الأهم يا إدارة النصر!

ذكرت في مقال سابق أن النصر يعاني مشكلة مالية وفكرية، ويبدو لي بلا شك أن إدارة فارس نجد تأبى إلا أن تعزز هذه المقولة الراسخة في الأذهان عبر أجندة استراتيجيتها التي تسير عليها، سواء في سوء إدارة مفاوضات اللاعبين، وهل تم اختيارهم بناء على احتياج الفريق أم لا، أو تأخرها في حسم الصفقات، أو تأخير الرواتب، أو كثرة مشاكلها مع اللاعبين الأجانب والمدربين المغادرين... إلخ المخططات الصفراء التي أجزم أنها لن تنتهي، وستقود النادي إلى طريق اللاعودة للمنافسة في البطولات وصعود منصات التتويج، لأن العودة بالتأكيد تتطلب دعما ماليا هائلا مقرونا بفكر احترافي يضع يده على مواطن النقص ويتلمس مكامن الخلل ويعزز احتياجات الفريق، وهذا ما يحدث في أندية الهلال والاتحاد والشباب، التي طوعت العوامل الإيجابية السابقة للمحافظة على وجودها في ساحة المنافسة.
على النقيض من هذه الأندية الطموحة ما يحدث في النصر، ولعل أبرز استشهاد يؤكد هذه المشكلة، وهذا غيض من فيض مشاكل متتابعة باتت علامة خلل بدلا من أن تكون مؤشر جودة، قضية دخول الإدارة بشكل مفاجئ في مفاوضة ياسر الشهراني لاعب القادسية، فهي قبل أيام من دخول هذه المفاوضات كانت تستجدي أعضاء الشرف، وتقدم لهم التخفيضات تلو التخفيضات في رسوم العضوية الشرفية، وتشكو لهم خزائنها الخاوية التي تجلت في تأخير التعاقد مع بقية اللاعبين المحليين والأجانب، وإذا تجاوزنا كون هذا الاستجداء حقا مشروعا للإدارة، طمعا في زيادة الإيرادات المالية.. فلماذا إذن بدأت بالمهم قبل الأهم وفي هذه الفترة الحرجة بالذات؟
هذا المهم من وجهة نظر الإدارة، المتمثل في الدخول في مفاوضات مع ياسر الشهراني لاعب القادسية الذي برز مع منتخب الشباب في كأس العالم في كولومبيا أبرز مغذٍ داعم للأزمة المالية والفكرية التي تسيطر على النصر، والأزمة المالية هنا ليست بالضرورة أن تكون خواء نقديا بعد أن جهزت الشيكات المصدقة، بل سوء تصرف مالي، إضافة إلى تناقض فكري شرعت فيه منذ بداية الموسم، فلديها في مركز الظهير الأيسر برناوي وفلاتة وقائد الفريق حسين عبد الغني، يقابلهم في الظهير الأيمن الطايع والغامدي وشراحيلي، فهل إدارة النصر بعد كل هذه الأسماء بحاجة إلى ظهير سابع؟ هذا إذا سلمنا بتميز اللاعب في كلا المركزين! وهل القائمة المحددة من الاتحاد السعودي تحتمل هذا التكديس؟
لا أعتقد أن إدارة الأمير فيصل بن تركي بحاجة إلى هذا اللاعب في ظل وجود هذا العدد إلا إذا كانت غير مقتنعة بهم وهذه مشكلة كبرى أيضا، كما أن اللاعب لا يستحق هذا المبلغ والتسابق عليه قياسا بقلة خبرته ونجوميته، بل إن الأهم - الذي لا يحتاج من وجهة نظري إلى مزيد تفكير - يكمن في أهمية استثمار هذا المبلغ الذي تئن خزانة الأصفر من أمثاله في المسارعة إلى حل مشكلة الفريق التي لا تحتاج إلى براءة اختراع، بل إلى حسم التعاقد مع صانعي ألعاب أجنبي ومحلي، ومهاجم آسيوي، وحارس مرمى يعيدون البسمة الغائبة عن جماهير العالمي، وذلك قبل انتهاء فترة التسجيل الأولى. أما ما يحدث من إدارة النصر في هذه المفاوضات فلن يكون الرأي السديد، وليست المكيدة والمناورة من أجل رفع سعر اللاعب بالتأكيد!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي