default Author

حزن السُّكَّر!

|
هل يمكن أن يتداخل ما نتناوله من أطعمة مع مشاعرنا وأحاسيسنا وقدرتنا على التفكير؟ أول ما يتبادر إلى أذهاننا عند سماع هذا السؤال هو أن تناولنا للحلويات يمنحنا السعادة، وليس أدل على ذلك من قهوة بعد المغرب التي أصبحت طقساً من طقوسنا العائلية، ولكن هل اجتماع أفراد الأسرة هو ما يمنحنا تلك السعادة أم الحلويات والفطائر التي نتناولها مع الشاي والقهوة؟! أغلبنا عندما يشعر بالحزن والاكتئاب أو الضيق يسارع إلى التهام كميات كبيرة من الحلويات فيشعر بتحسُّن في مزاجه لفترة من الزمن ثم ما يلبث أن يعود لحالته السابقة وبصورة أشد من قبل في بعض الأحيان، فما حقيقة ما حدث؟ يقول الدكتور "كريستنسن" أستاذ الطب النفسي في جامعة ألباما: إن تناول السكر يؤدي إلى إطلاق مواد كيماوية طبيعية أو أفيونات الجسم الطبيعية "الأندروفينات" التي تمنح الشعور بالبهجة والسرور ولكنها سرعان ما تتلاشى وتعود إلى مستواها في الجسم أو أقل وبهذا يتسبّب السُّكَّر في حالة من الاكتئاب والحزن، لذا يرى "كريستنسن" أنه عند استبعاد السُّكَّر من طعام المكتئب، فإن الاكتئاب يقل وقد يختفي. ويُوصي الباحثون باستبعاد السُّكَّر المكرّر من الأطعمة تماماً وكذلك الأطعمة المحتوية على نسبة عالية منه مثل الكاتشاب! وتبدأ حالة المكتئب بالتحسُّن بعد ثلاثة أسابيع من وقف تناول السكريات والأطعمة المحلاة. وفي دراسة حديثة قام بها باحثون من جامعة كاليفورنيا على فئران تجارب أفادت بأن السُّكَّر قد يقلل من القدرة على الحفظ والاستيعاب، حيث أعطيت مجموعة منها كمية عالية من السُّكَّر والأخرى حمض أوميجا 3 ووضعوها في متاهة، فوجدوا أن الفئران التي تناولت السكريات قلّ عندها أداء هرمون الأنسولين ما أفقدها تركيزها وضلت طريق العودة. وأشار الباحثون إلى أن الإكثار من تناول السُّكَّر قد يحول دون تنظيم هرمون "الأنسولين" لنسبة الجلوكوز في الدم، وهو العمل اللازم للسير الطبيعي لعملية التفكير. يقول الدكتور "فرناردو" إن هذه الدراسة تدل على أن ما نأكله له تأثير في قدرتنا على التفكير وهذا قد يكون الجواب العلمي عن سؤالنا السابق. انظر إلى حالتك النفسية عندما تتبع حمية شعارها (بروتينات أكثر نشويات أقل) تجدك تعاني الضيق وتعكر المزاج نظراً لأن مادة "التربتوفان" الوحدة الأساسية لبناء المادة المحسّنة للمزاج "السيروتونين" والتي توجد بتركيز عال ولكنها تقبع خارج المخ في غياب الأنسولين، وبالتالي يقل السيروتونين في المخ ويحدث الاكتئاب والعكس صحيح، ولكن بشرط عدم الإفراط في تناول النشويات، وليس بالأكل وحده يعتدل المزاج وتحل السعادة، فهو أحد الأسباب الرئيسة التي ينبغي دعمها بذكر الله قال تعالى: (ألا بذكر الله تطمئن القلوب).
إنشرها