الرئيس طفران

مع اقتراب الموسم وكثرة التوقعات بمغادرة بعض إدارات الأندية مواقعها، إما بالاستقالة أو نهاية الولاية، فإننا أمام إدارات جديدة تستعد لتولي المهام.
ولأن الرئاسة العامة لم تحرك ساكنا حتى الآن في إعلان النظام الجديد للجمعيات العمومية الخاصة بمجالس إدارات الأندية ومجالس هئيات الشرف، ما يؤكد استمرار غياب القانون الذي سيصل بالرؤساء الجدد إلى كراسيهم.
ولا أعرف سببا لتأخر مؤسسة الرياضة في البلاد عن إعلان مشروعها التنظيمي المرتقب، وهي تعلم أن بعض الإدارات ستغادر والأخرى ربما تستقيل، وأن القادمين يحتاجون للاستقبال بالقانون، والخارجون من الأفضل أن يودعوا بالقانون، حتى لا يضيع اللاعبون وآخرون في (الرجلين)، ويتقاذفهم الفريقان الذاهب والآتي ذات اليمين وذات الشمال، والقانون باسط ذراعيه بالوصيد، وأصحاب الحق لا حول ولا قوة لهم، ينظرون في كل مرة إلى مصدر الصوت، لا يستطيعون أن يقولوا له أين حقوقنا، بل يدعون له بطول العمر والحياة، لعل وعسى أن ترقق دعوات اللسان القلب، وإن لم يرق فلا نظام ولا قانون ولا محكمة تتجرأ على إجبار الرئيس المغادر على تسديد ديون إدارته التي تخلفها من مقدمات عقود، أو رواتب متأخرة، أو وعود موقعة وغير موقعة.
أما والحال كذلك، فإني أدعو اللاعبين ألا يدعوا بما يرقق قلوب الرؤساء، بل بما يقوي قلوب الجماهير ويجعلها صلبة كالصخر الأصم، لا ينفذ إليها ود ولا يخرج منها حب، وأن تترك قلوبهم كل مهام القرارات للعقل – إن وجد طبعا، ومرادنا في ذلك ألا يسيروا خلف أي مرشحين جدد يتلاعبون بالعواطف فقط، يجيشون الناس المتماثلين في الميول بالهجوم على الآخرين، رغبة في ود يغيب العقل وينتصر للعاطفة، وشعارهم دون أن ينطقوا به قول الشاعر: وعين الرضا عن كل عيب كليلة..
أما والحال كذلك، فإني أستغرب أيما استغراب ودهشة، أن يتقدم للرئاسة رجل لا يملك من المال إلا ما يكفيه وأسرته، ولا يملك من الحكمة إلا ما يردده الجهلة الذين يسيرون خلفه، ولو قال لهم إن الشمس تخرج من الغرب، لقالوا: الحق ما قلت، وهم لا يفقهون. أستغرب أن يأتي رجل لا يملك من المؤهلات إلا اسم أسرته يريد أن يكون رئيسا وتهتف الجماهير باسمه، وتكتب الصحف المانشيتات عنه، وتناقش البرامج قراراته، وينظّر علينا في كل طالعة ونازلة، والغالبية في دواخلهم يقولون: يا كذاب اصمت، وهو لا يصمت بل يتصل على الصحافيين بكل قبح يسأل عن ردة فعل الناس على ما قال، وتنتفخ وجنتاه زهوا وفخرا حين يكذب عليه محرر أو مذيع أو معد، ويقول: هاتفي لم يصمت البارحة، معجبوك لم يصدقوا أن رجلا مثلك ما زال على قيد الحياة في هذا الجيل التعيس المتردي، أنت متفرد، أنت يا سيدي رجل استثنائي، أنت يا سيدي هبة من السماء للرياضة السعودية، فينتفخ أكثر وأكثر، ويصدق أن الحمار قد يكون أسدا.
إن غابت الحكمة عن المرشح الساعي للأضواء ربما تعوض عن طريق الشرفيين، والأمثلة قليلة لكنها حاضرة. أما إن كان (طفران) لا مال ولا حكمة، فماذا يريد الأخ؟ ماذا يريد؟ ولماذا يكون؟ إلا إذا كانت الرياضة مستودعا للفاشلين من أبناء الأسر النافذة.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي