دامت أفراحك يا وطن

شهر ذي الحجة من الأشهر ذات القيمة العالية لدى المسلمين، ففيه يمكنهم الله من أداء أحد أركان دينهم ويسألون فيه المغفرة والرضوان من رب هذا الكون. ولقد سن الله - جل جلاله - الفرح والسرور خلال هذا الشهر العظيم باحتفالية عيد الأضحى المبارك التي تتجلى فيها نشوة السعادة باكتمال الركن الخامس من أركان الإسلام لدى ملايين البشر.
ونحن السعوديون نفتخر ونسعد بميزة خدمة الحجيج، وبالتالي نتعامل مع شهر ذي الحجة بروح وثابة وسعادة غامرة. وفي الوقت نفسه نحتفل بعيد الأضحى مثلنا مثل غيرنا من مسلمي الكرة الأرضية. فلله الحمد والشكر، وبالشكر تدوم النعم.
ومن كرم الله علينا أن شهر ذي الحجة في هذا العام قد استقبلنا بفرحة إضافية تمثلت في اختيار الأمير نايف بن عبد العزيز وليا للعهد ونائبا لرئيس مجلس الوزراء. انطلق شهر ذي الحجة هذا العام وهو يدعونا إلى مضاعفة الأفراح ونسيان أحزان فقد سلطان، فهذه هي طبيعة الحياة ولولا ذلك لما تمكن الإنسان من عمارة الأرض.
إن اختيار قائد هذه الأمة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز للأمير نايف ومبايعته من قبل إخوانه وأبنائه من آل سعود الكرام، ومشاركة الشعب السعودي بإعطائه البيعة والالتفاف حوله هي لحظات زمنية كاملة الفرح بدأنا بها هذا الشهر العظيم ثم احتفلنا جميعا بالعيد. إنها هدية زمنية لا تتكرر كثيرا. وهي لحظات تاريخية جادت بها سنة 1432، حيث شهدت فرحتين كبيرتين في شهر واحد، وكأن المستقبل يقول لنا إن الأحلى قادم وإن السعادة والفرح - إن شاء الله - هما ديدن هذه البلاد المباركة.
كم نحن فخورون ومسرورون بشهر ذي الحجة لهذا العام لما تضمنه من هدية مميزة تمثلت في تقديم تجربة حية وواقعية لواقع حال هذه البلاد ونظامها السياسي الذي قد يستعصي فهم مكوناته على غيرنا، أو أن يتعرض لمهاجمة ومحاربة الحاقدين وأصحاب الضمائر السوداء والغيرة القاتلة. ولهؤلاء نقول كما قال الشاعر:
''اصبر على كيد الحسود إن صبرك قاتله
فالنار تأكل بعضها إن لم تجد ما تأكله''
لقد أعمى الحقد والحسد الأعداء على سير الأمور في المملكة وبساطة انتقال السلطات فيها، بينما عاش السعوديون أوقات فرح وحمد وشكر للرب العظيم.
وإذا كانت غصة فراق سلطان الخير كبيرة في نفوسنا وحلوقنا نحن السعوديين، فإن اختيار نايف رجل المواقف هو تعويض قدمه والد الجميع عبد الله بن عبد العزيز كما هي أفعاله وأقواله التي تصل دائماً من قلبه إلى قلوب المواطنين كافة، وذلك لصدقها ونبلها ونظرتها المستقبلية الواعية.
يا ولي العهد الكريم، فلتهنأ بالثقة الملكية والشعبية وليوفقك الله لمعاضدة أخيك خادم الحرمين الشريفين والسير بالمملكة إلى أعلى المواقع في عالم دولي تتنافس فيه المجتمعات الإنسانية سياسياً واقتصادياً، ويتطلب ذلك من الجميع كبيراً وصغيراً وفي المواقع كافة بذل الجهد وتقديم التضحيات.
ومع علمنا ومعرفتنا جميعاً بتاريخ الأمير نايف بن عبد العزيز وإنجازاته الكبيرة في مسيرة التنمية السعودية قائداً ومنفذاً، إلا أننا نطمع دائماً - كما هي صفة البشر - في المزيد من التطور والتقدم. ولذا فإننا نطمع ونأمل أن يولي - كما هي عادته وتاريخه الناصع - قضية الإدارة المحلية ودفع التنمية في المناطق ما تستحقه من دعم وتطوير، وذلك لأهميتها ولأنها (على الأقل من وجهة نظر الكاتب) تمثل تحدياً مستقبلياً مهماً. وبتجاوز هذا التحدي سوف ينفرج كثير من العقبات التنموية التي لا نرغب في وجودها مثل ضعف كفاءة الاقتصاديات المحلية في بعض المناطق، عدم أو قلة استثمار الموارد فيها، ومعدلات البطالة المرتفعة نسبياً في عدد من المناطق. إن تحقيق تنمية إقليمية بناء على الموارد الذاتية والمزايا النسبية لكل منطقة سوف يحقق مبدأ تنمويا مهما هو العدالة الاجتماعية وتقليل التباين التنموي بين المناطق، الذي هو من ركائز وأهداف استراتيجيات وخطط التنمية السعودية منذ بدأت في عام 1390هـ.
مرة أخرى نرفع آيات الشكر والعرفان لخادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز على اختياره، ونتقدم بصادق التهنئة للأمير نايف بن عبد العزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية. دامت أفراح هذا الوطن وكل عام والجميع بخير.

ماذا لو؟

ماذا لو تم إنشاء لجنة عليا أو مجلس أعلى للتنمية الإقليمية، فالفرحة تستحق التخليد والهدف يستحق اتخاذ القرار.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي