أطباق مختلفة من الشائعات يتناولها السعوديون مجبرين يوميا

أطباق مختلفة من الشائعات يتناولها السعوديون مجبرين يوميا

أصبح السعوديون على موعد يومي وعلى مدار الساعة لتناول أطباق مختلفة من "داء الشائعات"، الذي فتك بمختلف وسائل الإعلام الجديد المنتشرة مثل (تويتر، فيسبوك، يوتيوب، واتس أب) وغيرها.
وبات انتشار الشائعات في الآونة الأخيرة على شبكات التواصل الاجتماعي "كالنار في الهشيم" لا يمكن لأحد إيقافه أو القدرة على التعامل معه، محدثاً أنواعاً شتى من التشويش والسخط والإرباك، إلى جانب سيل من التساؤلات عن ماهية هذه الشائعات، ومن يقف خلفها ويعمل على تغذيتها.
وتعرف الشائعة بأنها ضغط اجتماعي مجهول المصدر، يحيطه الغموض والإبهام، وتحظى من قطاعات عريضة بالاهتمام، ويتداولها الناس، ليس بهدف نقل المعلومات، وإنما بهدف التحريض والإثارة وبلبلة الأفكار. ويرى الدكتور سعود كاتب أستاذ الإعلام الجديد بجامعة الملك عبد العزيز بجدة، أن الانفتاح الكبير والسريع لجميع طبقات المجتمع، والقدرة على وضع المعلومة مباشرة من أهم أسباب تغذية الشائعات. ويقول "الكثير منا للأسف لم يحظ بتعليم أو ثقافة كافية تجعلهم يفكرون في عدم التسرع في نشر المعلومات وتأثيرها وخطورتها، وجدنا وسيلة أمامنا لم تتم تهيئتنا لها، والكثير من أفراد المجتمع لم ينل عبر وسائل التعليم أو وسائل الإعلام المختلفة التعريف بخطورة الشائعات، وكيفية الاستخدام الأمثل لشبكات التواصل الاجتماعي".
ولا يكاد يمر يوم دون انتشار حزمة من الشائعات المختلفة مثل تحسين أوضاع المواطنين وصدور أوامر ملكية مرتقبة، تغير حالة المناخ وتوقعات بأمطار غزيرة على عدد من المدن وغيرها. وأضاف كاتب في حديثه لـ "الاقتصادية" "أصبح الشخص أول ما يخطر في باله كلمة يرميها دون التفكير في تأثيراتها الاجتماعية، الاقتصادية، أو القانونية، فيطالب ويشتم ويرمي بكلمات عنصرية موجودة لدينا على شبكات التواصل الاجتماعي دونما تفكير، أعتقد هذه مشكلة ثقافة وتعليم بالدرجة الأولى". وفي سؤال عما إذا كان هناك من يقف خلف هذه الإشاعات عبر توجيهها لأغراض ومصالح محددة، قال الدكتور سعود "كل شيء جائز، هناك شائعات تتم بحسن نية بسبب الجهل أو عدم المعرفة بالتبعات، وهناك شائعات بالتأكيد موجهة ومقصودة، إما لخلخلة البنية الاجتماعية أو للتأثير على أوضاع سياسية أو اقتصادية، حتى الشركات أحيانا تتعمد نشر شائعات مغلوطة عن شركات أخرى، وهذا الأمر واقع ويحدث. أما كيف يمكن التغلب عليها كما ذكرت بالتعليم والثقافة والتوعية وبالقوانين الصارمة الرادعة التي تجعل الشخص يفكر كثيرا قبل كتابة أي كلمة".
من جانبه، أكد الكاتب فاضل العماني أن الشائعة من الأشياء الطبيعية الموجودة في كل المجتمعات فطرياً لأنها تميل إلى ترويج وتسويق الشائعات، بالذات المجتمعات النامية في الدول غير المتقدمة، مبيناً أن الوقت الراهن أضحت الشائعات كثيفة جداً في ظل وجود وسائل الإعلام الجديد التي جعلت من الشائعة أشبه بأطباق يومية يستمتع الناس بها للأسف الشديد. وأردف العماني "نجد اليوم الأخبار ومواقف الناس وأعراضهم كلها بدون أي حقائق أو مصداقية. الخطورة أن أسباب زيادتها الآن تكمن في أن وسائل التواصل الاجتماعي أصبحت متاحة للجميع الصغير والكبير، بعكس الماضي حيث كانت القنوات محدودة مثل المجالس الخاصة، وكان بالإمكان الوصول للشخص ومعاقبته".
ولفت الكاتب فاضل العماني إلى أن انتشار الشائعات اليوم أصبح بصور ووجوه كثيرة ولم يعد مقتصراً على شكل بعينه كما في السابق، واستطرد "انتشار الشائعة في الوقت الراهن أصبح بصور مختلفة ليست فقط قصة أو خبر بل بأكثر من وجه صورة، مقطع يوتيوب، خبر صحافي، لتتناسب مع المرحلة الراهنة، وتم استغلال وسائل الاتصال لعولمة الشائعة وإيجاد أشكال حديثة لها".

الأكثر قراءة