نفسياتنا.. صيفاً!

لن تتعب كثيراً في تمييزنا عن غيرنا.. صيفاً! فنحن هم التالي:
1- آلام متفرقة في العظام بسبب المكيفات!
2- صداع مزمن بسبب اللهب المعانق للسحنة!
3- زيادة غير مبررة في الوزن بسبب الإكثار من المياه الغازية (البارد)!
هذا على المستوى الجسدي، ولكن ماذا عن الصعيد النفسي؟
أعتقد أن أغلب أشقائي المواطنين يتعاطون مع التالي من مؤشرات الاحتراق النفسي:
أ‌- «انمغاط» وتمدد في الشفتين غير قابل للشفط!
ب‌- «انعفاط» أقشري في الحاجبين غير قابل للانفراج!
جيم- تلويح متكرر باليدين أثناء قيادة السيارة!
دال- نوبات غضب مفاجئة وغير قابلة للتفسير.. حتى مع الأهل!
هاء- ها أنتم تكملون ما تبقى...
وهذا دليل على تقاسمنا الأعراض في أغلب الأحيان!
وأعتقد أن لهذه العوارض الصيفية أسبابها التي لم نحاول علاجها ولو بأبسط الصور. فنحن نفرط كثيراً في ضبط مواعيد نومنا ونوم أولادنا. والتساهل في أول الصيف ثمنه باهظ في آخره! وصدقني، شقيقي المواطن، وصدقيني، شقيقتي المواطنة، لن يسهل على الكبار بعد انقضاء الأسبوع الأول من الإجازة أن يتقبلوا فكرة أن يكون الولد مستبيحاً لهدوء المكان بتشغيل مقاطع من «يوتيوب» على أعلى صوت، خصوصاً إذا كان البيت.. شقة! كما لن يسعدكم كثيراً صوت فتح و»ردع» أبواب الدواليب إذا انهمكت البنت في تجريب ارتداء جميع فساتينها لحين استقرارها على واحد (فستون) تقابل به صديقاتها في مدينة الملاهي (من بكرة)! المسألة في غاية التعقيد والتراتب والتراكم! حتى الصغير الذي لم يدخل للمدرسة... سينهمك بالكامل في تعبئة جهازه الهضمي بمشروبات غازية مليئة بالكافين، والنتيجة بقاؤه ساهراً طوال الليل، ومتفرغاً للتخبيط على باب الغرفة الرئيسية كل ساعة تقريباً ليطلب المساعدة من أمه في الذهاب إلى مكان لم يحسن التعامل معه بعد! إنها صورة من صور العربدة الصيفية البريئة التي يتقنها صغارنا.. ولا يعرف إليها عيال «الخواجات» درباً!!
ابدؤوا بالبيت أيها السيدات والسادة!
اجعلوا من نهارهم نشاطاً، حتى وإن كان في داخل المنزل.
أشغلوهم بالرسم، التلوين، ترديد الأناشيد...
ارصدوا جوائز تبدأ من الحلوى.. ولا تنتهي عند مشوار إلى محل الآيسكريم!
هذه النصائح لا تشمل المراهقين.. فهؤلاء لا حل معهم سوى إنشاء ملحق معزول في «الحوش»، وإن كنتم من سكان الشقق.. فلا أدري ما هو الحل من الأساس! وأرجوا ألاّ تفكروا جدياً في ترك المكان بالكامل لابنكم المراهق.. كما لا تغامروا وتسجلوه في أحد المراكز الصيفية إلا بعد التقصي عن الأنشطة وطبيعتها! المهم هو أن تجدوا حلاً لكونكم في الصيف، وأنكم من سكان الشقق.. وأن في بيتكم مراهق!!! أرسلوه إلى «جدانه» مثلاً.. أو سجلوه في دورة «حاصوب»!! وربما يكون لقراء هذه الزاوية اقتراحات تفيد.. قبل فوات الأوان والاكتفاء بالتنديد.. بطول الإجازة.. وعسى أن تسلموا من التمديد!

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي