ماجد ورنا.. الحقوهما

* أهلا بكم في ''مقتطفات الجمعة'' رقم 441
***
* حافز الجمعة: قادة هذا القرن هم الشباب. ولهذا على الشباب أن يفهموا التاريخ بإطلالة عميقة، حتى يروا في قلب الأشياء وكيف صارت.
***
* مسألة اليوم: لا يمكن لأي أمة مهما بلغت ثراءً أن تعالج كل مريض، ولا أحد منطقا يطلب ذلك. ولكن يجب ألا يكون هناك تقصير أبدا، وإن جاز - وهو لا يجوز - لأي خدمات أخرى فليس بصناعتي الصحة والتعليم. وهناك أمراض تفرض قوةَ استثناءٍ لنفسها مثل حالة الشابين ''ماجد'' وأخته ''رنا'' من مدينة رحيمة في المنطقة الشرقية اللذين تأكلهما - حرفيا - السمنة، وتقطم كل يوم جزءا من حياتهما وحيويتهما، حتى تضخما بشكل أعاقهما حتى عن تحريك أطرافهما، إنهما ليسا سبب مرضهما إنما الخلل الإفرازي الشديد في الغدد الذي سبب لهما مرضا مريعا، ولقد توفّى اللهُ أمهما بالمرض نفسه، فالآن نحن في سباق مع الموت بالنسبة لهما، وكنا نتصور أن تجيّش وزارة الصحة كل إمكاناتها لمعالجة مرض فريد قاتل بأي طريقة، بأي مكان.
***
* ''ماجد'' و''رنا'' ليس موضوعهما طارئا جديدا، قبل أكثر من ستة أشهر ترجاني الشاب عبد الرحمن ناصر الأنصاري وهو يعرفهما ومن سكان رحيمة أن أفعل شيئا من أجلهما، وأن أعرّف بحالتهما، وفعلت حينها ورفعت التقارير. لن يمكننا، وبالأخص ماجد ورنا لن يمكنهما الآن تحمل ضياع دقيقة واحدة، إن ضاع الأخوَان، سأقول لكم: ضاعت خدماتنا الصحية! اللهم ارفع عنهما، اللهم الطف بهما، اللهم ارفع عنهما، اللهم رقّق قلوبَنا لنبذل من أجلهما.. آمين.
***
* شخصيتا الجمعة: ماجد ورنا. ماجد ورنا يجب أن تكون حالتهما موضوعا يكتب بحبر الألم والأوجاع والتقصير، وأننا صرنا سلبيين أمام الأمراض المقعدة والقاتلة نفسيا وحركيا للناس من العامة قبل أن تكون قاتلة عضويا وماديا. لا أدري أين هي نقطة التبلد حتى نكسرها ونتخلص منها للأبد؟! حالة ماجد ورنا مرّ عليها زمنٌ طويل وكلنا نعرف، وكلنا نتكلم، وكلنا نأمل، ولكنها حسراتٌ مضبوطة على ساعة مؤقتة ما إن ينطلق جرسها حتى ننطلق لأمورنا.. صحيح أنه يجب ألا نتجمد عند حالة معينة وإلا وقفت عجلات الأمة، ولكن ونحن نعمل ونحن مشغولون بشؤون حياتنا ومعاشنا لا بد أن يكون دوما في وعينا الحاضر مثل موضوع ماجد ورنا لأنهما عنوان لحالة ظرفية وموضوعية للمشهد الصحي بالبلاد، وهو مشهد لا يرضي من يقوم على رأس الخدمات الصحية. ماجد ورنا مسؤوليتنا، بعد أن ذبحتهما مضاعفاتُ مرض السمنة. إن ماجد تضخم شحما حتى تعدى الثلاثمائة والخمسين كيلوجراما وأخته جاوزت المائتين وخمسينا، والقلبُ عضلةٌ بحجم قبضة اليد، فأي قلبٍ سيتحمل ملايين الشرايين والأوردة المتفرعة الهائلة.. إنهما على أبواب النهاية إن لم نتدخل لإنقاذهما سريعا بعد إرادة الله ولن يرضى أبناءُ الأمة بعد الآن بسياسة الأذن الصماء. لنبدأ بماجد ورنا، فهي فرصة لوزارة الصحة أن تقدم عملا جليلا ينهض بسمعتها، وهنا يكون الفوز للجميع.
ملاحظة: الحالة لا تستطيع انتظارا. ولا أطمئن نفسي قائلا اللهم إني أبلغت، فأنا مسؤول، وسأُسَاءَل حتى يرفع الله عنهما.
***
* رسالة الجمعة: رسالة أفخر بكاتبها وبكل كلمة بها، من يعقوب م. ''أشير إلى الحديث الذي جرى بيننا في واشنطن، لما أتيتك مترددا بمقالي عن البرمجة الإلكترونية وشجعتني أن أقدم على كتابتها في مجلة متخصصة. سأخبرك بما حصل بعد مغادرتك: اتصل بي ناشرٌ وكان قد قرأ المقال منشورا وطلب مني أن أؤلف كتابا في الموضوع. وتذكرت كلامك بأني أملك مهارات قيادة الأسلوب العربي بسهولة، وبدأت أكتب في كتابي الذي لن أفصح الآن عن عنوانه وستفاجأ به. أرسلتُ مسودةً للناشر، وأرسل لي على الفور مبلغا محترما، وطلب مني أن أكمل. الجميل أنه حصل ما توقعناه بنقاشنا، لم يأخذ الكتابُ المتخصص من وقت دراستي بل زاد من معارفي ولياقتي البحثية. أترى .. تغيرت حياتي؟!''. وأقول لحبيبنا يعقوب: وماذا عن العمولة التي تخصني؟
***
* والمهم: القوي الحقيقي ليس من يتسيّد على الناس بقوته، إنما من يخوض المعاركَ من أجل الضعفاء والمظلومين والعدالة، ولا ينظر بعلوية لأيٍّ من مخلوقات الله، لأنها معجزاتٌ إلهية تُبهر العقول.
في أمان الله..

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي