حملة مصرفية لحماية أموال العملاء من الضياع

أطلقت البنوك السعودية الإثنين الماضي الموافق 21 حزيران (يونيو) 2010, بتوجيه ومباركة من مؤسسة النقد العربي السعودية (ساما), حملة توعية لعملائها من المواطنين والمقيمين, التي ستستمر مدة ستة أشهر, ودعت من خلالها إلى الالتزام بالتعليمات الصادرة عنها والخاصة باستخدام البطاقات المصرفية والقنوات المصرفية المختلفة كأجهزة الصرف الآلي والإنترنت بانكنك والهاتف المصرفي وأجهزة نقاط البيع, بما في ذلك البطاقات الائتمانية.
تزامن إطلاق حملة التوعية المذكورة مع بداية موسم الصيف لهذا العام, الذي عادة ما يشهد, كغيره من مواسم الإجازات, حركة شرائية نشطة وإقبالا كبيرا من العملاء على استخدام القنوات المصرفية الإلكترونية المختلفة بما في ذلك البطاقات الائتمانية في تسوية ودفع قيمة مشترياتهم سواء التي تتم داخل المملكة أم خارجها, نتيجة النشاط المتزايد الذي تشهده حركة المسافرين في الداخل والخارج, الأمر الذي دعا البنوك السعودية إلى تكثيف جرعات التوعية في هذه الأيام, والخاصة ـ كما أسلفت ـ بالاستخدامات الآمنة والسليمة للقنوات المصرفية الإلكترونية المختلفة بما في ذلك البطاقات الائتمانية بهدف تحقيق أقصى درجات الأمان والمرونة في استخدام ذلك النوع من الخدمات المصرفية المتقدمة على نحو يتوافق مع تطلعات العملاء وطموحاتهم, ويحقق أيضا أهداف البنوك الرامية إلى تسخير أحدث الأنظمة التقنية المعروفة على مستوى العالم لتلبية وخدمة حاجات العملاء المصرفية والمالية وفق أعلى معايير الحماية والدقة والسرعة.
جدير بالذكر أن حملة التوعية بالاستخدامات الآمنة والسليمة للقنوات المصرفية الإلكترونية المختلفة, بما في ذلك البطاقات المصرفية وبطاقات الائتمان, امتداد لحملة سابقة مماثلة نفذتها البنوك السعودية في العام الماضي استمرت ستة أشهر تضمنت عديدا من رسائل التوعية بأفضل الممارسات والاستخدامات المتعلقة بذلك النوع من الخدمات المصرفية, كما أن هذه الحملة والحملة السابقة هما جزء من خطة توعية طموحة طويلة الأجل تقوم البنوك السعودية بتنفيذها على مراحل تستهدف رفع الوعي المصرفي لعملاء البنوك فيما يتعلق بعمليات النصب والاحتيال المصرفي والمالي والتحذير منها, ولا سيما في ظل تنامي استخدامات التقنية وشبكات الاتصال بشكل عام والتقنية المصرفية بشكل خاص في إنجاز معظم التعاملات المالية والمصرفية سواء التي تتم داخل السعودية أم خارجها.
من أبرز الأهداف الرئيسة لحملات التوعية المصرفية التي تنفذها البنوك السعودية بين الحين والآخر, هي:
1 ــ التعريف بأبرز العمليات الاحتيالية الأكثر شيوعاً والأساليب التي يتبعها المحتالون في الإيقاع بضحاياهم من عملاء البنوك وأساليب تفاديها والوقاية منها.
2 ــ بيان بالأضرار الناجمة عن عمليات الاحتيال والنصب المالي والمصرفي التي تلحق بمن يتجاوب معها.
3 ــ التأكيد على ضرورة قيام المستهدف بتلك العمليات بإبلاغ الجهات المسؤولة والبنك المعني لمعرفة ماهية العملية وإخلاء المسؤولية.
من بين الموضوعات التي حذرت البنوك السعودية عملاءها من مباشرتها والتجاوب معها باستخدام وسائل توعوية مختلفة مثل الإعلانات في الصحف المحلية ورسائل الجوال القصيرة والأخبار والحوارات واللقاءات الصحافية ضمن حملة التوعية المذكورة, هي:
1 ــ عدم مباشرة أو التعامل مع رسائل الجوال والرسائل الإلكترونية والبريدية الواردة إليهم من مصادر مجهولة سواء من خارج المملكة أو من داخلها بخصوص مثلاً المساهمة في تحرير الأموال من الخارج مقابل الوعد بدفع نسبة من المبلغ الذي سيتم تحريره أو تحديث البيانات والحسابات المصرفية الذي لا يتم إلا من خلال فروع البنوك مباشرة.
2 ــ أهمية المحافظة على الأرقام السرية والبيانات المصرفية والشخصية وعدم إفشائها للآخرين.
3 ــ تغيير الأرقام السرية دورياً, خصوصاً عند العودة من الخارج, واختيار الأرقام المتباعدة وغير المتسلسلة والمكررة أو المتوقع استخدامها من قبل المحتالين مثال تواريخ الميلاد وأرقام البطاقات الشخصية.
4 ــ تجاهل الإعلانات الصادرة عن أفراد أو جهات أو جماعات غير رسمية وغير مرخص لها بتسديد القروض الشخصية أو المصرفية مقابل منح قروض أخرى.
5 ــ إبلاغ البنك فوراً في حالة فقدان أياً من البطاقات المصرفية مثل بطاقة الصراف الآلي أو البطاقة الائتمانية.
6 ــ إبقاء الجوال المقيد لدى البنك في وضعية التشغيل عند السفر لاستقبال الرسائل البنكية عليه أثناء السفر.
7 ــ عدم التهاون في استخدام البطاقات الائتمانية والمصرفية وإفراط الثقة بالآخرين.
8 ــ عدم التجاوب مع طلبات المجهولين لتسديد فواتير ورسوم الخدمات الخاصة بهم من الحسابات المصرفية الخاصة بالعميل.
9 ــ تجنب الدخول على حساباتك المصرفية عبر شبكات النت العامة أو أجهزة الكمبيوتر التي يشارك فيها أكثر من شخص ومن خلال مقاهي الإنترنت.
خلاصة القول إن البنوك السعودية تبذل جهودا كبيرة وتجنب سنوياً مبالغ طائلة من ميزانياتها وأرباحها السنوية للاستثمار في تدعيم أجهزتها الحاسوبية وأنظمتها المعلوماتية والتقنية المختلفة بهدف توفير أقصى درجات الحماية والأمان للعملاء لدى استخدامهم القنوات الإلكترونية المختلفة, إضافة إلى ذلك فقد اعتمدت البنوك, بترحيب ومؤازرة من قبل مؤسسة النقد العربي السعودي (ساما), إطلاق حملات توعية لعملائها بالاستخدامات المثلى والآمنة للقنوات المصرفية الإلكترونية المختلفة مثل أجهزة الصراف الآلي وأجهزة نقاط البيع والهاتف المصرفي والإنترنت بانكنك بما في ذلك بطاقات الائتمان وبثت من خلالها عددا كبيرا من رسائل التوعية, لكن رغم تلك الجهود المبذولة سيظل نجاح تلك الحملات أمراً مرهوناً بمدى استجابة عملاء البنوك الكرام وتفاعلهم مع تلك الرسائل التوعوية وامتثالهم لمضامينها ومحتواها, ولا سيما أنها في نهاية المطاف تستهدف حمايتهم وحماية أموالهم ومدخراتهم الشخصية من أن تكون عرضة ـ لا قدر الله ـ للضياع والتبديد نتيجة تعرضها لأحد أساليب عمليات النصب والاحتيال المالي والمصرفي التي يمارسها ضعاف النفوس والأشرار من البشر. والله من وراء القصد.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي