عيب يا شيخ

يقف خلف كتيبة أحرف الكيبورد، يتقيأ حروفا لا يحسب لها حسابا. يتطاول على الطبيبات، يقذف الممرضات، يتحدث بمنتهى الخسة عن العاملات العفيفات هنا أو هناك. يكتب عن الطالبات في بعض الجامعات. كلهن سيئات. وأباؤهن ليسوا سوى مجموعة من الخرفان. هو وحده رضي الله عنه الأسد الذي ليس بعده ولا قبله. يشتم أهل هذه المدينة أو تلك ويصفهم بأنهم مصدر من مصادر التغريب. هو الوحيد رضي الله عنه الذي يذب عن حياض الدين. هو وحده رضي الله عنه الذي سيدخل الجنة، أما سواه فلا، لأن بناتنا وقريباتنا يدرسن في الجامعات، وربما يعملن في الطب والتمريض أو في أي قطاع من القطاعات المفتوحة للنساء. فيما هو يخوض هذه التراجيديا الظالمة من التفكير والتفجير، تتناهى إليه أصوات بناته وزوجته. فيشعر بمزيد من الطمأنينة والرضا. هو يعتبر أنه عندما يتحدث عن النساء هناك استثناء، يتمثل في أسرته، رغم أن ابنته تذهب للجامعة، وقد يفتش لها عن عمل قريبا. لكنه مع ذلك سيواصل الجهاد والنضال، عن طريق كتيبة الحروف الموجودة على الكيبورد، ويتطاول على بنات الناس، ثم هو سوف يسافر في مهام دعوية مستمرة، وسوف يترك إدارة منزله لأخت الرجال مثلما يفعل كل إنسان سوي، لكنه دوما يفصل بين "الأنا" التي تمنحه القدرة على تلوين الصورة، فالخاطئون هم المجتمع، أما هو رضي الله عنه فلا.
وعندما تضيق عليه الدائرة، ويتهيأ الناس لرفع شكوى ضده، سيعتذر، ويقول لقد أخطأت. المشكلة أنه سرعان ما يركب الموجة شخص آخر يرفع لواء قذف الناس والتشكيك فيهم والتطاول عليهم. شريعة الله تمنع قذف المحصنات الغافلات، وبعض خلق الله يصرون على احتكار صكوك الغفران. اللهم احم مجتمعنا من غلاة المتشددين ومن تفريط المفرطين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي