يا معاذ.. ما فيك خير لأهلك.. عذرك «واه»

يا معاذ.. ما فيك خير لأهلك.. عذرك «واه»
يا معاذ.. ما فيك خير لأهلك.. عذرك «واه»
يا معاذ.. ما فيك خير لأهلك.. عذرك «واه»

توالت ردود الأفعال بين غاضب ومعارض، وآخر مؤيد لموقف حسن معاذ لاعب فريق الشباب لكرة القدم، بعد إصراره على اللعب مع فريقه أمام الفتح أمس الأول في الجولة الـ 18 من دوري زين، بل وتعبيره عن فرحته بأحد هدفي الفوز 2/1، على الرغم من تلقيه نبأ وفاة والده قبل ساعة من بداية المباراة.

الغاضبون يرون أن اللاعب تجرد من مشاعر الإنسانية، وارتكب جرما شنيعا في حق نفسه وأسرته ونجوميته، عندما فضل اللعب والفرح على حساب وفاة أعز الناس إليه، لاسيما أن المباراة ليست ذات أهمية كبرى ولا حتى مع فريق خارج السعودية يمكن أن يصفوها بالوطنية، بل هي عادية على بعد كيلومترات من مكة المكرمة مكان الوفاة، وكان الواجب عليه أن يكون حاضرا مع أهل بيته في موقف حزين هكذا، لاسيما أن المتوفى هو والده. ويرى البقية أن اللاعب ضرب مثلا للوفاء لناديه يجب أن يجد عليه الشكر والثناء.

من جهته، انتقد الدكتور خالد النمر عضو جمعية علوم العقيدة موقف معاذ بعد أن شارك في المباراة رغم علمه بنبأ الوفاة، واصفا إياه بالعقوق لوالديه، ومحذرا من تكرار ذلك مستقبلا وتأثيره في بعض صغار السن.

#2#

وقال النمر لـ ''الاقتصادية'' ''ما حصل لاشك أنه عقوق للوالدين اللذين أُمرنا بطاعتهما والخضوع لهما وتفضيلهما على كل شيء فهما الخير كله''.

وأضاف ''أنا سمعت أيضا أن والده كان يرقد في المستشفى خلال الأسبوعين الماضيين قبل وفاته - رحمه الله - ولم يقم بزيارته ولا أدري إن كان هناك ما هو أهم من والده؟''.

وحول وصف البعض لما قام به اللاعب بالوفاء لناديه، قال ''الشرع يقدّم الوالدين على النادي وعلى أي شيء آخر، وإن كان هناك وفاء كما يقال فالوالد هو الأحق بالوفاء له فهو من يتعب ويشقى ويربي ولا شيء آخر يماثله في الوفاء. والنادي إن كان قد منحك الفرصة فهي مرحلة ستنتهي، وسيبكي بحرقة على ما فعله حين يعلم فداحة ما فعل''.

وزاد ''عن أي وفاء يتحدثون من ليس فيه خير لأهله لن يكون فيه خير لأحد''.

وأردف متسائلا ''ألا يستحق الوالد منك هذا الوفاء؟''.

وعن دور النادي في القضية قال ''أتمنى أن يعاقبه النادي لأن الأخير ليس رياضيا فحسب بل اجتماعي وثقافي، وحفاظا على سمعته يجب معاقبته، وأن كنت لا أتوقع ذلك''، مشددا على أن المفترض على الأندية أن توجد أنظمة لمثل حالات هكذا فنحن مجتمع مسلم، وهناك ظروف طارئة ولابد من مراعاة اللاعب وأسرته فيها.

وحول تأثير الملايين التي تدفع للاعبين في علاقتهم بأهلهم قال ''نعم لها تأثير وتأثير كبير في بعض اللاعبين كهذا اللاعب الذي لم يزر والده مريضا، وربما هناك أمور خافية لا نعلم بها، ولكن أحب أن أوجه رسالة للاعبين بأن يبروا والديهم ويتلمسوا حاجاتهم فربما رجعت الملايين سحتا على صاحبها. وفي النهاية الكرة مرحلة وستعود بعدها إنسانا عاديا فاحرص على ألا يظهر منك ما يغضب الله فأنت قدوة لكثير من صغار السن''.

وختم النمر حديثه برسالة وجهها لمعاذ وزملائه اللاعبين قال ''أنا أحدثكم كإخوان مسلمين والمطلوب من كل إنسان أن ينظر الشرع والدين قبل أي شيء آخر، وأن يتذكروا أنهم مسلمون قبل أن يكونوا لاعبين فيحرصون على ما أمرنا به الله ويعلموا أن هناك من يتأثر بهم من صغار السن فلابد أن يحكموا تصرفاتهم، كما أذكرهم بأن الكرة هواية أو وظيفة لكسب الرزق كما يطلق عليها لكن هناك ما هو أهم منها لأنها مرحلة ستنتهي بخيرها وشرها وسيعود اللاعب كما كان إنسانا عاديا''.

#3#

من جانبه، هاجم الدكتور مدني رحيمي المحلل في القنوات الرياضية السعودية معاذ، واصفا ما فعله باللامبالاة مهما كان الأمر ومهما كانت أهمية المباراة.

وقال ''بغض النظر عن أهمية المباراة ما فعله معاذ ينم عن لامبالاة وعدم أحساس بالمسؤولية، وإلا كيف له أن يلعب مباراة دورية داخل البلد مع فريقه ووالده للتو توفي دون أن يقف مع أسرته في ظرف كهذا، هل يوجد هناك ما هو أهم من والده؟''
وعلق رحيمي على تبرير اللاعب بأن المدرب كان قد اعتمده في تشكيلة المباراة، ما منعه من حضور دفن والده وقال ''مع احترامي لمعاذ عذره واه، وماجرى مجاملة للنادي على حساب والده.

ولو كنت مكان المدرب وعلمت بخبر وفاة والده فسأطلب منه مغادرة المعسكر والذهاب لأسرته، لأن اللاعب لن يكون في كامل تركيزه الفني وسيكون متأثر نفسيا خصوصا إذا كان على علاقة قوية بأسرته ووالديه.

وبالنسبة لاعتماد التشكيلة سأوجه له سؤالا لو حصل لك شد أو إصابة قبل المباراة هل سيتم استبعادك أو سيتم إبقاؤك لأنك قد تم اعتمادك في التشكيل؟''.

وزاد'' لو كنت مكانه لغادرت المعسكر دون أن أفكر في العواقب سواء كانت خصما أو إيقافا هذا في حال رفض المدرب الذي لا أتوقع أنه سيرفض طلبا كهذا لأنه سيراعي الجوانب الإنسانية وسيسمح له بالمغادرة''.

وضرب رحيمي مثلا باللاعب محمد الشلهوب الذي ترك معسكر المنتخب في كأس العالم في ألمانيا 2006، وعاد إلى السعودية بسبب وفاة والده على الرغم من أن البطولة هي الأكبر على مستوى العالم وموجود خارج البلاد وفي مهمة وطنية، إلا أنه ضرب بكل ذلك عرض الحائط وعاد فما بالك بمباراة دورية وفي البلد نفسه وفريقه يملك البديل الجاهز ولن يتأثر بغيابه.

وتابع ''هناك لاعبون أجانب في حالة وفاة والدته أو والده يغادرون إلى بلدانهم لحضور مراسم الدفن، فما بالك بنا ونحن مسلمون ومن المفترض أن نكون قدوة''.

وحول وصف البعض لما فعله معاذ بالوفاء والإخلاص للكيان قال ''مع احترامي لمن يقول هذا الكلام فإنه لا يفهم في العلاقة الأسرية وارتباط الابن بوالديه. هذه فضيحة''.

وعن مدى أهمية معاقبة النادي للاعب قال'' لا أتوقع أن يعاقب من قبل النادي لأنه سمح بمشاركته في المباراة على الرغم من علمه، وهذا كاف لتأكيد ما ذهبت إليه''.

الأكثر قراءة