السفارات الغـربية وتعاملها الفظ وغير المنطقي مع المواطنين

قمت أخيراً بزيارة بعض السفارات الغربية لاستخراج تأشيرات دخول بدواعي العمل، هذه ليست أول تجربة لي في التعامل مع السفارات الغربية ولن تكون الأخيرة. لكني لاحظت أخيراً تغييرا نمطيا غير منطقي في التعامل مع المواطنين السعوديين من قبل العاملين في القسم القنصلي الخاص بمنح التأشيرات، حتى لو استكملت جميع طلباتهم التعجيزية في بعض الأحيان. شعرت في آخر زيارة لإحدى السفارات الأوروبية أن جُل طلباتهم تصُب في هدف واحد، ألا وهو التأكد من أني لن أهاجر إلى بلدهم أو أقوم بطلب الإقامة الدائمة في تلك البلاد!!. بمجرد وصولك إلى تلك السفارات وأنت ما زلت على بوابة السفارة تبدأ نظرات الازدراء والتعالي وكأنك تأتي للسفارة لطلب الصدقة وليس لطلب تأشيرة دخول هم أصلاً وجدوا من أجل منحها لك بعد استيفاء الشروط، مع العلم أن بعض تلك البلدان تستفيد من ملايين الدولارات من خلال السياحة والتعليم والتجارة. المشكلة أن من يقوم بالعمل ومواجهة الجمهور في أقسام التأشيرات في معظم السفارات الغربية ليسوا من أهل تلك البلدان بل معظمهم من الجنسيات الآسيوية وبعض دول غرب إفريقيا من الذين - من خلال تعاملهم الفظ، يرون فيك عدم الكفاءة أو أنهم يستكثرون عليك السفر لتلك البلدان الغربية. في آخر زيارة لإحدى الدول الأوروبية طلب مني موظف التأشيرات خطاب تعريف، أخبرته أني صاحب مؤسسة ويمكنني التعريف عن نفسي على أوراق مؤسستي الرسمية إذا كان ذلك مقبولا، أجابني بلهجة عربية مكسّرة (كفيل سعودي على طول في ختم جاهز في شنطة).
لا أعترض على الطلبات المنطقية وغير المنطقية التي تطلبها بعض هذه السفارات مثل وجود كشف الحساب البنكي بما لا يقل عن ستة أشهر أو وجود تغطية ضمان صحي لا يقل عن 25 ألف دولار أو وجود حجز مدفوع مسبقاً لمكان الإقامة وتذكرة سفر مدفوعة مسبقاً وتعريف رسمي من جهة العمل وما إلى ذلك، وبقاء الجواز مدد تفوق 14 يوماً، فهذا من شؤونهم التي وضعوها كشروط لضمان إعطاء التأشيرة. لكن سؤالي هنا هل تقوم سفارتنا في تلك الدول بتطبيق المعاملة بالمثل؟ هل يُستقبل الشخص الغربي بالنفور والازدراء نفسه حينما يأتي إلى إحدى سفاراتنا في دولهم طالباً للتأشيرة؟ هل يُطلب منهم حجوزات مسبقة الدفع في الفنادق الموجودة في مدن المملكة، هل يطلب منهم توفير ضمان صحي بمبلغ وقدره؟ ناهيك عن المقابلات الشخصية والأسئلة السازجة التي من خلالها يتصيدون أي سبب يمكنهم من رفض إعطاء التأشيرة. أحد الأصدقاء تقدم لإحدى السفارات بطلب تأشيرة زيارة له وللعائلة لقضاء فترة الصيف، بعد الإجراءات والمقابلات الشخصية ورفع البصمات، خُتمت التأشيرات على جوازه وجوازات أبنائه ورفضت زوجته دون إبداء أي سبب لذلك الرفض، مما اضطره لتغيير وجهة السفر إلى دول شرق آسيا بعد أن تكبّد خسائر حجوزات الفنادق وفروقات استرداد تذاكر السفر وتغيير الوجهة. في الوقت نفسه تقدمت للسفارة نفسها لطلب تأشيرة، وكانت زوجتي والأبناء قد تقدموا قبلي وأخذوا التأشيرات اللازمة، ذهبت إلى السفارة على مضض راجياً في قرارة نفسي أن يُرفض الطلب، المهم بعد الإجراءات جاء وقت المقابلة الشخصية التي كانت أشبه ما تكون بتحقيق فيدرالي جاء فيها:
س – هل تتحدث اللغة الإنجليزية؟ ج - نعم
س- أين تعلمت اللغة الإنجليزية؟ ج- الوالدة كانت مدّرسة لغة إنجليزية. (الوالدة لا تقرأ ولا تكتب)
س- ذكرت أن زوجتك وأولادك تقدموا بطلب التأشيرة لماذا لم تتقدم معهم؟ ج - أنا لم أرد السفر إلى.. لانشغالي هنا.
س- هل أنت تكره....؟ ج - أنا لم أقل إني أكره ..... ولكني أتيت لطلب التأشيرة تحت وطأة ضغط زوجتي.
س- لقد ذكرت أنك ذاهب إلى مدينة.... من تعرف هناك؟ ج- لا أعرف أحدا هناك، هم أقرباء زوجتي وأنا أرافقها فقط.
س- لقد ذكرت أنك قمت بزيارة... عام 1986 أين جواز سفرك القديم؟ ج - لقد أعدمته بعد انتهاء صلاحيته قبل 25 عاما.
هذا إضافة إلى الكثير من الأسئلة الشخصية الأخرى التي لا أود ذكرها هنا. المضحك في الموضوع أنهم منحوني تأشيرة متعددة لمدة ثلاث سنوات، وصديقي المسكين رفضت زوجته دون أي سبب يذكر. أطلب هنا من مقام وزارة الخارجية التحقق من الطرق التي يعامل بها المواطن لدى السفارات الغربية والتدخل لإيجاد حلول إما بدعوة سفراء الدول الغربية وحثهم على حسن التعامل مع المواطن حينما يتقدّم لهم طالبا للتأشيرة، أو تطبيق منهج المعاملة بالمثل ليعرف هؤلاء أن تعاملهم معنا بهذا الأسلوب الفظ، قد ينعكس سلباّ على تعاملنا مع مواطنيهم من خلال سفارتنا لديهم.
دعائي لكم بدوام الصحة والعافية،،،

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي