تركيا والعالمية في صناعة النقل الجوي

اعتمدت الحكومة التركية مشروع مطار إسطنبول الثالث الذي يضاف إلى كل من مطار أتاتورك ومطار صبيحة الدوليين. ملامح هذا المشروع العملاق شبيهة بملامح مطار آل مكتوم في جبل علي الذي صمم ليكون مدينة متكاملة لصناعات النقل الجوي. التفاصيل المبدئية لمطار إسطنبول الثالث تقول إنه من فصيلة المطارات العملاقة ذات المائة مليون مسافر في السنة، وسيعمل بخمسة مدارج قادرة على إدارة 150 مليون مسافر في حالات الذروة، وسيكون جاهزا للتشغيل بنهاية عام 2016، أي بعد ثلاث سنوات فقط. التكلفة المتوقعة لمشروع بهذا الحجم الكبير، أي مطار من فصيلة المائة مليون مسافر وخمسة مدارج، ستكون في خانة العشرة مليارات دولار أو أكثر قليلا. هناك العديد من الأبعاد التي علينا التوقف عندها عند الحديث عن نهضة صناعة النقل الجوي التركية والتي تعكسها مكانة الخطوط التركية اليوم ومطارات إسطنبول الثلاثة. البعد الأول يتمثل في صناعة الإنشاءات، خصوصا شركة تاف التي تحولت من شركة مقاولات عرفت ببناء المطارات ذات الموازنات المحدودة مثل مطار القاهرة الجديد، إلى شركة عملاقة يناط بها أعمال الإنشاء لمطارات ضخمة حول العالم منها مطارات تحت الإنشاء في دول الخليج العربي. البعد الثاني خاص بالخطوط التركية صاحبة مبادرة مشروع المطار الثالث وكيف نمت هذه الناقلة بسبب حرية التشريعات وتهيئة مناخ استثماري عدلي وشفاف مكنها من الجلوس في منصة الناقلات الفاخرة العالمية. المطار الثالث سيكون الحاضن للخطوط التركية في هيئتها القادمة كناقلة محورية تمتلك موقعا استراتيجيا بين قارات العالم خاصة الحركة الجوية بين دول آسيا الناشئة وقارة إفريقيا والأمريكتين. البعد الثالث يتمثل في تكامل هذا المطار العملاق مع صناعة السياحة العملاقة في تركيا والتي يعكسها عدد السياح الذي تضاعف في السنوات العشر الماضية حتى وصل إلى 30 مليون سائح في السنة، فصناعة السياحة في تركيا إن استمرت على هذه الوتيرة التصاعدية ستكون قادرة وبسهولة على تغطية تكاليف المطار. البعد الرابع يتمثل في عدد الوظائف التي سيوجدها المطار الجديد وتكامل الصناعات الأخرى مثل شركات البناء والناقلات الجوية العاملة من المطار والصناعات الخدمية والثانوية مثل شركات صيانة وإسناد الطائرات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي