نجاحٌ مبكرٌ لموسم الحج .. المشاريع لا تتوقف

موسم حج ناجح كجميع المواسم السابقة، ولكن في هذا العام لمس الحجاج الفرق الكبير في تنظيم حركة الحجاج وسهولة المواصلات ومستوى السلامة بعد أن تم اكتمال مشروع جسر الجمرات وبدأ عمل قطار المشاعر بما يقارب ثلث طاقته التشغيلية، وهو كالمواسم السابقة تستنفر فيه طاقات المرافق العامة في مكة المكرّمة وتدعمها جميع الوزارات والهيئات والمصالح الحكومية المركزية في الدولة. ولعل نجاح السيطرة على تصاريح الحج كان عاملا مساعدا في التنظيم من خلال الحملات التي تتولى تقديم الخدمات للحجاج، فالحج عبادة وسلوك حضاري أيضا.
لقد أدّى ضيوف الرحمن شعائر فريضة الحج بسهولة ويسر؛ إذ تم تصعيدهم إلى عرفات في يوم الحج الأعظم، وبعد أن قضوا يومهم في عبادة خالصة وأدوا صلاتي الظهر والعصر قصراً وجمعاً نفروا إلى مزدلفة التي باتوا فيها مطمئنين، عادوا إلى مقر إقامتهم في مِنى بعد أن قاموا برمي الجمرات، كل هذا تم في رحلة إيمانية وفي تفويج منظَّم وُضعت له الخطط وحرص المسؤولون على تنفيذها تنفيذاً دقيقاً؛ ساعدهم على تأدية هذا المستوى المتقدم من الأداء اكتمال المشاريع، خصوصا جسر رمي الجمرات، الذي أنسى الحجاج ما كان يحدث من زحام شديد في السنوات الماضية، فقد جرى كل شيء بهدوء وبسلاسة أظهرت مدى العمل المنظم والتخطيط والنظرة المستقبلية لهذا الصرح الكبير الذي استكمل بعمل قطار المشاعر فصولاً كبيرة من الراحة المقدمة لضيوف الرحمن.
إن تباشير نجاح موسم حج هذا العام كانت مبكرة وتتوافق مع ما سبقه من مواسم الحج التي سجلت فيها المملكة تفوقاً عاماً بعد عام فقد مكَّن الله ـــ سبحانه وتعالى ـــ بلادنا بقيادتها التي لا تبخل على الحرمين الشريفين والمشاعر المقدسة وعلى ضيوف الرحمن ولا تهدف من وراء ذلك إلا مرضاة الله، أن تحقق أفضل الظروف لنجاح الحج رغم كل الصعوبات التي تزداد عاما بعد عام مع زيادة أعداد الحجاج والمعتمرين، حيث شمل الاهتمام توسعة المسعى وزيادة عدد الطوابق المتاحة للاستفادة منها، وهذا استمرار للنهج الذي سار عليه المؤسس الملك عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود ـــ رحمه الله ـــ ويسير عليه الآن أبناؤه الميامين من بعده وحتى عهد خادم الحرمين الشريفين، حفظه الله.
إن صناعة خدمات الحج نشاط موسمي ضخم يسهم فيه القطاع الخاص الذي يدعم جهود الدولة، حيث تصب جميع الجهود في سبيل راحة الحجاج، فالحج عبادة دينية ومنافع دنيوية، كما أن التنافس بين الشركات والمؤسسات التي تمارس أنشطة تخدم الحجاج ظاهرة صحية، إذ يتم توجيه جميع تلك الأنشطة إلى الالتزام بالتعليمات والقرارات التنظيمية التي تصدرها الجهات المختصة لضمان حصول الحجاج من الداخل والخارج على أفضل خدمة وبأسعار معقولة مع محاسبة كل مَن يثبت وجود تقصير منه في تنفيذ التزاماته مع الحجاج وفرض أقسى العقوبات في حقه والتي تصل إلى إغلاق الشركة أو المؤسسة المقصّرة في خدمة ضيوف بيت الله الحرام. وإن من بشائر نجاح موسم الحج خلوه من جميع الأمراض والأوبئة التي تهدّد صحة الحجاج وسلامتهم.
إن كل مواطن ومقيم في بلاد الحرمين يشعر بالفخر والاعتزاز بنجاح المشاريع الكبرى التي اعتمدتها حكومة خادم الحرمين الشريفين في المشاعر المقدسة، والتي تهدف إلى تيسير الحج على ضيوف الرحمن منذ قدومهم إلى المشاعر المقدسة وحتى مغادرتهم إلى بلدانهم. كما أن المشاريع الخدمية في هذا المجال تسابق الزمن فقد وقّع ولي العهد ـــــ حفظه الله تعالى ــــ مشروع تطوير مطار الملك عبد العزيز الدولي في جدة، وبمبلغ يتجاوز 27 مليار ريال، ليتم افتتاحه بعد ثلاث سنوات من الآن وسيكون ــــــ بإذن الله ـــــــ إضافة ضخمة لمنطقة مكة المكرّمة. هذه المشاريع الضخمة نُفذت وتنفذ لراحة الحجاج والمسلمين، الذين يبتهلون إلى الله أن يجعل ذلك في موازين أعمال خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده، والنائب الثاني، وأن يمدهم بالصحة والعافية .. إنه على كل شيء قدير.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي