الأمير نايف: لا يشرفنا وجود سعوديين في الخارج يفجّرون .. ويقتلون الأبرياء

الأمير نايف: لا يشرفنا وجود سعوديين في الخارج يفجّرون .. ويقتلون الأبرياء

أكد الأمير نايف بن عبد العزيز النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الداخلية عدم تشرف المملكة في أن تجد أبناءها في الخارج هم المفجرين والذين يقتلون الأبرياء من رجال ونساء وأطفال ليس لهم ذنب في أي شيء سواء في العراق أو باكستان ولبنان أو أي مكان آخر.
وقال النائب الثاني في مؤتمر صحافي عقب رعايته البارحة الأولى نيابة عن خادم الحرمين الشريفين افتتاح المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري "المفاهيم والتحديات" والذي ينظمه كرسي الأمير نايف لدراسات الأمن الفكري في جامعة الملك سعود في قاعة حمد الجاسر ويستمر لأربعة أيام بمشاركة 30 جهة من داخل المملكة وخارجها:"أصبح مهنتهم التفجير، هذا أمر غير مشرف وذنب كبير، ويجب أن يعرف من يوجههم هذا التوجيه، كيف أساء لهؤلاء عند ربهم وكيف أساء للإسلام وكيف أساء لأبناء هذا الوطن".
وأضاف: هؤلاء أعدادهم قليلة والصلاح للأكثر، داعيا من بقي على قيد الحياة العودة إلى وطنه ودينه، مطالبا بتنزيه الدين الإسلامي عن مثل هؤلاء في أي مجال، مشيرا إلى أن هناك من يتصيد لهذه الأمور وحصلت إساءة للإسلام وجعله وكأنه ليس دينا للإنسانية وليس دينا حاضرا، بينما الحقيقة أن الإنسانية وحقوق الإنسانية وكل الحقوق تنبع من الإسلام.
وانتقد الأمير نايف عدم تفعيل الاتفاقية العربية لمكافحة الإرهاب، وعاد ليذكر أنه في عام 1998 توصلت الدول العربية من وزراء داخلية ووزراء العدل إلى اتفاقية مكافحة الإرهاب قبل أن يظهر الإرهاب في العالم، مشيرا إلى أن العرب سباقون، ولكن هذه الاتفاقية لم تخدم في كل الدول العربية للأسف ولم تنفذ استراتيجيتها التي وضعت فيها لتفعل في جميع المجتمعات العربية، وقال:"أرجو أن يكون التنفيذ قريبا".
وبسؤاله أن الفكر يتأثر بمجموعة من العوامل المحيط به من أمن صحي وأمان معيشي، ومدى ترابطها وتأثيرها على الأمن الفكري، ليجيب الأمير نايف قائلا: "إن المجتمع السعودي يواجه استهدافا في دينه ووطنه وأن المستهدفين له وجدوا من أبناء هذه البلاد من ينفذ أفكارهم الضالة" .
وعن ما سيضيفه هذا الكرسي للمؤتمرات السابقة الرامية إلى الأمن الفكري ومكافحة الإرهاب قال: "هذا الذي نحن بصدده الآن والذي من أجله وجد الكرسي والذي من أجله وجدت هذه الدراسة التي انتهت هذا المساء في إعداد الاستراتيجية الفكرية، هذه هي المطلوبة الآن والمطلوبة منذ سنوات حتى نواجه بها هذا الشذوذ الفكري الذي هو السبب الرئيسي في وجود الإرهاب".
وحول دور الإعلام وأهمية إبراز الجهود السياسية للمملكة والجهود الأمنية لها قال النائب الثاني: "لا أحد يشك في أهمية الإعلام وقدرته على أن يبرز الصحيح ويتغلب على الأخطاء، وكذلك العكس إذا وجد إعلام مضاد قد يعطي صورة وتضليلا على الحقائق".
وبين الأمير نايف أن الجهود المبذولة في هذا الشأن ليست بالمستوى المؤمل منها، وأن هذا ليس على مستوى المملكة لا لمكانتها الدينية والسياسية والجغرافية والاقتصادية والاستراتيجية، داعيا إلى أن تكون كل هذه الأمور على مستوى هذا الواقع.
وقال الأمير نايف بن عبد العزيز: "محليا من الواجب أن يعرف كل مواطن ما هي واجباته تجاه دينه ثم وطنه، ويجب أن يعرف الآخرين سواء كان عربيا أو إسلاميا أو دوليا ما هي هذه البلاد، ونحن الحمد لله ليس لدينا ما نخفيه بل لدينا ما يشرفنا أن نقوله من حقائق لأن هذه البلاد قامت بعون من الله قبل كل شيء على جهود وكاهل أبنائها بقيادة المؤسس - رحمه الله - الملك عبد العزيز ورجاله الذين زاملوه وعلى أبنائه من بعده"، وأكد أن هذا يوجب على الإعلام أن يكون بمستوى الواقع وعلى مستوى الأحداث سواء كان إعلاماً عاما الذي هو إعلام الدولة أو الإعلام الخاص.
وأوضح النائب الثاني أن الإعلام ليس فقط مسؤولية الدولة فقط ولكنها مسؤولية جميع من لديه القدرة سواء من قنوات تلفزيونية أو في صحافة أو نشر، مؤكدا أن عليهم أن يستشعر من هو عندما يقول أنا سعودي، مشيرا إلى أنه يجب أن يعيش هذا الوطن ماضيه وحاضره ومستقبله ولا ينجذب إلى أشياء ليست لها قيمة.
وقال: "الذي يجب أن يجذبنا ويشدنا هي الأمور العلمية في التقنية والعلوم والهندسة والزراعة والطب، أما الثقافات والأفكار فهذه لكل أمةٍ طريقتها وحياتها وليس هناك ما يشدها لهذه الأفكار، نحن الحمد لله بغنى عن هذه، فيما توارثناه من تراثنا الذي نبع من ديننا ثم من وطننا" .
ورفض النائب الثاني أن نجر إلى فكر أو حياة الآخرين، متأملا أن نشاركهم في التقدم الصحيح في المجال العلمي والاقتصادي والمعرفي، أما الثقافة والفكر والحياة "لا". وقال: "نحن نرفضها تماما، فنحن لنا ثوابتنا ولنا أخلاقنا النابعة من عقيدتنا ومن تراثنا نتمسك بها لأن فيها صلاح أمرنا".
وعن الإستراتيجية الأمنية في المملكة قال: "أنا قلت هذه الاستراتيجية لابد أن تفعل ولاشك أن مجال التعليم من أهم المجالات ولكن بالأسلوب الذي يصل إلى الفهم والإدراك وليس بالأسلوب الذي يكون فيه ضغط على المناهج بحيث يعطل وضعها، وهذا يرجع لقدرة المربين والمختصين بالتعليم، ولاشك أن المنهجية لهذه الاستراتيجية هي ستكون شاملة وعامة لأنها ليست لفئة من الناس ولكنها للجميع وستكون الخطة والتفعيل والعمل مماثلا ومواكبا لمستوى هذه الاستراتيجية.
وأشاد النائب الثاني بإنجازات مركز الأمير محمد بن نايف للرعاية والمناصحة، مبرزا ما أعطاه من نتائج جيدة ولايزال يعطيها، مؤكدا أنه سيتطور إلى الأفضل.
من جانبه، نوه الدكتور عبد الله العثمان مدير جامعة الملك سعود في كلمة ألقاها بأهمية هذا المؤتمر كونه يناقش قضية مهمة وطرح حلول لمعالجتها تمهيدا لطريق نهضة المجتمع ونموه. وقال: "لا يمكن الصعود على سلم الحضارة والبناء إلا بفكر سليم وعمل جاد وولاء صادق للدين ثم للوطن والقيادة".
وأعلن مدير جامعة الملك سعود عن مبادرة بالتعاون مع وزارة الداخلية بالمشاركة في رعاية أسر شهداء الواجب عبر تقديم حزمة من الخدمات، مشيرا إلى أن تلك الخدمات تتمثل في إتاحة فرصة القبول المباشر لأبنائهم وبناتهم في الجامعة وتخصيصهم وفقا لمعدلاتهم وتقديم خدمة الرعاية الصحية لهم ولزوجات الشهداء في المستشفيات الجامعية وتوفير برامج تدريبية لزوجات الشهداء، فضلا عن منح ميدالية الجامعة لشهداء الواجب وتخليد ذكراهم في لوحة شرف خاصة بهم داخل الجامعة.
واستأذن العثمان بإطلاق اسم أمير الحكمة على الأمير نايف بن عبد العزيز. وقال: "إن الجامعة يحتم عليها في هذه المناسبة التاريخية أن تستأذنكم لكي تطلق على شخصيتكم السامية المتميزة وصف "أمير الحكمة" نظير جهودكم الوطنية والإقليمية والدولية ورؤاكم الثاقبة المتزنة على صعيد الأمن والمعرفة والخير والعطاء.
من جانبه، بين الدكتور خالد الدريس المشرف على كرسي الأمير نايف للأمن الفكري، أن الأمنَ الفكري هو مشروعٌ نهضويٌ عملاقٌ لتجديدِ الفكرِ وإعادةِ تقويمه ليكون مؤهلاً للبناءِ الحضاري الفاعل وهو وقايةٌ لا وصايةٌ، ووقايةٌ ذكيةٌ بنَّاءةٌ وفاعلةًٌ لا وصايةً على العقولِ وقمعِها والحجر عليها.
من جهة أخرى ركز أعمال أول أيام جلسات المؤتمر الوطني الأول للأمن الفكري،على ضرورة إيجاد مفهوم للأمن الفكري برؤية إسلامية عالمية، إلى جانب المعالجة الفكرية والثقافية لمفهوم "الأمن الفكري".
وقد ترأس الجلسة الأولى الدكتور محمد العقلا مدير الجامعة الإسلامية في المدينة المنورة بعنوان "الأمن الفكري المفاهيم والتحديات"، وقد بدأت الجلسة بورقة للدكتور عبد الرحمن اللويحق الأستاذ المشارك في كلية الشريعة في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية بعنوان "بناء المفاهيم ودراستها في ضوء المنهج العلمي - مفهوم الأمن الفكري أنموذجاً" وقد تناولت ورقته أهمية المفاهيم ودورها في الصراع الحضاري. وقال:"يعد المفهوم أساساً في المعرفة، فهو قاعدتها الرئيسة التي تبنى عليها،ومفتاح القول في دراسة كل باب من أبواب المعرفة، عن طريقه يعلم الباب، وتفهم مبادئه، وموضوعاته،وتحد حدوده وتقسيماته".
كما قدم الباحث عددا من التوصيات منها أن يتبنى كرسي الأمير نايف للأمن الفكري مشروعا لبناء المفاهيم في ضوء الإسلام، والقيام بمزيد من العمل العلمي الذي يضع التفاصيل، ويبين العناصر الشاملة لهذا المفهوم، ويبين تكامل هذه العناصر، والمستويات داخله، والصلات بين هذا المفهوم والمفاهيم ذات الصلة.
عقب ذلك ألقى الدكتور إبراهيم الفقي أستاذ الجغرافيا السياسية المساعد في معهد الدراسات الدبلوماسية ورقة بعنوان "الأمن الفكري المفهوم، التطورات الإشكاليات"، أشار فيها إلى أن الأمن الفكري هو مفهوم أو تصور فردي أو جماعي يتضمن أفكارا وقيم تصون الإنسان أو المجتمع من عوامل الانحراف وتمنحه أفكارا تعمل على توافير أسباب الطمأنينة والسعادة وتحميه من عوامل الخوف والإرهاب ومنعه من الجنوح نحو الجريمة والعنف.
وشرح الباحث في ورقته العوامل المؤثرة في ضعف الأمن الفكري منها الأخطار الخارجية والمتمثلة في الهجوم الشرس على الإسلام والصراعات الفكرية والأخطار الداخلية منها الأخطار النفسية.
وقدم الباحث عددا من التوصيات منها: تحديد المخاطر الأمنية الفكرية ومنع الفوضى الفكرية الناجمة عن الإفتاء بغير علم، تقوية وسائل الحوار بين أفراد المجتمع ونشر ثقافته، منع الفضائيات المشبوهة وما تبثه من أفكار ضالة ومنحرفة، محاربة المواقع الخليعة في الشبكات العنكبوتية.
عقب ذلك ألقت إيمان عزمي محاضرة في كلية الدراسات التطبيقية وخدمة المجتمع في جامعة الملك سعود ورقة بعنوان "مفهوم الأمن الفكري بين المحددات العلمية والإشكالات المنهجية المعاصرة"، أوضحت فيها أن قضية الأمن الفكري لها ثلاث محددات هي المحددات العقلية والنفسية والشخصية والأخيرة هي جمع المحددين الأولين.
عقب ذلك ألقت الدكتورة هيا آل الشيخ أستاذة العقيدة المشارك قسم الثقافة الإسلامية بكلية التربية جامعة الملك سعود ورقة بعنوان "مكونات مفهوم الأمن الفكري وأصوله" وركزت الباحثة في ورقتها على الانحراف والتطرف الفكري وآثاره السلبية على مفهوم الأمن الفكري، والكليات الخمس الدين، النفس، العقل، المال، العرض، في الإسلام ومفهوم الأمن الفكري، ووجود الحاكم ضروري لحفظ الأمن.
وأشارت في ورقتها إلى أن أنواع التطرف الفكري يتمثل في الغلو في التدين لإثبات الذات،انتقاد سياسة ولاة الأمر والدولة أمام الناس وعبر وسائل الإعلام وعلى المنابر من غير مبالاة.
عقب ذلك ألقى الدكتور إبراهيم شوقار من الجامعة الإسلامية في ماليزيا ورقة بعنوان "الأمن الفكري وأسسه في السنة النبوية" بين فيها أنه في ظل المتغيرات الدولية المعاصرة والعولمة الثقافية والانتقال الحر للأفكار والإيديولوجيات والمعتقدات والثقافات فإن موضوع الأمن الفكري يكتسب أهمية خاصة. وقال: "تبرز هذه الأهمية بصورة عامة من حيث إن الأمن الفكري هو أساس الأمن النفسي والأمن الاجتماعي للأمة، وهو الجدار الذي تتحطم، عنده سهام الاختراق الثقافي والاستلاب الحضاري فيمنع بذلك الاضطراب في الفكر والخلل في العمل، فالأمن الفكري هذا المنظور هو البعد الاستراتيجي للأمن الوطني، وهو الحصن الذي يلوذ به أبناء الأمة في وجه حملات الغزو الفكري، كما هو تحصين لهم ضد كل أنواع الميل عن الوسطية والاعتدال، بالإفراط أو التفريط، إلى التطرف في الفكر والعمل".
وفي الجلسة الثانية، والتي رأسها الدكتور بندر العيبان رئيس هيئة حقوق الإنسان والتي تحمل عنوان "الأمن الفكري:المعالجات الفكرية والثقافية".
ألقى الدكتور سعيد صيني ورقة بعنوان "الأمن الفكري وأنظمة الدولة" والتي وقف فيها عن كثب على حقيقة الأمن الفكري والعوامل التي تؤثر فيه،والتعرف على طبيعة التشريعات والأنظمة واللوائح،والوقوف على العلاقة بين الأمن الفكري والأنظمة.
وأشار إلى أن مصدر الأمن الفكري هنا ليس الفرد وما يختلج في ذهنه ويعبر عنه، ولكن الجهات ذات السلطة في المجتمع الذي يعيش فيه الفرد. فهي التي تحدد درجة حرية التعبير المسموح بها، بما تضعه من الأنظمة، واللوائح، وبالطريقة التي تطبق بها هذه الأنظمة واللوائح.
وأوصى الباحث بتوعية موظفي الدولة بأنهم إنما يتسلمون مرتباتهم من الميزانية العامة، التي هي حق لكل مواطن، لقاء خدمتهم ومساعداتهم في الحصول على حقوقهم وفي تيسير مصالحهم.
عقب ذلك ألقى الدكتور عبد العزيز الصاعدي ورقة بعنوان "دور الحرية في حماية الفكر والتفكير وتعزيز التحصين الذاتي في الأمن الفكري" أكد فيها على أنه يجب إدراك أهمية الحريات العامة باعتبارها ضرورة نفسية ملحة للفرد والمجتمع، وأرضية صلبة لبث الفكر وتوجيهه وتنميته وتصويبه.

الأكثر قراءة