادنا".
ولفت إلى أن بلاده اعتمدت على بناء نظام تعليمي جديد ومتطور، خصوصا في عام 1970، إلى جانب أن ذلك أصبح هاجسا بعد إطلاق روسيا للمركبة الفضائية، الذي اعتبر أنه ولّد إصرارا كبيرا لديهم بأهمية الدخول بقوة في مجال الاكتشافات والتصنيع، إلا أنه اعتبر أن اليابان لا يزال ينقصها الكثير من الموارد الصناعية.
وخلال المناقشات التي جرت أمس مع عدد من الحضور من المهتمين في مقر وزارة الخارجية قدم هامادا نصيحته للسعودية، حيث قال: "أنصحكم بالانفتاح على العالم الخارجي، وتعليم الجيل الجديد في الدول الخارجية، للتعرف على الثقافات الأخرى وبناء بلادكم". وتطرق نائب الوزير الياباني إلى اتخاذ السعودية قرارا بإشراك 30 امرأة في مجلس الشورى، حيث امتدح هذا القرار، مؤكدا أنها مبادرة شجاعة وستخدم تطور البلاد.

الأكثر قراءة