«هَدَف» يصْنع َالكَلام

يزيّن جبينَ الوطن، اتجاه قادتها ومجتمعها نحو ذوي الاحتياجات الخاصة وقد نال ثماره الأسبوع الماضي ذوو الاحتياجات السمعية.
بمبادرة من الغرفة التجارية الصناعية بجدة وقع الأستاذ أحمد منصور الزامل مدير عام صندوق تنمية الموارد البشرية مع نادي الصم بجدة لتأهيل قسم الموارد البشرية في جميع المنشآت في المملكة، وتدريبهم على لغة الإشارة بحيث يستطيعون أن يستقطبوا فئة الصم وإدراجهم في المجتمع وتوظيفهم في القطاعات المختلفة. ما سيساعد ذوي الإعاقة السمعية في بيئة العمل على الاستقرار والإنتاج، ففقر التواصل بين الصم وبيئة العمل يسبب فشل استمرارهم في العمل ويعطل إنتاجياتهم.
المبادرة اكتملت تأسيساً وتمويلاً كاملا، من صندوق تنمية الموارد البشرية ''هدف'' تُعنى بتقديم العون للمعوقين سمعيا تحديداً، وإعادة التأهيل بيئة العمل لمن خذلهم السمع، وتسعى إلى توطين وتوطيد الثقة في وجدان تلك الفئة، وتأهيلهم كي يستأنفوا السير من جديد في مناكب الحياة.
شعرت بالفخر بهذا الإنجاز، إنه الاستثمار الحقيقي، نعم الاستثمار في الموارد البشرية.
سيكون الدبلوم لغة الإشارة إضافة إلى الموظفين على رأس العمل بدعم 100 في المائة من صندوق تنمية الموارد البشرية، إنها لغة الإشارة، لغة الجسد، لغة الصمت، لغة التواصل.
توحدت لغة الإشارة العربية برعاية الاتحاد العربي للصم، وأصبحت لغة واحدة عربية، ولغة التخاطب لـ 22 دولة عربية، ولها قواميس بالصور والإشارة واللغات للاستدلال عليها، ولها مناهج تدرس لتلك المهنة. وقد اعتمدت وزارة الخدمة المدنية عدداً من الوظائف لمترجمي لغة الإشارة للصم, وكانت بتوصية من الدكتور يوسف بن سلطان التركي مدير إدارة العوق في وزارة التربية والتعليم القطاعات الحكومية وغير الحكومية على سرعة تعيين مترجمي لغة وذلك للتواصل مع الصم.

وبعد..
فالحديث عن العمل الإنساني في بلادي لا تنصفه مداخلة متواضعة كهذه، ولا تشبعه وصفاً ولا إشادة، فهي بحجمها وعطائها البليغ وتكلفة أدائها تفوق كل وصف، هناك رسائل اقتصادية وإنسانية ومعنوية لتوقيع اتفاقية لغة الإشارة من صندوق تنمية الموارد البشرية، وهي مطلوبة لبناء جسور الثقة بين المجتمع وتلك الفئة.
وليس لي إلا أن أقول: نحن بحاجة إلى مبادرات من المجتمع المدني ومن الدولة وقادتها ووزرائها ومديريها متضافرة لتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة منتجين لا شحاذين. آن لنا أن نتعامل دون محاذير وحساسيات مبالغ فيها تجاه تلك الفئة، فالإعاقة السمعية لا تفرق بين رجل وامرأة.
نعم ''هَدَف'' يَصْنَع َالْكَلاُم.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي