خادم الحرمين: المملكة لن تدخر جهدا في دعم الحركة الثقافية في العالم العربي

خادم الحرمين: المملكة لن تدخر جهدا في دعم الحركة الثقافية في العالم العربي
خادم الحرمين: المملكة لن تدخر جهدا في دعم الحركة الثقافية في العالم العربي

افتتح الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز مؤتمر الناشرين العرب الأول في مركز الملك فهد الثقافي تحت شعار مستقبل صناعة النشر في العالم العربي في الرياض ويستمر اليوم.

#2#

وقد شرف المؤتمر الأمير تركي الفيصل الرئيس الفخري لجمعية الناشرين السعوديين، محمد عبد اللطيف رئيس اتحاد الناشرين العرب، أحمد الحمدان رئيس جمعية الناشرين السعوديين، وهيرمان ستروجي رئيس اتحاد الناشرين الدولي.
واستهل المؤتمر الدكتور عبد العزيز خوجة بكلمة خادم الحرمين الشريفين التي رحب فيها - حفظه الله - بضيوف المؤتمر، مؤكدا أهمية دور الناشر في العملية الثقافية وعلى استعداد المملكة لتقديم كل الجهد والدعم لمسيرة حركة النشر خصوصا والثقافة العربية إجمالا، وطالب الملك عبد الله بتفعيل توصيات المؤتمر وجعلها واقعا ملموسا تستفيد منه المجتمعات".

كما تحدث الأمير تركي الفيصل الرئيس الفخري لجمعية الناشرين السعوديين الذي بدوره رفع أسمى آيات الشكر، إلى مقام خادم الحرمين الشريفين، الذي تفضل حفظه الله برعاية المؤتمر الأول لاتحاد الناشرين العرب، مما يظهر بجلاء ووضوح حرصه - حفظه الله - على هذا القطاع الثقافي للمجتمع العربي، وهو حرص عرف به - حفظه الله -، حيث حظيت الثقافة والتعليم كغيرها من جوانب الحياة في المملكة، باهتمامه الواسع ودعمه العظيم، مضيفا شكره للدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام ، متشرفا بافتتاح المؤتمر نيابة عن الملك عبد الله بن عبد العزيز، مثنيا على جهوده، وسعيه المشكور، للارتقاء بكل ما يتصل بتطور الثقافة ونموها في المملكة.

وعبر الرئيس الفخري لجمعية الناشرين عن شكره للوزارة التي تفضلت بدعم هذا المؤتمر، كما توجه بالشكر إلى هيرمان ستروجي رئيس اتحاد الناشرين الدولي، الدكتور محمد عبد اللطيف رئيس اتحاد الناشرين العرب، وكذلك أحمد الحمدان رئيس جمعية الناشرين السعوديين، حيث بذل جهودا كبيرة لإقامة هذا الاجتماع الأول لاتحاد الناشرين العرب في مدينة الرياض السعودية.

وأوضح الفيصل أن هناك ضبابية كثيفة تلف موضوع المؤتمر، متسائلا عن الإحصاءات الصحيحة عن عدد الكتب التي تنشر وتقرأ في العالم العربي.
وما نسبة ما نشر وترجم في العالم العربي بالمقارنة بما يتم في بقية أنحاء العالم؟ حيث إن هذه الأرقام يتم تداولها من دون أن يكون هناك معيار واحد لها.
وأشار الفيصل إلى تقرير لمؤسسة الفكر العربي لعام 2007، جاء فيه أن لكل 12 ألف مواطن عربي كتاب واحد، في حين أن هناك كتابا واحدا لكل 500 مواطن بريطاني، وكتاب لكل 900 مواطن ألماني، مؤكدا أن في العالم العربي لا يتجاوز معدل القراءة 4 في المائة من معدل القراءة في إنجلترا، أي أن معدل القراءة يراوح مكانه منذ عشرات السنين، لافتا إلى أن الأمر يحتاج إلى دراسة موسعة، فالمؤكد أن حركة النشر في البلاد العربية توسع يوما بعد آخر، وكمية المنتج ترتفع سنويا، ولكن هناك خللا كبيرا في الإحصاءات لعدم العناية بها، وعدم الحرص على دقتها، وهي مسألة تنطبق مع الأسف الشديد على كثير من أمور العالم العربي، حيث يكون الحكم غير دقيق لإهمال الإحصاء أو عدم العناية بدقته، أو لعدم اقتناع بعض الجهات المسؤولة بجدواه.

وناشد الرئيس الفخري لجمعية الناشرين على أن يركز على إجراء إحصاء دقيق جدا للإنتاج الفكري العربي المطبوع ابتداء من عام 2010، وأن يكون هم اتحاد الناشرين العرب ومعه الاتحادات الإقليمية التوصل إلى إحصاءات دقيقة جدا لما نشر في عام 2009، وموازنة ذلك وفقا لبيانات رسمية من كل دولة مع عدد السكان ونسب التعليم في كل منها, مشيرا إلى أنه إذا تم ذلك فبالاستطاعة الخروج بأرقام واقعية، وقد طرح الفيصل مثالا واحدا يخص السعودية، فوقفا لسجلات مكتبة الملك فهد الوطنية، وهي مقر الإيداع الرسمي، أي الجهة التي يمكن من خلالها معرفة عدد ما نشر من كتب في المملكة، أنه تم في عام 1429هجرية تسجيل 5226 عنوانا لدى أدلة التسجيل في المكتبة، أما عدد الكتب المودعة فكان 2662 كتابا، حيث إن الفرق بين المسجل والمودع هو 2564 عنوانا، وهو رقم كبير، وفي عام 1428 هجرية كان المسجل 5391 عنوانا والمودع 2979 عنوانا ما يعني أن الفرق بلغ 2412 عنوانا.

ولفت الفيصل إلى أن هناك عناوين تظهر ولا تحمل رقم إيداع نشرتها جهات رسمية، ما يعني أنها لم تسجل في مكتبة الملك فهد الوطنية، مضيفا أن هذه العناوين لا تدخل في الإحصاءات.

وأضاف الدكتور محمد عبد اللطيف رئيس اتحاد الناشرين العرب في كلمته "إن اتحاد الناشرين العرب هو المظلة العربية الجامعة التي تجمع كل اتحادات وجمعيات الناشرين العرب في الدول العربية وعددها الآن 13 اتحادا أو نقابة أو جمعية، وكذلك دور النشر التي يقترب عددها الآن في الاتحاد 500 عضو، مشيرا إلى أن الاتحاد بدأ في الستينيات بتوصية من إحدى لجان جامعة الدول العربية، ليعبر عدة مراحل حتى وصل إلى مرحلة إعادة تأسيسه الحديث في عام 1995.
وأشار رئيس اتحاد الناشرين العرب إلى أن الاتحاد يهدف الاتحاد إلى تنمية صناعة النشر في العالم العربي وتحديد المشكلات التي تواجهها واقتراح وضع الحلول المناسبة له، مضيفا أن النشر ليس مجرد صناعة مثل باقي الصناعات، بل إنه يعد في الوقت نفسه أحد صانعي البنيان الاجتماعي والثقافي لأي أمة من الأمم.

ولفت محمد عبد اللطيف إلى أن النشر يعد جزءا من صناعة المحتوى، وبالنظر إلى العالم العربي وما فيه من تراث ثقافي هائل ومتنوع ومتعدد، وبما فيه من الأعداد الكبيرة من العقول المفكرة والمبتكرة، حيث إن هذا العالم يمتلك كما من المعرفة تراكمت على مدى عصور متتالية، موضحا أن المساهمة العربية في صناعة المعرفة العالمية تعد قليلة إلى حد كبير، وما أشد حاجته الآن إلى أن ينفض الغبار عما لحق بهذه المعرفة، وليبدأ في القيام بدوره من جديد في إشاعة هذا النور في كل مجتمعاته، ويبدأ في سد حاجة العالم من حوله إلى ما يمتلكه من ثقافة وعلم ومعرفة.
وأشار رئيس اتحاد الناشرين العرب إلى أن هناك أهمية بالغة لضمان حرية انتقال الكتاب العربي من مكان إلى آخر ومن دولة إلى أخرى داخل العالم العربي، مضيفا أن الكتاب هو جسر التواصل بين الحاضر والماضي بما يحويه من دروس وعبر، وهو الجسر الواصل بنا جميعا إلى المستقبل.

وأضاف: وكي تقوى هذه الصناعة وتزدهر فإن هناك أهمية بالغة للتعاون بين الناشرين وجميع الجهات خصوصا الحكومية منها، حيث إن التحديات مثل التصدي للاعتداء على حقوق الملكية الفكرية بالتزوير والتقليد والقرصنة، والتعاون في إنتاج الكتاب المدرسي لها أمثلة شديدة الوضوح على الأهمية البالغة للتعاون المأمول مع جهات حكومية متعددة.
وأبان محمد عبد اللطيف في ختام حديثه أن هناك كثيرا مما يمكن فعله للعبور بالكتاب العربي من ضيق المشكلات واللوائح والنظم إلى الفضاء الأرحب من التعاون والتكاتف. وتابع"إذن صناعة النشر العربية تواجه تحديات كبيرة وعميقة، حيث الأمل من هذا المؤتمر أن يكون تأسيسا قويا لمجابهة هذه التحديات والتصدي لها".
وكان لهيرمان ستروجي رئيس اتحاد الناشرين الدولي كلمة ألقاه في المؤتمر جاء فيها"يهدف الاتحاد إلى تعزيز حقوق النشر ودعم مكافحة القرصنة وتعزيز حرية التعبير ومكافحة الرقابة على المطبوعات وزيادة الوعي بقيمة النشر لدى المجتمع وتعزيز السياسات المؤيدة لتطوير الصناعة المحلية للنشر فضلا عن التبادل الدولي لهذه الصناعة ".

وأشار سبروجت إلى أن النشر يعزز التعليم ويحافظ على التراث الثقافي ويعزز الهوية الوطنية ويمكن من الحوار الدولي فضلا عن أنه أداة أساسية في التعليم والكتب المدرسية، معتمدا على السياسات الحكومية بما فيها حقوق النشر وتنفيذها.
وأشاد رئيس اتحاد الناشرين الدولي في كلمته بالحضارة العربية، مبينا أنها كانت على مدى قرون كثيرة من أكثر الحضارات تقدما علميا وازدهارا في العالم .
وأعرب عن سروره بوجوده اليوم في المؤتمر الأول لاتحاد الناشرين العرب الذي يعد فرصة لتبادل أفضل الخبرات في مجال صناعة النشر.
وشكر سبروجت المسؤولين في اتحاد الناشرين في السعودية الذي أصبح أخيرا عضوا في الاتحاد الدولي.

وقد عبر أحمد الحمدان رئيس جمعية الناشرين السعوديين عن سعادته
باهتمام خادم الحرمين الشريفين ورعايته لمؤتمر الناشرين العرب، إذ له دلالته الخاصة، حيث إن خادم الحرمين أعطى اهتماما خاصا لحركة النشر والتأليف وجعل من المملكة منارة للعلم، وما افتتاح جامعة الملك عبد الله للعلوم والتقنية وجائزة الملك عبد الله للترجمة إلا دليل واضح وجلي على ذلك.
وأشار رئيس جمعية الناشرين السعوديين إلى أن مؤتمر الناشرين العرب الأول تحول من أمنية إلى واقع ملموس يلبي رغبة الناشرين في دراسة واقعهم واستشراف طموحاتهم تحت شعار مستقبل صناعة النشر في العالم العربي ليبني رؤى تنويرية متكاملة للكتاب العربي.

وأوضح الحمدان أن الحاجة لإقامة مؤتمر الناشرين هي لتحليل واقع النشر العربي ودراسة حالة التنمية الثقافية في الوطن العربي التي كانت لها آثار سلبية على المجتمعات العربية، معترفا بأن الناشرين العرب استقبلوا القرن العشرين بإصدارات مكثفة وأعمال جليلة، لافتا إلى أن الإصدارات ركزت على جانب وأهملت جوانب الجميع في أمسَ الحاجة إليها، حيث إن الإصدارات التي أنتجت خلال الفترة السابقة لم تعالج المشكلات في العالم العربي ولم تلامس الهدف المنشود منها، فأصبحت الأمة العربية مشلولة من الناحية الفكرية والثقافية، وتابع" إن الأمم الحية تراجع نفسها بمنطلق فكري لتنمية العقل وتحقيق الإصلاح الثقافي من خلال حركة النشر وتنطلق منها لبناء مجتمع معرفي منفتح على الجميع".

ولفت الحمدان إلى أن إقامة مؤتمر الناشرين محاولة جادة من الناشرين العرب إلى لم صف الشمل العربي من الناحية الفكرية والثقافية، حيث إن العرب بحاجة ماسة إليها، وبالنسبة إلى توقيت إقامة المؤتمر فهو بيان يوضح انه لا يوجد في الوطن العربي أزمة للكتاب ولكن هناك عدم ثقة بين القارئ والكاتب، مضيفا أنه ليس صحيحا أن الكتاب الرقمي كان له تأثير في الكتاب وفي القراء بل العكس أن الكتاب الرقمي كان سندا للكتاب الورقي ولكن السر يكمن في القراءة، مشددا على مراجعة الأنفس وتربية الأبناء.

وأشار في ختام كلمته إلى أن مكان المؤتمر في السعودية التي تعتبر من كبار الدول العربية المقتنية للكتاب، مؤكدا أن نصف إنتاج العالم العربي يسوق فيها، وأن القراءة هي اللبنة الأولى لبناء الحضارات على أسس علمية، خاتما حديثه بشكر وزارة الثقافة والإعلام وكذلك مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات الإسلامية.
وفي ختام المؤتمر سلم الدكتور عبد العزيز خوجة وزير الثقافة والإعلام دروعاً تذكارية للمؤسسات والجهات المشاركة في المؤتمر كما تسلم الوزير درعاً تذكارية من الجهة المنظمة للمؤتمر.

الأكثر قراءة