الكل فائز

بحمد الله وتوفيقه تختتم مساء هذا اليوم فعاليات مسابقة الملك عبد العزيز الدولية لحفظ القرآن الكريم، لتنهي عامها الحادي والثلاثين، وتبدأ صفحة جديدة في عامها الثاني والثلاثين، وإلى أعوام عديدة ومديدة - بإذن الله. نحتفل مساء هذا اليوم بتكريم الفائزين، وهو تكريم لجميع حفظة كتاب الله الكريم، والمتنافسين على هذه الجائزة التي لا خاسر فيها أبداً، فقد شرف الجميع أولاً وأخيراً بحفظ كتاب الله، ثم تشرفوا بالحضور إلى بلد الله الحرام مكة المكرمة مهبط الوحي ومنطلق الرسالة، فحظوا بأداء العمرة، وبشرف المشاركة والتنافس على الجائزة التي يسعى الجميع إلى المشاركة فيها، ولا أدل على أهمية المسابقة من أن كل متسابق يسعى للمشاركة، والتنافس فيها دون غيرها، فهي المسابقة الأم والمهمة في عمرها وفي مكانها وفي حجم المشاركين فيها، وأصدق مثال على ذلك أن الذين تنافسوا على جوائزها في السنوات الماضية من الشباب أصبحوا أعلاماً متميزين في خدمة القرآن الكريم، فمنهم أئمة جوامع ومساجد كبيرة ومشهورة في العالم الإسلامي، وأصبحوا مشايخ قراء، وبعض منهم أصبح من المحكمين المعتمدين في المسابقات الدولية القرآنية، وأساتذة في أقسامِ كلياتِ القرآن الكريم في العالم الإسلامي.
والمملكة العربية السعودية قد أنفقت على هذه الجائزة المباركة أكثر من مائة مليون ريال، لا تنظر إلى هذه المبالغ كنفقات، بل هو استثمار مبارك آت بثماره ونتائجه الإيجابية في كوكبة خيرة يتم تفويجها كل عام، ليواصلوا المسيرة مع أهل القرآن في تعليم القرآن الكريم، بعد أن تعلموه وأتقنوه، والحقُّ يقال: إن التنافس الحقيقي يتحقق بتلاوة القرآن، وحفظه، وفهمه حقَّ الفهم، ثم ينطلق تالي القرآن في فعل الخيرات، ويكون همه في توجيه الشباب، والحفاظ على أمن البلاد في ظل تطبيق كتاب الله تعالى، وقوانينه، وحدوده بفهم صحيح.
إن في القرآن ترسيخ معاني الأخوة، والتناصح، والسلمَ، والوسطيةَ والاعتدالَ، والشورى.
وهذه المسابقة رصيد يضاف إلى سجل المملكة في خدمة القرآن الكريم وأهله، وطباعة المصحف الشريف وترجمة معانيه، والمسابقة الدولية للقرآن الكريم، وقبل ذلك تحكيم كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم أكبر شاهد ودليل على ذلك... بارك الله في الجميع وسدد الخطى وأدام على بلادنا نعمة الأمن والإيمان، وجميع بلاد المسلمين.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي