السكن أمن وأمان

[email protected]

الفصل الأول:
هل جدة مثال للعشوائيات؟ هل جميع مدن المملكة مليئة بالعشوائيات ؟ هل الخطر القادم أمنياً واجتماعيا قادم من العشوائيات؟ كيف يكون الحل؟ تتوزع مهام واختصاصات قطاع الإسكان حالياً في المملكة على عدد من الأجهزة الحكومية ومازالت الدراسات جارية لإيجاد جهاز مركزي يتولى جميع الأنشطة الإسكانية وتنسيق الأدوار فيما بينها، وهو حرص على توفير ما يراد توفيره من أعداد المساكن بما يتناسب مع احتياجات المجتمع. هل تعلم أخي القارئ أن المساكن الشعبية التي يسكنها مواطنون سعوديون وغيرهم بلغ إجماليها 1,114,456 مسكنا وعدد الأسر 1,117,472 أسرة، وعدد الأفراد القاطنين في تلك المدن يقدر بـ 6,557,057 فرداً ؟؟ هذا مؤشر إحصائي ذو أهمية، وهل تعلم أن إجمالي عدد العجز في المملكة من الوحدات الصغيرة والكبيرة 906,289 وحدة سكنية ، وربما أن هذا العجز بسبب تراكمات تاريخية من عدم المبادرة لحل هذه المشكلة !. ماذا لو استطعنا أن ننظر إلى الأمر بإيجابية؟ ونقول إن العجز هو 45 ألف وحدة سكنية وذلك بإسناد معالجة العجز بالتساوي على كل سنة من السنوات العشرين. وتعلم أن الاحتياجات الإسكانية المرتبطة بسد العجز الإسكاني للفترة (2005م إلى 2024م) إجمالي 906,279 وحدة، وأن النمو السكاني لغير السعوديين 25 في المائة؟ إن الأرقام التي توضح أن الأحياء العشوائية والمساكن الشعبية في معظم مدن المملكة وليس فقط في مدينة جدة، وأن جدة من المدن التي يعمل رجالها على طرح المبادرة والدراسة على حلول العشوائيات والصبر واجب علينا جميعاً على أن يبدأ التنفيذ في تطوير المناطق العشوائية، ولكن هل الحالة الأمنية والاجتماعية تستطيعان الصبر؟
وهل تعلم أن التكلفة التقريبية لبناء العجز من الوحدات السكنية (75م2 لكل وحدة) هو مبلغ 54,376,740 مليار ريال ، ماذا لو أننا ركزّنا على نمو الناتج الاقتصادي المحلي من خلال رفع شعار مسكن لكل مواطن ؟ الجواب هو دورة اقتصادية إيجابية ومؤشر اقتصادي مبني على الذات مع أمن للدولة واستقرار وولاء وقوة داخلية إيجابية وشأن عال للسنوات الـ 20 المقبلة، والله وكيلك يا صابر.

الفصل الثاني:
فكر قبل أن تتصرف، فالصبر أولى الخطوات تجاه الفهم والسكينة، والصبر وهو عادة أو حقيقة وهو القدرة على التمهل وهو عدم كون المرء متعجلاً أو طائشاً، والصبر أمل وثقة في هدوء، وتوقع أن تسير الأمور على ما يرام، والصبر يتمثل في أن يكون المرء هادئاً متسامحاً في وقت الشدة. وللصبر كلمات ذات صلة بالفضائل وهي ضبط النفس والطمأنينة والقوى الداخلية، وللصبر كلمات ذات صلة بالرذائل وهي نفاد الصبر، الاستثارة، وعدم التسامح. كل يوم هو إختبار للصبر، يحمل لنا كل يوم بعض المشقّة، حاجة سواء كانت صغيرة أم كبيرة تجبرنا على الصبر. والصبر ليس إلا جزء من المعدات التي نحتاج إليها إذا أردنا أن نتكيف مع هذه الحياة. فنحن جميعا مرضى علّة اسمها "نفاد الصبر" وهناك أمران مؤثرات في معاناة الناس مع الصبر، أولهما مكوننا الوراثي، فبعضنا قد توارث صفات تجعله هادئا رابط الجأش وعنده الصبر صفة طبيعية، والبعض الآخر تربى في وسط لا يعرف شيئاً عن الصبر بل هو ذو إيقاع متعجّل وسريع الغضب ومتوتر الأعصاب فإن كنت تعيش في ظل هذا المجتمع فإن التحلي بالصبر قد يكون أصعب، إلا أنه ممكن! فإن أعظم التحديات التي نعيشها هي هذا المجتمع المتقدم الذي يعيش في ظل إيقاعه المتسارع، فنحن أسرى لرسائل متتالية منه لا تخرج في رأيي عن هذه الكلمات والعبارات: سريع، متعجل، شديد السرعة، فوري، الآن، سلس، على الفور، في جزء من الثانية، سرعة خيالية، مفاجئ، في طرفة عين، متسارع، مُلح، في غمضة عين، دون تأخير، في دقيقة، إلا أن الأمر لا يتوقف على تلك الرسائل المبرمجة في الحياة اليومية في المجتمع بل يمتد إلى خبراتنا الحياتية كذلك، فكل ما تقوم به في المنزل هو أن نشغّل التلفزيون ونتنقّل بين قنواته ونسخن طعامنا ونجفف ملابسنا ونغسل أطباقنا أو نتصل بالهاتف، كل هذا بمجرد ضغطة زر، وفي العمل نجد كل التشجيع لمن هو قادر على القيام بعدة مهام في وقت واحد، بل في الرياضة نجد أن الكل يبحث عن خطط لتسريع إيقاع اللعبة، وحتى في الخطب الدينية أصبح الخطيب يراعي ألا تطول مدة الخطبة حتى لا يمل الناس، ويخرجون من الخطبة تجدهم يهرعون إلى مطعم يقدم الوجبات السريعة، فماذا تفعل إذا كنت متصفاً بفروغ الصبر، ولا تحتمل الانتظار في الطابور، وتعمل في ظروف عمل متوترة، وتستقل المواصلات كل يوم، ولديك أولاد في المنزل؟ لذا عليك أن تتعلم أن تكون أكثر صبرا. فالصبر فضيلة، ومن الممكن اكتسابه، ويمكن تعلّم الصبر ويتيح لنا الصبر الجميل أن نتقبّل طباعاً عن البشرية بكل مساوئها. تعلّم فن الصبر، سيطر على أفكارك حينما تكون قلقة، ففروغ الصبر أساس القلق، والخوف، والتردد، والفشل. نظرة عقلانية للأمور هو ما يؤدي في النهاية إلى النجاح. يبدأ تعلم الصبر بالإحساس بالحاجة إليه، وهو يتطلب رغبة وحافزا قويّين، الصبر صعب، ولا سيما في بدايته، ويحتاج إلى كثير جداً من المران ويصبح الصبر سهلاً بمجرد أن يصير عادة ويثري كل جوانب الحياة. ولكن هناك من المواقف في الحياة ما يصير الصبر معها عاملاً سلبياً فلا يمكن مثلاً أن تصبر على جريمة أو وحشية أو ما يسلبنا حقوقنا.
ومين لابنك غيرك؟؟ . ابن وأعمر أرض بلادك. بكرة الخير لك ولأولادك.. الفتى ابن المواطن.

المزيد من مقالات الرأي