الاحتباس الحراري في المساجد

مما يثير العجب أن هذه الظاهرة تحدث في المسجد في الفصلين. في فصل الصيف في شهر رمضان المبارك، كما هو اليوم، يتم تشغيل التكييف وعلى القدرة القصوى، ولذا يصبح المسجد من الداخل مملوءا بالأنفاس الحارة ويخفق التكييف لتخفيف درجة الحرارة الداخلية للمسجد وتحدث هذه الظاهرة في كثير من المساجد التي تم تكييفها بتكييف مركزي ووضعت فتحات التكييف على سقف المسجد.
وقد يكون الحل في تلك الحال هو تصميم فتحات التكييف على ارتفاع مترين ونصف المتر بدلا من وضعها في السقف حتى نتمكن من تكييف الجزء السفلي فقط للمسجد وندع الجزء العلوي بدون تكييف. كما أن رفع سقف المسجد الجامع هو ما يجعل تلك الظاهرة تختفي تماماً.
إن تلك الحلول في وقت التصميم كي يصبح المسجد ذا تهوية مناسبة لا تكلف شيئا يذكر، إذ هي مقترحات ترفق معها مخططات تفصيلية وبعض المواد التي تضاف على جداول الكميات، أما إذا تم تنفيذ المسجد فإن اقتراح تلك الحلول يجعل تكلفتها تتضاعف بشكل كبير وربما بقي الحال على وضع لا يحتمل، نتيجة أن الحل المقترح يصعب تنفيذه.
أما في فصل الشتاء كالأعوام السابقة التي يتوافق فيها شهر رمضان مع أشهر الشتاء، فلعلي أستعرض مشهداً يحدث في رمضان نستوضح معه مكمن الخلل. فبعد أذان العشاء يبدأ تدفق المصلين الذين يلبسون ملابس شتوية ومعاطف ومشالح صوفية إلى المسجد ويكون جو المسجد بارداً نوعاً ما. وبعدما تقام الصلاة يصبح المسجد مملوءا ً بالمصلين وتبدأ الأنفاس الحارة تزيد من درجة حرارة الجو فتفتح النوافذ فيتجمد الذين بجانبها ولا تكاد تصل نسمات الهواء إلى وسط المسجد الملتهب. ولهذا يعمد الذين بجانبها إلى غلق النوافذ. ويتكرر المشهد ويصبح المسجد ضعيف التهوية ودرجة الحرارة والجو الداخلي غير مريح، ولذا يتم تشغيل المراوح للتخفيف من الحرارة فتعيد المراوح الحرارة التي ارتفعت من أنفاس المصلين! وعند خروج المصلين وهم بتلك الحالة من الحرارة وجباههم تتصبب عرقاً يتعرضون للفحة برد، ربما أقعدت أحدهم عن المسجد أياما.

الحلول المقترحة
وقد يكون الحل لهذه المشكلة هو المحاولة في التخلص من الهواء الساخن الذي يحويه المسجد وأن ندخل نسمة هواء تلطف الجو، وذلك عن طريق إيجاد مخارج للهواء الحار الذي يرتفع إلى أعلى بسبب خفته، فلو تم تصميم فتحات علوية مع حمايتها من العوامل البيئية وأن تفتح في حال امتلاء المسجد من المصلين نكون بهذه الطريقة قد ساعدنا على دخول الهواء البارد بانسيابية من الأبواب أو من النوافذ أو من غيرها من الفتحات.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي