جمعية حركية.. الريادة والسبق في المعروف

في منظر ٍ بهيج ٍ يأسر القلوب والأبصار، وفي موكب ٍ مهيب ٍ تفيض له الدموع، وفي ليلة ٍ فاحت بعبير الحب والإحسان وبذل المعروف، رأيته هاشاً باشاً متهللاً.
رأيته يرحب ُ بمن حضر، ويدعو لمن شارك، ويعانق من أقبل، رأيته كما لم أرَ من قبل رجلاً يزف في ليلة فرح ٍ وبهجة 102 عريس كما لو أنهم كلهم أبناؤه، وهو فعلاً يراهم كذلك.
نعم، رأيته وهو يقطف ثمرة جهده وتعبه، ويحقق حلمه الكبير، الذي ما إن ترى بريق عينيه حتى ترى دمعات ٍ تترقرق فيهما لا يراها إلا من عرف حقيقة ما يحمله داخل روحه من طهارة ٍ ونقاء ٍ وشغف ٍ بالإحسان.
رأيت المهندس ورجل الأعمال ناصر بن محمد المطوع في حفل تزويج أبنائه المستفيدين من دعم جمعية الإعاقة الحركية للكبار «حركية» التي يرأس مجلس إدارتها، فرأيت مشهداً لا يتكرر كثيراً إلا في ليلة ٍ من ألف ليلة.
لا نرى كثيراً من رجال المال والأعمال إلا مستجيبين لدعوة ٍ توجه إليهم للإسهام في مشروع ٍ خيري أو عمل ٍ من أعمال البر ّ، ومع ذلك فهم يشكرون على ذلك إن استجابوا وأسهموا ولو بالقليل، لكن أن نرى أحد كبار رجال الأعمال وأحد أبرز الأسماء اللامعة كالنجوم في ميدان التجارة، ينزل عن البرج العاجي الذي يصنعه المال والجاه لكثيرين، ليكون داعياً ومتبنياً لمشروع خيري، هو الذي ابتكره وخطط له وأخرجه إلى الوجود، ورعاه منذ كان بذرة وفكرة إلى أن أصبح واقعاً.
يقضي كثيرا من الأوقات على حساب تجارته ومصالحه ليرسم الخطط ويصوغ الأفكار ويخرج إلينا داعياً وداعماً لمساعدة فئة عزيزة على قلوبنا ويلفت الأنظار إلى معاناتها التي غفل الجميع عنها، حتى ما تكاد تراه في مجالسه واجتماعاته ولقاءاته إلا متحدثاً عن المعوقين من غير الأطفال وكيف أن منهم نسبة كبيرة تعاني ضيق ذات اليد وقلة المعين والناصر لها، وأنها في حاجة ماسة إلى الدعم والمساعدة.
ها هو الحلم يتحقق، وها هي الثمرات تنضج وتجتنى، وها هي ليلة العمر، وليلة الفرح تكون حاضراً بهيجاً يشارك فيها المجتمع بكل أطيافه من ولاة الأمر إلى رجال الأعمال إلى قادة الفكر والثقافة.
وفي حفل هو الأول على مستوى العالم تزف جمعية الإعاقة الحركية للكبار 102 من أبنائها المستفيدين من خدماتها إلى بيوت الزوجية بعد أن أسهمت في توفير المهر وفي تجهيز وتأثيث المساكن لهم، ثم جمعتهم ودعت المجتمع ليشاركهم فرحتهم برعاية ٍ كريمة ٍ من الأمير سطام بن عبد العزيز أمير منطقة الرياض بالنيابة – وفقه الله.
إضافة إلى ذلك تقوم جمعية حركية بإعداد برنامج ٍ لمساعدة هؤلاء المتزوجين من المعوقين على الإنجاب تحت مسمى “برنامج ذرية” كما أعدت كذلك برامج خاصة لتدريب وتأهيل المعوقين وبرامج لتوظيفهم وبرنامج تاكسي المعاق وغير ذلك كثير.
وهذا من توفيق الله ــ سبحانه ــ للقائمين على هذه الجمعية وعلى رأسهم المهندس ناصر المطوع الذي كان له شرف المبادرة في طرح فكرة هذا المشروع الخيري الكبير وعمل َ جاهداً لنقله إلى مرحلة التنفيذ فجزاهم الله خير الجزاء على ما قدموه لهذه الفئة الغالية علينا وأخلف عليهم ما أنفقوا بخير.
إنه وإن كانت المبادرة في قيام هذه الجمعية وتحقيق بعض إنجازاتها تعود للشيخ ناصر المطوع إلا أن الواجب علينا جميعاً أن نسهم بما نستطيع لدعم هذه الجمعية ومساعدتها على تحقيق أهدافها السامية ومن ذلك سعيها لإنشاء مركز اجتماعي للمستفيدين من خدماتها من المعوقين المحتاجين على مساحة 15 ألف متر مربع، وكذلك تسعى الجمعية لشراء عقار استثماري يكون وقفاً عليها يساعد على توفير الدعم اللازم لها، وهذه الطموحات والأهداف الجليلة تحتاج إلى دعم ِ ومساهمة كل من ــ حباه الله ــ وأنعم عليه بالصحة والعافية وبالمال ولو اليسير لنكون مجتمعاً مترابطاً متحاباً كما وصفه رسولنا الكريم ـ صلى الله عليه وسلم ــ بقوله: «مثل المؤمنين في توادهم وتراحمهم وتعاطفهم كمثل الجسد إذا اشتكى منه عضو ٌ تداعى له سائر الأعضاء بالحمى والسهر».
وبكل حب ٍ ووفاء نقول جميعاً: شكراً جمعية حركية، شكراً للشيخ ناصر المطوع وفق الله الجهود وبارك في العمل وأدام عليكم العافية والخير.
والله المستعان،،،،

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي