وعد الشمال.. يا أحلى وعد

وعد الشمال مثلما أقرّه مجلس الوزراء الموقر هو اسم لمدينة صناعية تروم المملكة إنشاءها للدخول في الصناعات التعدينية بشكل مهني واحترافي يتلاءم وإمكانات الموارد الطبيعية المتاحة التي تختزنها هذا البلد المبارك. ولعل البشرى هنا من منظور اقتصادي لهذه المدينة التعدينية تأتي أولاً في إطار كونها ستسهم في تعزيز النمو وتنويع قاعدة الاقتصاد الوطني وإضافة نوعية لقيمة اقتصادية. وثانياً في كون ولادة هذه المدينة في هذا الوقت ستكون فرص نجاحها أكبر بكثير من واقع الدعم الذي يفترض أن تجده من الحكومة ودوائرها المختلفة بمستويات رفيعة.
إن مما يميز هذه المدينة الصناعية أيضاً وجودها في منطقة تحتاج إلى تنمية مستدامة تزيد من تعضيد قوة الاقتصاد الكلي، ولوجود ما يؤهل هذه المنطقة من فرص استغلال الإمكانات المتوافرة فيها. ولن أدخل في تفاصيل المشاريع الفوسفاتية وغيرها التي ستقام هناك وأرقام تكاليفها وغير ذلك. مثل هذه المشاريع المبنيّة على دراسات جدوى مهنية محترفة رصينة سيكتب لها النجاح - إن شاء الله - إذا ما نفذت هذه الوعود بمثل مهنية هذه الدراسات. إضافة إلى ضرورة أن تتضافر الجهود من قبل المؤسسات والوزارات والهيئات المختلفة التي يجب أن يكون هدفها المشاركة الفعلية في قصة النجاح وليس التباطؤ أو التخاذل، لأن النهاية الاقتصادية الإيجابية هي للوطن برمته وليس للطرفين المباشرين والمعنيين بهذا الشأن، وهما على وجه الخصوص شركة معادن ووزارة البترول.
إن الوعد الشمالي هو حلم باحتلال وضع تنافسي اقتصادي متقدم للمملكة سيتحقق بمشيئة الله؛ لإيماني بتجربتنا البتروكيماوية في الجبيل وينبع وغيرهما، خصوصا أن ذلك الوعد والحلم خرج من رحم المهنية وعدم الارتجالية في إقرارها أو حتى كردة فعل وقتية. علاوةً على أن المستوى التعليمي الآن والخبرات الفنية والإدارية السعودية المؤهلة الموجودة أكبر بكثير من زمن بدايتنا في صناعة البتروكيماويات. وفي هذا الإطار أتمنى أن يكون للجامعات السعودية ومعاهد بحوثها دور في هذا المجال وإعطاؤها فرصة التحدي والمنافسة سواءً في تخريج مَن سيقود هذه الصناعة أو في تطوير بحوث التعدين كصناعة أساسية سيرتكز عليها كضلع ثالث يدعم قوة الاقتصاد نحو تنمية مستدامة ويخفف وطأة الأحمال على الضلعين الآخرين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي