أخبار اقتصادية

غياب الرؤى والاستراتيجيات فاقم تفكك المنشآت المتوسطة والصغيرة

غياب الرؤى والاستراتيجيات فاقم تفكك المنشآت المتوسطة والصغيرة

أشار عدد من المتحدثين في جلسات منتدى الموارد البشرية إلى أن المشاريع المتوسطة والصغيرة متفككة ولا تجد الاهتمام المطلوب, مؤكدين أن غياب الرؤى والاستراتيجيات في تهيئة وتدريب الشباب غير مفعلة في معظم منشآت القطاع الخاص. وأبانوا أن هناك حاجة إلى تفعيل الشراكات الاستراتيجية بين وزارة العمل والجهات الحكومية ذات العلاقة من جهة, والقطاع الخاص من جهة أخرى، للحد من نسبة التسرب الوظيفي المرتفعة نسبيا، مؤكدين أن دخول 528 ألف شاب إلى سوق العمل سنويا يشكل عبئا على القطاعين الحكومي والخاص, لعدم وجود خطط ناجحة تستوعب هذا العدد , إضافة إلى أن معظم الشعب السعودي يندرج تحت سن 14 سنة, وقد يواجهون مشكلة البطالة بشكل أكبر في المستقبل. وأشاروا إلى أن الشباب السعودي حديثي التخرج غير مهيئين بالشكل الكافي لخوض غمار الحياة العملية سواء من ناحية الوظيفة في القطاع الخاص أو البدء في إقامة أعمال خاصة جديدة تسعى للنجاح، موجهين جزء من المسؤولية على وزارة العمل التي لا تقيم شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص. واختتمت يوم أمس (الإثنين) جلسات منتدى جدة للموارد البشرية 2012 في دورته الرابعة الذي يقام تحت شعار ''نحو تنمية بشرية مستدامة'' والذي انطلق السبت الماضي برعاية وحضور المهندس عادل بن محمد فقيه وزير العمل في قاعة القصر في فندق جدة هيلتون. فيما يشارك اليوم (الثلاثاء) خبراء ومديرون تنفيذيون ومهنيون ومنسوبو إدارات الموارد البشرية في الشركات والمؤسسات السعودية في لقاءي عمل الأول يناقش تحويل الموارد البشرية لتكون شريكاً استراتيجياً والثاني يناقش تصميم وتطوير وتنفيذ برامج تساهم في تحقيق الكفاءة للمنظمات. وكانت الجلسات الختامية قد ناقشت أفضل ممارسات الموارد البشرية في قطاعي الصناعة والخدمات حيث عقدت الجلسة الأولى ليوم أمس بعنوان ''أفضل ممارسات الموارد البشرية في قطاع الصناعة'' برئاسة الدكتور محمد سعيد دردير رئيس لجنة المكاتب الاستشارية في الغرفة التجارية الصناعية في جدة وناقشت التوظيف والتدريب والاحتفاظ بالمواهب، تحدث فيها المهندس صالح أحمد حفني الرئيس التنفيذي والعضو المنتدب لشركة حلواني إخوان أوضح أن الموارد البشرية يزداد دورها في مجابهة التحديات من خلال التكامل بينها وبين كافة الإدارات في الشركات التي تملك محاور العمل الرئيسية، مشيراً إلى أن أهمية برامج إعداد مديري المستقبل عبر استقطاب المهارات الواعدة فضلاً عن أهمية تحديد مستوى الجدارات المطلوبة لتحديد الفجوة والاستفادة منها في حصر الاحتياجات التدريبية. وأبرز المهندس حفني دور الموارد البشرية في تحسين أوضاع كافة العاملين في الشركات وكذلك العمل على الحفاظ على الكوادر المؤهلة من خلال تطوير بيئة العمل ومواكبة أساليب التدريب الحديثة لنقل المهارات الجديدة في مجالات التصنيع والجودة وخلافه. أما مود جمجوم الرئيس التنفيذي لشركة مصنع جمجوم للأدوية فقد استعرض الإسهام الناجح والقيم للمرأة السعودية في صناعة الأدوية حيث أكد أهمية قيام الشركات بإعداد برامج عديدة متطورة لتنمية المهارات والمعرفة، مبيناً أن مثل هذه البرامج تشجع الموظفات على التطوير الذاتي، مبيناً أن القوة العاملة النسائية وجد أنها مناسبة جداً للعمل في مجال الصناعة والبحث والتطوير ومجال تطوير المنتج في حين أن وظائف المبيعات والتسويق تتطلب الكثير من العمل الميداني، ومن ثم يكون من الصعب جداً على السيدات السعوديات العمل في مثل هذه الوظائف. فيما استعرض سعيد الغامدي مدير إدارة الموارد البشرية الهيئة الملكية للجبيل وينبع التوجهات المستقبلية لقطاع الموارد البشرية من خلال تجربة الهيئة الملكية للجبيل وينبع. وأبرز الغامدي مبادرة إعداد وتطوير القادة وهو عبارة عن برنامج يهدف إلى المساهمة في تطوير أداء المسؤولين في المراكز القيادية حالياً إضافة إلى تأهيل قيادات الصف الثاني المرشحة لتولي الوظائف القيادية في مختلف الأقسام والإدارات، ويتمحور البرنامج حول الجهات التي ستقوم بالعمل والجدارات القيادية ومركز تدريب القياديين كما استعرض مبادرة الشهادات المهنية لتطوير الموظفين القائمين بالأعمال التخصصية كالهندسية والمالية والموارد البشرية للحصول على الشهادات المهنية المضمنة في الأوصاف الوظيفية المختلفة وتوفير جميع الدعم اللازم لذلك من تدريب على اللغة اللازمة للحصول على الشهادة وربط ذلك بحوافز نظامية لتشجيع الموظفين للحصول على تلك الشهادات، مع التأكيد عند التعيين والتوظيف على البحث عمن تتوافر لديهم تلك الشهادات. ثم شهد المنتدى جلسة نقاش حول تطوير الأعمال برئاسة الدكتور خالد ميمني رئيس قسم إدارة الموارد البشرية في جامعة الملك عبد العزيز تحدث خلالها الدكتور عبد الرحمن الطريقي رئيس مجلس الإدارة لشركة الخليج للتطوير الصناعي استعرض أهمية إدارة المواهب عبر التخطيط والتنظيم والتوجيه والرقابة لجميع عناصر الموارد البشرية ابتداء من استقطاب وتهيئة الكفاءات البشرية المناسبة ووضعها في المكان المناسب وقياس أدائها وتعويضها ومكافأتها وتمكينها بالموارد المناسبة وتدريبها وتطويرها وتوفير فرص الترقي الوظيفي العادلة. وأوضح الدكتور خالد ميمني أن الاهتمام بالمشاريع في المملكة بشكل عام يتركز على المشاريع الكبرى فيما لا تجد المشاريع المتوسطة والصغيرة الاهتمام المطلوب مشيرًا إلى أنّ قلة الاهتمام بها جعلها متفككة وغير فاعلة وأدى إلى تواضع ممارساتها وأعمالها وبالتالي عدم نجاح معظم المشاريع المتوسطة والصغيرة. وحول معالجة مشكلة التسرب الوظيفي أبان الميمني أن معظم الشركات لا تحمل رسالة ورؤية واضحتين في الحد من هذا التسرب وفي الوقوف على الحالات التي خرجت من وظائفها سواء من خلال الاتصال المباشر أو من خلال عمل استبانات ميدانية بشكل فاعل يؤدي إلى معالجتها مستقبلاً. وأشار ميمني إلى أهمية تطوير ممارسات العمل عبر مجموعة من الخطوات المتصلة أو نظام العمليات الممزوجة بسلوك ملائم والتي تثبت من خلال التجربة فاعليتها في تحقيق أهداف العمل. من جهته أوضح الدكتور عبد الرحمن الطريقي رئيس مجلس الإدارة لشركة الخليج للتطوير الصناعي أن الشباب السعودي حديثي التخرج غير مهيئين بالشكل الكافي لخوض غمار الحياة العملية سواء من ناحية الوظيفة في القطاع الخاص أو البدء في إقامة أعمال خاصة جديدة تسعى للنجاح. ووجه الطريقي لومه إلى وزارة العمل التي لا تقيم شراكات استراتيجية مع القطاع الخاص مؤكدا على ضرورة أن تتوجه وزارة العمل بمنهجية تهدف إلى خدمة شباب الأعمال وأصحاب الشركات بما يعزز من تواجدها في السوق. وتطرق الطريقي إلى عدم وضوح الدور الوظيفي وفرص التطور المهني في القطاعين الحكومي والخاص، مشيرًا إلى أن الاعتماد على الشهادات في منح الوظائف وإشغالها لا يعتمد في الوقت الراهن في كثير من المواقع الحكومية أو الخاصة على الخبرات المتراكمة لطالب العمل بل يرتكزون على التحصيل العلمي والشهادات الأكاديمية في السيرة الذاتية للمتقدم للوظيفة، مؤكدًا على ضرورة الرجوع إلى المهارات والأعمال السابقة، مشيرًا إلى أنّ كثيرًا من الشباب أصحاب الطموحات والخبرات من الشباب يتعرّضون لمضايقات المدير المباشر في العمل. وأكد على أنّ هذا سبب مهم في التهرّب والتسرّب من الوظائف إضافة إلى الإهمال حيث تأتي كممارسات شائعة في القطاع الخاص، مبينًا أنّ نسبة كبيرة من الشركات ليست لديها أنظمة واضحة أو فاعلة في ضمان تساوي الفرص العادلة في التدرج الوظيفي والمهني داخل القطاع الخاص. من جانبه أبدى ماجد المزيرعي مدير عام مراكز تميز الموارد البشرية استغرابًا من البينونة الواضحة بين خلق الفرص الوظيفية للشباب السعودي إضافة إلى تدريبهم وتأهيلهم في القطاعين الحكومي والخاص وبين ما تتمتع به المملكة من اقتصاد ضخم. وأشار المزيرعي إلى أنّ مخرجات التعليم العام والعالي في المملكة في الوقت الراهن لا تفي باحتياجات سوق العمل في القطاع الخاص منوهًا أنّ معظم السعوديين الآن يندرجون تحت سن 14 عامًا وسيدخلون سوق العمل بعد بضع سنوات، مؤكّدًا أن البطالة التي نعيشها الآن ستتفاقم بشكل كبير مستقبلاً ما لم يتم العمل على حل مشكلات البطالة بشكل عاجل من خال استراتيجيات أكثر فاعلية تنسجم والقدرات الاقتصادية والمالية للمملكة. وأضاف المزيرعي أن 528 ألف شاب سعودي ينضمون إلى سوق العمل سنويًا، فيما يصل إجمالي عدد الموظفين في القطاعين الحكومي والخاص 9،94 مليون موظفٍ، يشغل منها السعوديون 4،14 مليون موظفٍ فيما يشكل الموظفون غير السعوديين 5،79 مليون موظف. من جهته أوضح المهندس عمر نجار نائب رئيس الموارد البشرية في شركة كريستل أن أساس مشكلة التسرب الوظيفي في المملكة يرجع إلى سببين رئيسيين وهما عدم الاهتمام بالموظف من ناحية تدريبه وتأهيله والوقوف على تطوير أدائه، وكذلك افتقار كثير من شركات ومؤسسات القطاع الخاص للقيم في التعامل مع الموظفين وخاصة الجدد. وأضاف نجار أن تحديات الأعمال في مجال الموارد البشرية والتي تفرضها العولمة مؤكداً على ضرورة التكامل والسعي لتحقيق النمو والكفاءة التشغيلية، مبيناً أن هناك ضرورة لوجود استراتيجية HR شفافة ترتبط ارتباطاً وثيقاً بتحديات السوق فضلاً عن توظيف التكنولوجيا و إدخال نظام إدارة الأداء في الأعمال وإدارة المواهب. أما الجلسة الثانية فتناولت أفضل ممارسات الموارد البشرية في قطاع الخدمات برئاسة عصام مدني نائب الرئيس للموارد البشرية في مجموعة المهيدب، حيث تناولت التوظيف والتدريب والاحتفاظ بالمواهب يتحدث خلالها صلاح الشمري مدير إدارة التطوير الإداري والوظيفي في شركة الكهرباء السعودية حيث استعرض برنامج إعداد القادة الواعدين والذي يسعى إلى التعرف على الموظفين المميزين ممن لديهم قدرات قيادية عالية, حيث يتم تطوير هذه القدرات من خلال برامج تطويرية مقننة تسهم في إعدادهم لشغل وظائف قيادية في الشركة بشكل أسرع. فيما تناول محمد التويجري مدير عام الموارد البشرية في مصرف الراجحي إدارة المواهب وعلاقتها بإدارات الموارد البشرية في مصرف الراجحي, مشيراً إلى أنه لدى المصرف خطط للإحلال الوظيفي تتمحور حول العائلات الوظيفية وهم الموظفون الذين يشغلون وظائف ذات مسؤوليات وظيفية متشابهة حيث تتميز واجبات ومسؤوليات الوظيفة بأنها ذات معارف ومهارات وقدرات وكفاءات متشابهة وتزيد درجة تعقيد واحترافية المعارف والمهارات والقدرات، كلما تدرج الموظف إلى أعلى السلم الوظيفي. ثم عقدت جلسة نقاش لتطوير الأعمال برئاسة الدكتور إيهاب أبوركبة تحدث خلالها المهندس محمد المدرس الرئيس التنفيذي لسيسكو عن أساليب التوظيف وتطوير الموارد البشرية والمتمثلة في تحديد الاحتياجات الوظيفية الرئيسية مع كل ميزانية سنوية ودراسة الاحتياجات وربطها فنياً مع العوائد المالية المتوقعة وربطها مع تطوير أعمال الشركة المستقبلية، فضلاً عن التوظيف عن طريق أقسام الموارد البشرية من داخل الشركة عادة واعتماد مكاتب توظيف خارجية في بعض الحالات المتخصصة. واستعرض المدرس تطوير نظم الموارد البشرية والمحافظة على الكوادر من خلال دراسة الإجراءات الروتينية العملية وتطويرها لمناسبة احتياجات المنظمة الفعلية، ومراجعتها دورياً، وذلك لخلق بيئة عمل إنتاجية وفعالة وتوفير بيئة العمل الصحية المناسبة للحفاظ على الموظفين، بمن فيهم النساء وذوو الاحتياجات الخاصة واستقطاب الكوادر البشرية الشابة عن طريق إدخال نظم تقنية حديثة ومتطورة والسماح باستخدام برامج التواصل الاجتماعي فضلاً عن عمل استبيانات فعلية وغير تقليدية عن أداء الشركة وتفعيل نظام الثواب والعقاب والتخلص من الموظفين ذوي الأداء السيئ وتوفير المميزات المادية المناسبة والتنافسية في سوق العمل وتعميم وتطبيق أنظمة الشركة على الجميع والحد من المميزات الاستثنائية والاستمرار في التطوير والتدريب لكوادر المنظمة بشكل دوري مع التشجيع على التدريب الذاتي ومكافأة الموظفين عليه. وتناول الدكتور عبد الله الحميدان نائب الرئيس لقطاع الموارد البشرية والتميز المؤسسي في شركة الاتصالات السعودية أهمية تطوير الأعمال عبر تحليل القدرات والمهارات اللازمة، مشيراً إلى أن التحدي الحقيقي هو تحديد مكان وتطوير المواهب اللازمة لتطوير الأعمال. واستعرض الحميدان أهمية إيجاد استراتيجية لتطوير الأعمال وتنفيذ مبادرات السعودة لإشراك المواهب المحلية في التنمية وهذا يمكن عبر تطبيق جملة من الإجراءات في الموارد البشرية. من جانب آخر ينطلق اليوم الثلاثاء لقاءي عمل الأول يناقش تحويل الموارد البشرية لتكون شريكاً استراتيجياً يتم خلالهما استعراض المهارات المطلوبة لمنسوبي المنشأة وكيفية تطويرها ويستهدف منسوبي إدارات الموارد البشرية في الشركات والمؤسسات السعودية، ويشارك فيه أحمد السالم عضو مجلس إدارة الجمعية العربية لإدارة الموارد البشرية سابقاً، وديفيد جليلي الشريك الإداري لـ (IMS). أما اللقاء الثاني الذي يستمر لمدة يومين فيناقش تصميم وتطوير وتنفيذ برامج تساهم في تحقيق الكفاءة لمنظمتهم ويستهدف المديرن التنفيذيين والمهنيين وعددا من الخبراء في الموارد البشرية، ويستمر لمدة يومين ويستعرض توظيف برنامج HRSG لتحقيق الكفاءة في الموارد البشرية عبر تصميم وتطوير وتنفيذ برامج تساهم في تحقيق الكفاءة لمنظماتهم، فضلاً عن شرح المفاهيم والممارسات التي يمكن استخدامها لمواجهة التحديات الراهنة التي تواجه المنظمات فضلاً عن آليات جذب واستبقاء وتطوير أصحاب المواهب.
إنشرها

أضف تعليق

المزيد من أخبار اقتصادية