10 فرق طبية لتأهيل مصابات مدرسة جدة نفسيا واجتماعيا

10 فرق طبية لتأهيل مصابات مدرسة جدة نفسيا واجتماعيا

شرعت عشر فرق نفسية من الإدارة العامة للشؤون الصحية في جدة لتقديم الدعم النفسي والاجتماعي للطالبات والمعلمات اللاتي تعرضن للإصابات أو الحروق من أثر الحريق الذي تعرضت له مدرسة براعم الوطن. وأكد الدكتور سامي باداود مدير الشؤون الصحية في جدة، أن إدارته قد جندت فرقا طبية نفسية مشكلة من مستشفى الصحة النفسية في جدة، وعضوية نخبة من الطبيبات الاستشاريات في الطب النفسي وإخصائيات الطب النفسي والإخصائيات الاجتماعيات في صحة جدة. وقد بدأت فرقتان من هذه الفرق بزيارة المصابات المنومات في مستشفيات جدة اعتباراً من أمس، حيث قاموا بزيارة المنومين في مستشفى الملك فهد ومستشفى الجدعاني كبداية لبقية الزيارات للمستشفيات الأخرى. وأوضح باداود أنه تم إعداد خطة في هذا الصدد تهدف إلى نظر وتقييم الحالة النفسية للمصابات وتقديم الدعم العلاجي العاجل والمتضمن للعلاج بالدعم النفسي والاجتماعي أو العلاج بالعقاقير الدوائية حسب ما تقتضيه كل حالة. وأشار مدير صحة جدة إلى التعاون الكبير الذي تلقاه إدارته والفرق الطبية والنفسية في صحة جدة من الإدارة العامة للتعليم في جدة ممثله في الصحة المدرسية والتي أسهمت في تعريف الفرق النفسية بمواقع المدارس التي سيتم توزيع ونقل طالبات مدرسة براعم الوطن إليها واللائي شاهدن الحريق والإصابات التي تعرضت لها زميلاتهن ومعلماتهن مما قد يكون أصابهن بالذعر والتأثر النفسي جراء هذه الحادثة المؤلمة. وأشار إلى أن هذا التعاون سيؤدي حتماً إلى تقديم الدعم النفسي والاجتماعي لهؤلاء الطالبات. من جانب آخر، ولليوم الثالث على التوالي ما زالت مجالس جدة تحكي عن حادثة احتراق مدرسة "براعم الوطن" لتسجل في مخيلة 700 طالبة من منسوبات المدرسة ذكريات مؤلمة وسط صرخات وبكاء طالبات المدرسة المنكوبة. وأوضحت والدة الطالبتين رنا وريناد الجهني الحالة النفسية السيئة لابنتيها خاصة الصغيرة التي تعرضت للاختناق وتم تنويمها في المستشفى ليومين. وبينت أن نوبات البكاء والفزع التي تنتاب ابنتها أثناء الليل وعدم رغبتها في اللعب وممارسة حياتها الطبيعية أثرت فيها بشكل كبير، مشيرة إلى أن ابنتها تعرضت لصدمة، فلم تستطع أن تشرح لنا سوى مقتطفات متفرقة عن الحدث. وأوضحت أنها لم تعد ترغب في الحديث عن المدرسة وصديقاتها سوى أنها تسأل عن حقيبتها المدرسية التي خلفتها في المدرسة. وأشار إلى أن ابنتها ريناد في الصف الخامس تعد أفضل حالا من أختها الصغيرة، حيث إنها من ضمن الطالبات اللاتي خرجن من الدرج الخلفي بسلام، ولكن منذ اليوم الأول للحدث وهي لم تستطع أن تفارق أختها رنا نتيجة بحثها عن رنا في فناء المدرسة وقت الحادث ولم تجدها في أي مكان، وظلت في الشارع لفترة طويلة لمعرفة مكان أختها. من جانبها، أضافت والدة طيف القحطاني أن ابنتها تكتفي بالبكاء بمجرد ذكر اسم المدرسة والحدث، فلم تستطع أن تشرح أو تتحدث عن هول الحادثة، ناهيك عن الجرح العميق في الرأس إثر سقوطها وارتطامها بأحد المكيفات. وأوضحت أن ابنتها ما زالت تأخذ مهدئات لكي تخلد للنوم. من جهة أخرى، قدمت جمعية تعزيز الصحة عبر "الاقتصادية" رغبتها في عمل لقاء للطالبات الصغيرات مع أولياء أمورهن لتخفيف الصدمة على الطالبات وتأهيلهن للعودة مجددا للدراسة. وأشارت نادية نصير - إخصائية نفسية واجتماعية وعضو في جمعية تعزيز الصحة - إلى أن الحدث كبير أمام طالبات صغيرات مما قد يعرضهن لصدمة وخاصة أن المدرسة والمعلمة مصدر أمن للطالبات. والحادثة أفقدتهن الثقة بأمن المدرسة. وحول كيفية التعامل مع طالبات المدرسة المتأثرات من الحادث، أشارت إلى أنه لابد من ترك الرغبة لدى الطالبات في حال الحديث عن الكارثة وعدم الإصرار أو التذكير بالحادث، فكثير من الأطفال الذين يتعرضون إلى حوادث لا يريدون أن يتحدثون عن الأمور السيئة في حياتهن، كما يجب ملازمة الأم والأب للطالبات اللاتي يعانين نوبات بكاء وفزع خاصة وقت النوم، حيث يعتبر الوالدان مصدر أمن للأطفالإ إضافة إلى السعي للاجتماع مع أصدقائهن من المدرسة نفسها في أماكن عامة لخلق نوع من التواصل والتعبير عن الذات. وحول عودة الطالبات للدراسة، أشارت إلى أنه لابد من نقل الطالبات من المدرسة - خاصة الصغيرات - لمدارس أخرى لنزع الشوائب ومجريات الحادث من أذهان الطالبات. المدرسة لم تعد مصدر أمن للطالبات، موضحة أن جمعية تعزيز الصحة ترغب في تقديم الدعم النفسي والمعنوي للطالبات في أي وقت، وبناء على رغبة أولياء الأمور للمساهمة والمساعدة وخروج الطالبات من الأزمات النفسية. من جانبها، شكلت الجمعية السعودية لرعاية الطفولة فريق عمل من أعضائها للوقوف على حالات الطالبات في مدرسة براعم الوطن التي تعرضت للحريق في جدة برئاسة الطبيب النفسي الدكتور محمد شاووش عضو الجمعية، ووجدت مبادرة الجمعية قبولا من قبل مدير التربية والتعليم في جدة عبد الله الثقفي الذي رحب بمشاركة الجمعية عبر فريقها التطوعي. وأوضح الدكتور محمد شاووش رئيس الفريق أن فريق الجمعية يضم متخصصين في علم النفس، والقانون والاجتماع والتربية والفنون البصرية والأنشطة. وبين شاووش أن الفريق سيعمل مع المتطوعين الراغبين في المشاركة في عدة اتجاهات منها المسوحات الميدانية، وتوزيع الاستبانات التي تهدف إلى الكشف عن أكثر الحالات تضررا وحاجة للعلاج للبدء في جلسات العلاج، سواء عبر العيادة التي خصصت لهذا الغرض أو عبر العيادات التي تجهزها إدارة التربية والتعليم.
إنشرها

أضف تعليق