سكان جدة أمام ثلاجات الموتى يؤرخون أيامهم بـ «عام السيل»

سكان جدة أمام ثلاجات الموتى يؤرخون أيامهم بـ «عام السيل»

لم يكن الحدث عاديا على أهالي جدة، فعدد الوفيات والمفقودين كان كبيرا إلى الدرجة التي جعلت الأهالي يتزاحمون أمام ثلاجات الموتى بحثا عن ذويهم الذين لا يعلمون عن أمرهم شيئا. مشهد الأهالي كان مؤثرا وهم يتنقلون بين ثلاجات الموتى في مستشفيات جدة مذهولين من هول الصدمة، وأحاديثهم التي تسلي حزنهم لا تتجاوز وصفا لهذا العيد الذي سيبقى في الذاكرة طويلا، ويذكرنا بما كان عليه أجدادهم في القرون السابقة، حينما كان تاريخ الجزيرة العربية يعرف بسنوات الكوارث، لتأريخ جديد من الحزن بفقدان أبنائهم كان تحديدا في هذا العام الذي أطلقوا عليه «عام السيل».
الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة أعلن أن عدد ضحايا أمطار جدة مرشح لتجاوز 83 ضحية، أما محافظ جدة الأمير مشعل بن ماجد بن عبد العزيز فقد وقف أمس ميدانيا على مناطق الأضرار، وقال في تصريح صحافي أمس, إن ما حدث في محافظة جدة من أضرار ووفيات كان جراء السيول التي أتت من وادي قوس ووادي فاطمة، مشيرا إلى أن الأمطار بلغ معدلها 90 ملم، وهو معدل لم يسبق أن تعرضت له محافظة جدة على الإطلاق.
الدكتور محمود دوعان الأستاذ المشارك في قسم الجغرافيا في كلية الآداب في جامعة الملك عبد العزيز, المتخصص في علم الأودية، أكد أن جدة تقع على مجاري أودية خطرة قد تنشط بعد 20 عاما أو أكثر، مشيرا إلى أن المؤسسات والمراكز البحثية سبق أن خاطبت أمانة جدة منذ سنوات سابقة بخطورة طمس النهايات الطرفية لمجاري السيول ومجاري الأودية وإحلال التخطيط العمراني عليها، لخطورة الوضع.

وفي مايلي مزيدا من التفاصيل :

عكست أزمة أمطار جدة مأساة كبيرة بين ذوي المتوفين أمس، وهم يتنقلون بين ثلاجات الموتى في مستشفيات جدة مذهولين من هول الصدمة في مسعى للتعرف عن مفقوديهم الذين توفوا في حوادث الغرق بين الطرقات أو الأحياء السكنية لشرق مدينة جدة.
ولأن حادث المطر الذي هطل بضع ساعات على جدة وقع أشبه بالصدمة بين غياب المسؤولية من المواطن أو المؤسسات الرسمية من الدفاع المدني وأمانة جدة ومصلحة الأرصاد من يتحمل مسؤولية هذه الكارثة الكبيرة التي راح ضحيتها أكثر من 83 شخصا من النساء والأطفال والرجال.
مشاهد أليمة اكتوت بها قلوب الناس في عيد الأضحى المبارك بعد هذه الفاجعة، حيث باغتت السيول الناس في منازلهم وعلى الطرقات الرئيسية بين جدة ومكة المكرمة وجدة ورابغ وطريق بحرة، إضافة إلى ما خلفه من خسائر كبيرة في البيوت والممتلكات وسيارات المواطنين ومآس وآلام.
جهود كبيرة يقوم بها الدفاع المدني لإنقاذ الأنفس والعائلات المتضررة، إضافة إلى فزعة المواطنين الذين هبوا مسرعين لنجدة إخوانهم وجيرانهم. لكن خوف الناس هل بقى من أناس تحت مياه الأمطار وماذا عن البيوت المتهدمة والتي بلغت في تَعدَادها عشرات البيوت فضلا عن المهددة بالانهيار. جدة السند الإداري لمكة المكرمة في موسم الحج بالتجهيزات التقنية والموارد البشرية، فاقت على فاجعة كبيرة، فحالة الطوارئ أعلنت في كافة مستشفياتها من حجم الكارثة وفق بيانات إحصائية ليست نهائية تحدث للأسف بين الحين والآخر لأن الصورة الجوية تكشف عن فاجعة كبيرة وقعت على سكان الأحياء الشرقية المحاذية لمجاري السيول والناس من هول الصدمة لم تقدر على إعادة ترتيب الصورة كيف كانت وكيف صارت!
مر العيد هنا في جدة هذا العام حزينا بسبب أحداث كبيرة ومؤلمة وقاسية ستبقى في ذاكرة الزمان طويلا وسيذكرنا بما كان عليه في القرون السابقة حينما كان تاريخ الجزيرة العربية يعرف بسنوات الكوارث إلى عالم حديث يعود ليوّرخ لجدة بعام كارثة السيل.

الأكثر قراءة