المدرب الوطني .. ترياق الفوز المنسي

المدرب الوطني .. ترياق الفوز المنسي

أكدت بطولة الخليج الحادية والعشرين أن جل المدربين الأجانب ينقصهم الكثير من الخبرة والمرونة والإصرار والتحدي والثقافة الكروية في تدريب منتخبات وفرق دول الخليج العربي.
إن ارتفاع عقود وأجور هؤلاء المدربين الأجانب جعلهم - على الأرجح - يطمعون في المادة أكثر من العمل ذاته الذي أتوا من أجله، وكأنهم يقضون نزهة فارهة - مدفوعة الأجر- لهذه النوعية الفاشلة من المدربين على شاكلة مدرب المنتخب السعودي السابق ريكارد.
وفي عتمة فشل المدربين الأجانب تشرق شمس المدربين الوطنيين الذين أغفلتهم عقول مسؤولي الكرة وتلقفهم النسيان من الإعلام الرياضي، فليس من الغريب أن تتوج الإمارات بكأس خليجي 21 على يد مدربها الوطني ، كما أنه ليس من المستغرب أن تكون الوصافة لمنتخب العراق على يد مدربها الوطني ، فهذان المدربان أخلصا وأجادا عملهما ويملكان مايستحيل للمدرب الأجنبي أن يملكه وهو الروح الوطنية .
لنقرأ هذا التصريح لمدرب منتخب العراق الوطني حكيم شاكر حيث يقول : " أنا أتولى تدريب العراق حالياً بلا أي مقابل مادي ولم أستلم أي مقابل منذ ثلاثة أشهر ولا أنتظر أن يعطيني أحد أي شيء على خدمتي لبلادي، وأرغب بالعودة إلى تدريب منتخب العراق للشباب في كأس العالم للشباب المقبلة".
لننظر إلى هذا التصريح الذي يشع بالوطنية ،فهذا الرجل يتكلم ومنتخبه ينافس على البطولة ، في حين المدربين الأجانب على شاكلة ذاك الانهزامي تظهر على تصريحاتهم البلادة والرتابة والخمول على الرغم من أن المجال مجال رياضة!! ، ولنقرا تصريح ريكارد عقب خروج المنتخب السعودي من المنافسة على يد المنتخب الكويتي حيث قال :" "كان لا بد علينا من تحقيق الفوز خلال هذا اللقاء وفي مثل هذه المباريات هام جداً من يسجل أولاً وللأسف المنتخب الكويت سجل في البداية فظلت النتيجة في صالحهم ".
تخيل مدرب يفترض فيه العالمية والدراية والنشاط ، يرى أن التسجيل أولا من قبل الفريق المنافس من مبررات الهزيمة ، أين العزيمة والإصرار والمنافسة حتى آخر ثانية في المباراة ؟! .
هذا غيض من فيض ويبين بما لا يدعو مجالا للشك أننا نسير في طريق خاطئ بالنسبة لجل المدربين الأجانب ، في حين نسينا أو تناسينا المدرب الوطني الهمام ابن البلاد وابن الوطن القارئ طوال المواسم الرياضية والبطولات لطريقة لعب لاعبي بلاده في أنديتهم وعلى مستوى منتخبهم .
أهيب بمسؤولي الرياضة أن يعطوا المدرب الوطني حقه المستحق ودوره الفاعل لا سيما في هذه المرحلة التي أرى فيها ضعف القتالية والدافعية في اللعب من أفراد المنتخب ، ولا استبعد أن الملايين التي تصرف على المدربين قد أوجدت إحباطا غير مسبوق لهؤلاء اللاعبين ، فنحن أحوج ما نكون إلى المدرب الوطني في هذه المرحلة، وعلى المسؤولين عن الرياضة أن يعيدوا النظر في الملايين المصروفة على هذه الزمرة من المدربين فالمال لا يجلب كل شيء !!!.
إضاءة
يقول الإمام القرطبي-رحمه الله- :
ما رأيت سرفاً قط إلا ومعه حق مضيع ، وهذا من آيات فقه الحـــال .

الأكثر قراءة