مؤتمر المدينة المنورة يوصي بإنشاء هيئات لـ "الأمر بالمعروف" بالدول الإسلامية .. والإستفادة من تجربة المملكة

مؤتمر المدينة المنورة يوصي بإنشاء هيئات لـ "الأمر بالمعروف" بالدول الإسلامية .. والإستفادة من تجربة المملكة

رفع المشاركون في مؤتمر (الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر والمستجدات المعاصرة) الذي نظمه كرسي الأمير نايف بن عبدالعزيز لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر بالجامعة الإسلامية بالتعاون والشراكة مع الرئاسة العامة لهيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر , الشكر والامتنان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبدالله بن عبدالعزيز آل سعود وصاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن عبدالعزيز آل سعود ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع -حفظهما الله- على دعمهما، وعنايتهما بالعلم والعلماء، ومؤازرة الحسبة، والدعوة إلى الله تعالى , موجهين الشكر لصاحب السمو الملكي الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية ، وإلى صاحب السمو الملكي الأمير عبد العزيز ماجد بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة لمساندتهما للعلماء ولجهود رجال الحسبة .

وخرج المشاركون في المؤتمر بعد يومين من المداخلات بعدة توصيات من بينها اقتراح إنشاء هيئة تقوم على الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في كل دول العالم الإسلامي حتى تستفيد دول العالم من تفعيل هذه الشعيرة في مجتمعاتها ؛ كما تستفيد من تجربة المملكة العربية السعودية في هذا المجال , داعين إلى عقد شراكات إعلامية بين هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ووسائل الإعلام المختلفة، يتم من خلالها تخصيص صفحاتٍ، أو أركانٍ، أو أعمدةٍ في الصحف، وتخصيص برامج في الإذاعة والتلفاز، لموضوع الحسبة لبيان أحكامها وآثارها وأخبارها وكلُّ ما من شأنه توطيد العلاقة بينها وبين المجتمع وتعزيز ثقافةِ الحسبة فيه.

كما أوصى المؤتمر الذي اختتم أعماله اليوم وشارك في أعماله 28 باحثاً وباحثةً من داخل المملكة وخارجها، ، بضرورة إبراز سمات تميز المملكة العربية السعودية في تطبيق شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، من خلال وسائل الإعلام المختلفة، بصفتها أنموذجاً يُحتذى أمام المجتمعات الإسلامية الأخرى لكلِّ دولةٍ يراد لها أن تكون قويةً ، وتحافظ على دعائم بقائها وسرّ تمكنها وعزِّها. وانتهى المشاركونُ في المؤتمر إلى ضرورة التأكيد على دور المدارس والمساجد في توجيههم إلى كلِّ ما ينفعهم وينفع مجتمعهم؛ كتحري الأصدقاء والبرامج وصفحات "الانترنت".

وأكّد المؤتمرُ على الدعاة والموجهين والمربين والإعلاميِّين ضرورة تعميق وعْي أفراد المجتمع بحاجتهم الدائمة إلى الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لأنهم بحاجة دائمة إلى نعمة الأمن والاستقرار، وأن هذه النعمة ستستمر فيهم ما قام الآمرون بالمعروف بواجبهم بينهم، وتعاون الجميع معهم لأداء هذا الواجب. كما أوصى المؤتمرُ طلاب الدراسات العليا، في الجامعات، بكتابة رسائل عليمة في جهود ملوك وأئمة المملكة في مراحل الدولة الثلاث، في شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، ودراسةِ مواقفهم وثباتهم عليها.

وأوصى المؤتمرُ بضرورة قيام مراكز البحوث في الجامعات بمهمة بيان أهمية هذه الشعيرة للناس، وما لها من آثار عظيمة في حياة الفرد والمجتمع، من حيث حماية العقيدة، وتصحيح العبادة، وحراسة الفضيلة، وأنَّ الحسبة مسؤولية جميع أفراد المجتمع. وأكد الباحثون أهميّة أن تقوم الجامعات بعقْدِ الندوات والدورات وورش العمل، التي تبحثُ في تدريب كوادرَ ذاتِ قدراتٍ خاصةٍ؛ لتطوير آلياتها في العمل في خدمة هذه الشعيرة، وتبحثُ في سبل توعية أفراد المجتمع في حكم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وأهميته، وما يحققه من أمن المجتمع وسلامته، مع اقتراح إدراج موضوعات الحسبة ضمن مفردات مقرر الثقافة والدراسات الإسلامية في المرحلة الجامعية .

وأوصوا بضرورة وضع إستراتيجية علمية دقيقة لمعالجة كل التحديات المتوقعة، أو القائمة في الواقع، أمام أعمال الهيئة تجمع بين التخصص العلمي والاجتهادِ الجماعيِّ من خلال المجامع الفقهية ، والأقسام العلمية بالجامعات. وقد عقدت اليوم جلستان في إطار المؤتمر , ترأس الأولى معالي وزير التربية والتعليم سابقاً الدكتور عبدالله بن صالح العبيد ، وطُرحت فيها أبحاث حول "علاقة الأمر بالمعروف وانهي عن المنكر بالمستجدات المعاصرة".

وتحت عنوان "الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المجال الاقتصادي" قدّم الدكتور عبدالستار إبراهيم الهيتي بحثاً ركّز فيه على الاحتساب في إصلاح الجانب الاقتصادي، المتمثل في تفعيل جهاز الرقابة الإداري والاقتصادي على مجمل الأنشطة الاقتصادية في كافة جوانبها.

وحول "آفاق الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر عبر المواقع الاجتماعية" قدّم الدكتور صافي حبيب من جامعة وهران بالجزائر بحثا اقترح فيه توسيع نشاط الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ليشمل شبكة التواصل الاجتماعي، حيث إنها من بين السّبل التي قد تُسهم في تطوير وبعث نشاط الهيئة عبر الإنترنت وخاصة صفحات التواصل الاجتماعي.

ودعا الدكتور محمد سيدي عبدالقادر في بحثه عن "علاقة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في المملكة العربية السعودية بوسائل الإعلام وسبل تطويرها" إلى أن تكون العلاقة بين الهيئة والإعلام علاقة تكامل لا تصادم؛ حيث إن الكل يخدم رسالة واحدة وهي تحقيق السعادة والأمن للمجتمع؛ فهما بذلك إخوان في الرسالة والهدف والغاية.

وفي الجلسة الأخيرة التي رأسها عضو مجلس الشورى الدكتور إبراهيم بن عبدالله البراهيم ، ودارت أبحاثها حول "الاستشراف المستقبلي للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مع المستجدات المعاصرة العقدية والفكرية والاجتماعية والإعلامية والتقنية"، قدّم الدكتور حكمت بن بشير ياسين ورقة حول "استشراف مستقبل الحسبة في الارتقاء بالعلوم المعاصرة" من منطلق وجوب عمل دراسات جديدة تستشرف المستقبل وتعتمد على الاستقراء والاستنباط والتحليل من خلال عمل ميثاق شرف بين علماء الحسبة ونخبة من الخبراء، لتحقق تطلعات الأمة في الاقتصاد المعرفي والتنمية المستدامة، وتستعيد عافيتها بمعالجة المشكلات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية، حيث تضمن الاقتراح تطوير كرسي الأمير نايف لدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر إلى مركز تميز لاستثمار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في الارتقاء بالعلوم، يهدف إلى استثمار الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر للارتقاء بالعلوم المعاصرة، والارتقاء بدراسات الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وترشيد دعوة الإصلاح، وإعداد كوادر لريادة البحث العلمي في دراسات الحسبة، وتفعيل مقاصد القرآن الكريم مع العلوم.

وقدمت أستاذة أصول الفقه المشارك بكلية الشريعة بجامعة أم القرى الدكتورة صالحة بنت دخيل الحليس ورقة حول "التَّحدِيَات المُستَقبَليَّة للأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وكيفية التغلب عليها" ناقشت فيها مشكلات الحسبة، وسبل تطويرها، و اعتمدت المنهج الاستقرائي التحليلي فى استخلاص التحديات، والطرق المناسبة لعلاجها.

واستعرضت ورقة الدكتور عثمان بارودي من جامعة الملك فهد للبترول والمعادن بعنوان "التقنيات الحديثة: آمال و تحديات" الآمال والتحديات التي ترافق هذه التقنيات، وتعترض المجتمع المسلم بوصفه آمراً بالمعروف وناهياً عن المنكر، وناقشها من خلال مقاصد الاحتساب في الشريعة الإسلامية، وطرحت الورقة رؤية للعمل لجهات الحسبة والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر.

كما قدّم الباحث عبد الرحمن أبو المجد علي الوكيل الثقافي بمعهد الدكتور جاد يوسف بحثاً حول "دور الحسبة في تصحيح صورة المرأة السعودية في الرواية الإنجليزية" تناول فيه صورة المرأة السعودية في الرواية التي تعد ديوان الأدب الإنجليزي.
واستعرض الباحث نماذج الروايات المتنوعة التي تشكل في مجملها ظاهرة تستهدف النيل من المرأة السعودية، ودور الحسبة في العلاج والتحذير من أخطارها، مؤكداً أن بحثه يعرض تجارب جديرة بالرصد و المتابعة، نافياً أن يكون البحث يُجمل الصورة أو يشوهها، حيث حاول أن يقترب من واقع المشهد الروائي بإيجاز يركز على أهم التجارب و بموضوعية.

وحاول الباحث أحمد صالح بافضل من كلية الشريعة بجامعة حضرموت في بحثه "تجديد آلية إقامة شعيرة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر - مواكبة للمستجدات وتجاوزا للتحديات" . واقترح الباحث ملامح للآلية التي يمكن الوصول بها لتطبيق وظائف الأمر والنهي منها إدراج وسائل حديثة كوسيلة التواصل الفيس بوك في آليات الأمر والنهي، وتوسيع دائرة الحث على المعروف بدلاً عن التركيز على المنكر، وإدخال عاملين من فئات أخرى كالنساء وبعض مؤسسات المجتمع كجمعيات حماية المستهلك، والوصول لوسائل حديثة وابتكارات في الأداء.
وشهدت الجلسات في اليوم الأخير من المؤتمر مداخلات عدة حول موضوعات الندوة .

الأكثر قراءة