البرد يرافق الغبار..والموجة تمتد إلى الجنوب

البرد يرافق الغبار..والموجة تمتد إلى الجنوب

تسببت موجة الغبار التي اجتاحت معظم مناطق المملكة في تعطل الحركة الملاحية والجوية في عدد من المطارات والموانئ، فضلا عن تعليق الدراسة في عدد من المناطق.
ويستمر اليوم تأثير الرياح الشمالية الشرقية النشطة ناحية المنطقة الشرقية وما بين منطقة الرياض والمنطقة الشرقية حتى حدود الإمارات وقطر مثيرة للغبار والأتربة، كما تتحول إلى جنوبية شرقية نشطة نسبياً ما بين منطقة الرياض والمنطقة الغربية تسهم في نقل الغبار إلى منطقة مكة المكرمة خصوصاً على الأجزاء الشرقية من المنطقة، كما يصل تأثير موجة الغبار إلى مناطق ومحافظات جنوب غرب المملكة خاصةً منطقة عسير ونجران والأجزاء الشرقية لهما، فيما تخف حدة الرياح في الرياض والقصيم والمنطقة الشمالية والشمالية الشرقية، ويبدأ مدى الرؤية الأفقية بالتحسن التدريجي.
وتبدأ درجات الحرارة بالارتفاع على معظم مناطق المملكة بواقع أربع درجات مئوية، في حين يبدأ منخفض البحر الأحمر بالتمدد ناحية منطقة مكة المكرمة وفرصة مناسبة لظهور بعض الغيوم المنخفضة خصوصاً خلال ساعات المساء.
ومن المتوقع أن يكون هناك مزيد من التمدد الحراري المصحوب بالرطوبة متوقع يوم غد ناحية المنطقة الغربية والجنوبية الغربية، والفرصة مناسبة لتشكل بعض السحب الرعدية خلال ساعات الظهيرة على أجزاء من منطقة عسير ومنطقة مكة المكرمة، وقد يمتد تأثيرها حتى منطقة المدينة المنورة، يصحب ذلك مزيد من الحرارة بمعدل ثلاث درجات مئوية على معظم المناطق.
ويكون أكثر وضوحا على طول ساحل البحر الأحمر نظراً لتأثرها المباشر بالمنخفض الحراري، كما تخف حدة الرياح في المنطقة الوسطى والشمالية والشرقية ومنطقة تبوك، في حين تبقى نشطة ما بين منطقة الرياض والمنطقة الغربية وما بين منطقة الرياض ومنطقة عسير، ورياح شمالية بسرعة 35 كيلومترا في الساعة يتوقع أن تضرب وسط وشمال مياه البحر الأحمر بدءاً من فجر غد وتشتد خلال ساعات ليلة الأربعاء لتصل إلى 53 كيلومترا في الساعة نواحي ساحل ضبا في منطقة تبوك.
ويبدو أن موجة الغبار وتردي الظروف المناخية التي هبت على عدد من مناطق ومدن السعودية خلال الفترة الماضية، أكدت وبشكل واضح بطء اتخاذ قرار تعليق الدراسة من قبل عدد من مديري التعليم في السعودية، رغم تحذيرات الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة والدفاع المدني بخطر الوضع الجوي على الطلاب والطالبات.فأولياء الأمور يجدون حرجاً من تأخر إبلاغهم بتعليق الدراسة، في أوقات متأخرة من الليل، رغم من المؤشرات الجوية تدل على استمرار موجات الغبار، بل إن البعض لا يعلم بتعليق الدراسة إلا عند توصيل أبنائه لمدارسهم، ومن خلال حارس المدرسة.
يأتي ذلك ووزارة التربية والتعليم تؤكد أن تعليق الدوام المدرسي في الحالات الطارئة، من الصلاحيات الممنوحة لمديري التعليم، ومنحت أيضاً لمديري المدارس، وأن على إدارات التربية والتعليم في المناطق والمحافظات التي تتعرض لموجة الغبار ممارسة الصلاحيات المفوضة لمديري التربية والتعليم بتعليق الدراسة أو استمرارها، بعد التنسيق مع الجهات المعنية وفق ما تقتضيه الحاجة.
وقال لـ''الاقتصادية'' محمد سعد الدخيني المتحدث الرسمي باسم وزارة التربية والتعليم، إن كل إدارة تعليم مطالبة بمتابعة حالات الطقس، وتحذير المدارس في مثل هذه الأجواء، وأن ''التربية'' تتابع بشكل دقيق الأحوال الجوية في جميع مناطق السعودية، وأن إعلان تعليق الدراسة يأتي بعد تنسيق إدارات التعليم مع مصلحة الأرصاد وحماية البيئة والمديرية العامة للدفاع المدني.
وأكد الدخيني أن تأخر إعلان تعليق الدراسة يأتي ذلك لحرص ''التربية'' على المحافظة على اليوم الدراسي، واستمرارية الدراسة.
إلى ذلك قال لـ ''الاقتصادية'' عدد من مديري المدارس والمعلمين، إن هناك عدم وضوح بالنسبة لتعليق الدراسة، وأنهم يعلمون من الأخبار مثلهم مثل غيرهم، وأن ليس هناك تواصل بينهم وبين إدارات التعليم بهذا الخصوص، مما يوقعهم في حرج مع الطلاب وأولياء أمورهم.
ورصدت ''الاقتصادية'' قبل 14 يوماً عندما هبت على العاصمة الرياض موجة غبار عشوائية تطبيق نظام الصلاحية الذي أقرته الوزارة لمديري التعليم، مما دعا أولياء الأمور لاتخاذ القرار بأنفسهم بعد تأخر إعلان ذلك رسميا.
من جهة أخرى، بلغ عدد المرضى والمراجعين لأقسام الطوارئ في مستشفيات منطقة الرياض منذ مساء البارحة الأولى وحتى أمس بسبب موجة الغبار أكثر من 830 حالة أغلبهم من الأطفال المصابين بأمراض الصدر والحساسية ومرض الربو وضيق التنفس، حيث سببت الكثير من المشكلات لدى مرضى الربو وحساسية الشعب الهوائية.
وأوضح المتحدث الرسمي لصحة الرياض سعد القحطاني أنه تم في وقت سابق استعداد جميع مستشفيات الرياض وزيادة عدد الأطباء والممرضين في أقسام الطوارئ لتقديم الخدمات الطبية المناسبة للمرضى.
من جانب آخر، ضربت محافظة جدة عواصف رملية أمس، تسببت في توقف الحركة الملاحية، مما نتج عنه تأخر خمس سفن، وأيضا تدني في مستوى الرؤية، أدى إلى استنفار الدفاع المدني والفرق الأمنية المرورية لتأمين السلامة العامة على الطرق السريعة.
وأكد لـ ''الاقتصادية'' ساهر طحلاوي مدير عام ميناء جدة الإسلامي، عن توقف الحركة الملاحية في ميناء جدة من الساعة العاشرة صباحا ليوم أمس، وترتب عليه توقف وتأخر خمس رحلات.
وبين طحلاوي أن سرعة الرياح وصلت إلى 35 عقدة، مشيرا إلى تدني مستوى الرؤية، والذي ترتب عليه توقف الحركة الملاحية.
وأكد خالد الخيبري المتحدث الرسمي لهيئة الطيران المدني، أن حركة الطيران تتم وفق الجدول المعد لها، مشيراً إلى أن الرؤية لا تزال تسمح بهبوط وإقلاع الطائرات.
وأكد مصدر مطلع في الإدارة العامة للتربية والتعليم في محافظة جدة، عن عدم توقف سير العمل، مشيرا إلى وجود صلاحيات لدى مديري المدارس في حالة اضطرارهم لصرف الطلاب بالتنسيق مع أولياء الأمور.وفي تقارير الرئاسة العامة للأرصاد وحماية البيئة أوضحت تقارير حديثة، أن هناك نشاطا في الرياح السطحية مثيرة للأتربة والغبار، وتحد هذه الرياح من مدى الرؤية الأفقية إلى أقل من (1كم)، قد تتحول إلى عواصف ترابية مصحوبة بانخفاض ملموس في درجات الحرارة على معظم مناطق المملكة خاصةً على شمال ووسط وشرق المملكة.
وتوقعت الرئاسة العامة للأرصاد وصول درجات الحرارة ما دون الصفر المئوي على الأطراف الشمالية من المملكة، وبأن يمتد تأثير الأتربة المثارة والغبار حتى منطقة نجران ومرتفعات عسير وحتى منطقة مكة المكرمة والمدينة المنورة تشمل الساحلية والطرق السريعة لتلك المناطق.
من جهة أخرى أوضحت الجمعية الفلكية في جدة أن دخول فصل الربيع لهذا العام سيكون الساعة الثامنة صباحا بتوقيت مكة المكرمة من يوم غد، وأرجعت الجمعية الدخول المبكر لفصل الربيع إلى أن السنة الشمسية الحالية ''كبيسة'' حيث إن الأرض تستغرق لتكمل دورة واحدة حول الشمس 365 يوما وربع اليوم، ويتم إهمال الربع ثلاث سنوات، ولكن في السنة الرابعة كما هي الآن يتم كبس ذلك الربع ويتكون منه يوم تتم إضافته إلى التقويم الشمسي.

الأكثر قراءة