حملة (سكتوهم)!

غريب جداً قرار الاتحاد السعودي لكرة القدم بمنع دخول كاميرات وسائل الإعلام لتصوير أحوال الرياضة السعودية، عندما حل الرئيس الجديد للاتحاد، قال في أكثر من مناسبة إن الإعلام شريك رئيسي!، فما الذي تغير!، الكثير يقول إن تقارير (الجولة)، سببت الكثير من (الصداع) للبعض، من خلال متابعة ميدانية لما يحدث على أرض الواقع!، فهل المطلوب وقف هذه التقارير؟، الغريب أن القرار يتكئ (كما قال) على لوائح الاتحاد الآسيوي والدولي، وهذا الأمر غير صحيح إطلاقاً، فالاتحاد الآسيوي يبيعك كاميرات وحقوق نقل تلفزيوني داخل الملعب، ولا شأن له فيما يحدث من تقارير وتنقل كاميرات خارج الملعب، فكلنا شاهدنا في كأس آسيا الأخيرة في قطر كيف كانت كاميرات القنوات تتنقل في كل مكان دون أن يخرج أحد ويقول (ضفوا كاميراتكم)!، ليس هناك في مواد الاتحاد الآسيوي ما يمنع تجول كاميرات القنوات!
ففي المادة الثالثة، الفقرة الثالثة وما بعدها من دليل بطولة أبطال الدوري، وهي المادة الخاصة بالمرافق الإعلامية، لا يوجد هناك أبداً ما يوحي بوجوب تفريغ الأماكن الأخرى غير المحددة من الكاميرات، الغريب أن القرار أخذ ما يريده من اللائحة، وألصقه باللائحة (عنوة)، لكنه أغفل أساسيات أخرى.
لم تتحقق لجنة الإعلام والإحصاء ولا هيئة دوري المحترفين مثلاً عن واجبات الفريق الضيف والمضيف فيما يخص الجوانب الإعلامية، رغم أنه منصوص عليها في اللائحة الآسيوية، دعونا نقرأ شيئاً من اللائحة التي (أهُملت) في جل تفاصيلها، وتمسك البعض بأجزاء أجزائها (غير الصحيحة).
لم يتحدثوا مثلاً عن وجوب أن يوفر الفريق المستضيف قاعة استقبال (مؤمنة) يستطيع من خلالها الإعلاميون تسلم بطاقاتهم الخاصة بالمباريات، وقمصان التصوير، والحصول على جميع المعلومات الإعلامية التي يمكن من خلالها للإعلامي تحرير مادته الإعلامية بكل يسر وسهولة (المادة 3.3.1).
في المادة (3.3.3) تتحدث اللائحة عن وجوب أن يوفر الفريق المستضيف البنى الأرضية الملائمة لإقامة مؤتمرات صحفية قبل وبعد المباريات، وأن يكون موقع غرفة المؤتمرات الصحفية (قدر الإمكان) بين غرفة الملابس الخاصة باللاعبين ومنطقة خروج اللاعبين للباصات، وهذا غير موجود إطلاقاً، حتى في ستاد الملك فهد، دع عنك ستاد الأمير فيصل، والذي تقع فيه غرفة المؤتمرات في مكان، وغرف اللاعبين في مكان آخر تماماً. تنص اللائحة على عدم تواجد أي شخص غير مصرح له، وفي هذه تحدث وقل ما شئت. فمن واقع تجربة طويلة كإعلامي وكمسئول، وليس من رأى كمن سمع، فأماكن الإعلاميين تعج بأصحاب الشمغ المنسدلة! تتحدث لائحة المسابقة أيضاً عن 50 مقعداً للإعلاميين في الأدوار التمهيدية، ومثلها في دوري الستة عشر، و75 مقعداً في نصف النهائي و100 مقعد في النهائي!، تتحدث اللائحة عن أدق التفاصيل الواجب توفرها في غرف المؤتمرات الصحفية، ولولا طولها لسردها، حتى الإضاءة تتحدث عنها اللائحة!
تتحدث اللائحة عن منطقة اللقاءات المختلطة، ومنطقة اللقاءات السريعة، وهي التي لا تطبق إلا في كم ملعب لدينا، وبطريقة بدائية للأسف الشديد، تتحدث اللائحة عن أماكن المذيعين، والمصورين، ومواقع الكاميرات بدقة متناهية، أما ربعنا، فكيف الحال!، تتحدث اللائحة المتجددة في كل عام عن الاستوديوهات الرياضية ففي المادة (3.3.11)، تصنف اللائحة الاستوديوهات إلى نوعين؛ نوع يتم وضعه بجانب غرف اللاعبين مباشرة ( بطول 5 م، وعرض 5 م) لإجراء لقاءات مع المدرب (وليس المساعد أو مدير الفريق) أو لاعبي الفريق بعد اللقاء مباشرة بشكل مريح تماماً، أما الاستوديو الثاني فهو مطل على الملعب (view of the pitch)، ويستخدم للتحاليل الفنية قبل وبعد المباراة، وبين الشوطين، تتحدث اللوائح الآسيوية عما هو أكثر تعقيداً من ذلك، وبالتفصيل، فلماذا تركت كل التفاصيل! ومنعت الكاميرات من نقل (التفاصيل)! تخيلوا، حتى الرسالة التي تقال للجماهير قبل 30 دقيقة من بداية أي لقاء آسيوي منصوص عليها في اللائحة! كل هذا في اللائحة الآسيوية!، أما نحن، فليس لدينا أصل لائحة تحدد مثل هذه المتطلبات والحقوق والواجبات والمسئوليات!
إن قرار منع تجول الكاميرات (التعسفي) في المباريات (المحلية) كان يمكن أن يمرر في الثمانينيات، وليس في 2011 ووسائل التواصل الاجتماعي وصلت إلى ما وصلت إليه من سرعة نقل الحدث!، هل سيشمل القرار كاميرات الجماهير أيضاً؟، هل سيمنع الجمهور من التصوير وعرض ما شاهدوه عبر قنوات التواصل الاجتماعي؟، السؤال الآخر، هل القرار في كل المسابقات؟، هل القرار يشمل أندية دوري زين ومباريات الأندية المحترفة أم يسري على كل الدرجات؟، أيسري هذا القرار على الفئات السنية؟
السؤال الأخطر، لماذا تمنع الكاميرات من نقل السلبيات وتقديمها للشارع الرياضي؟ من المستفيد من ذلك؟ أجزم لا أحد! القرار لم يأخذ في الحسبان النتائج الإيجابية لوسائل الإعلام في تعقب المظاهر العامة، قد يكون هناك (شطحة) هنا أو (نطحة) هناك، لكن لا يمكن أن يؤخذ (الكل) بجريرة (الفرد)!، لا أجد ما أصف به القرار إلا حملة (سكتوهم)!، لكن صدقوني!، سيصل الصوت بألف مليار طريقة!، رغم حملة (سكتوهم)!

نوافذ
- اجتماع الاتحاد أمس، تاريخي وعاصف!، أدرك ذلك حتى وأنا أكتب المقال قبل الاجتماع!
- أحدهم قال إنه قرأ تقريراً اقتصادياً يؤكد تأثر (اقتصاد) البلد وازدهار سوق الذبائح عند فوز النصر!، هذا (بكش) اقتصادي!
- الآخر يقول (ما الرسالة الإعلامية التي يراد إيصالها من خلال تقارير السكاكين والسواطير والكراسي المكسرة)!، لا نريد شيئاً!، لكن لن نتبع أسلوب ( طبل طبل)!
- فرصة تاريخية للاتحاد للعودة مرة أخرى ومعالجة كل جراحه أمام الهلال في آسيا!
- لا وجود (لمواثيق شرف) في ظل وجود لوائح الـ ''فيفا'' معترف بها ومطبقة وتسري على الجميع!
- يخطئ من يظن أن الاتحاد في موقعة (24 مايو) سيكون صيداً سهلاً! هذا أصعب اختبار!
- الفرق بين البلطان والاتحاديين أنه فاوض حديد تحت أشعة الشمس، أما هم، ففاوضوا شهيل في جنح الظلام!
- سعد الحارثي!، قنبلة موقوتة في النصر!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي