المصدّق والمجادل من التربية

[email protected]

الفصل الأول:
أعلن خادم الحرمين الشريفين حتى الآن عن أربع مدن اقتصادية في رابغ وحائل والمدينة وجازان. وهناك مدينتان سيعلن عنهما مستقبلا إحداهما في شمال المملكة والأخرى في الشرق حسب خطة الهيئة العامة للاستثمار.
وكان التشكيك والتساؤلات حول كيفية نجاح هذه المدن الضخمة وهل يمكن أن يستوعبها اقتصادنا؟ ولماذا تخرج فجاءة وبسرعة؟
وبالتالي فإن الموافقة على خطة إنشاء المدن المتخصصة في مناطق المملكة وشكر الهيئة العامة للاستثمار التي نجحت ( نظرا لعلاقاتها القوية بكبرى الشركات في الداخل والخارج ) في جذب شركات عملاقة لتطوير المدن وقيام تلك الشركات بالصرف الكامل على بناء وتشغيل المدن دون أن تتحمل الميزانية ريالا واحدا.
ولحاجة الاقتصاد السعودي (العملاق) إلى مشاريع ضخمة تستقطب السيولة العالية في السوق من ناحية وتخلق الفرص الوظيفة للسعوديين وتقوم بتنمية المناطق التي لم تنل حظها من التنمية كما أكد ثقة الملك العادل والصالح "والذي يتابع شخصيا مشاريع المدن وقد زار عدة مرات مدينة الملك عبد الله الاقتصادية، عدة زيارات خاصة للاطمئنان على سير المشروع قبل أن يوافق على الإعلان عن مدن أخرى"
وأقول للمتشكك أولا هل يمكن لتلك الشركات وهي من أنجح الشركات محليا وإقليميا وعالميا أن تغامر بضخ مليارات لتأسيس هذه المدن وشراء أراض بمساحات ضخمة (وليست منحة من الدولة !) وتحمل جميع التكاليف ما لم يتأكد لهم أنها مشاريع مربحة.
الطريف أن بعض (رجال وسيدات الأعمال) السعوديين ممن لم يستفيدوا من مشاريع المدن الاقتصادية يراهنون على فشلها ويصفونها بالفقاعات الإعلامية وهم أساسا لا يعرفون المنطق والفكرة التي تقوم عليها هذه المدن ومقومات نجاحها. بينما تدخل في مشاريع المدن الشركة الماليزية العالمية العملاقة (إم إم سي) التي يشرف عليها مهاتير محمد باني نهضة ماليزيا الحديثة (الشركة الماليزية هي المطور الرئيسي لجازان) وشركة إعمار الإماراتية التي يشرف عليها محمد بن راشد باني نهضة دبي الحديثة. لا يمكن لي أن أصدق أن فئة من رجال وسيدات الأعمال المغمورين الذين كل أعمالهم تصيد المناقصات الحكومية أو العقار دون إنتاج أو كاتب لم يدرس في حياته مادة واحدة في الاقتصاد أن يكونوا أكثر فهما ورؤية للمستقبل من مهاتير محمد أو محمد بن راشد اللذين نجحا لسبب بسيط هو أنهما لا يشكان في كل شيء جديد ولا يسيطر عليهما حس المؤامرة كما فعل بعض من رجال وسيدات الأعمال السعوديين (الذين لم يستوعبوا صدمة المدن الاقتصادية العملاقة التي كان خلفها عمل جبار وجريء) وليتهم بدل التذمر الدائم يقومون بالترحيب بالشركات العملاقة التي قررت الاستثمار في المملكة أو على الأقل تركها تعمل دون شكوك واتهامات لا مبرر لها.

الفصل الثاني:
إن الحياة العائلية هي أكثر العوامل تشكيلاً لشخصية المرء، وهي التي تصنعها . يقول بعض الحكماء (إن البيت هو المنظار الذي نلقي من خلاله نظرة على الزواج وكافة الواجبات المدنية، إنه العيادة التي تخلق الانطباعات، بواسطة الحوار والسلوك، وفيما يتعلق بالاعتدال والتوقير، وهو المدرسة التي نتعلم فيها دروس الحقيقة أو الكذب أو الصدق أو الخداع وهو القالب الذي يحدد في نهاية المطاف بنية للمجتمع).
ويا أخي ويا أختي، وأيها المواطن حياتك العائلية لا تساعدك فحسب على تشكيل شخصية أي من الأطفال الذين يعيشون في البيت بل تتواصل وتشكل شخصيتك كراشد، فشخصيتك تزيد على كونها مجموعة من الاختيارات التي وصلت إليها والعادات التي اكتسبتها في كل يوم.
وطالما أن عائلتك تخلق بيئتك الأولية فهي تؤثر في هذه الاختيارات والعادات ، والعائلات ذات الأواصر القوية والعلاقات السليمة تشجع أفرادها على الوصول إلى الاختيارات البناءة، وتطوير قواعد انضباطية إيجابية ، والتضحية اليوم من أجل تحقيق النجاح في المستقبل.
أخيرا إذا أردت أن تنمي نفسك يجب أن تتعرف عليها، ويجب أن تتعرف على نقاط ضعفك وقوتك، ويجب أن تكون قادرا على أن تكون نفسك لا غيرك وأن تنظر إلى نفسك بصورة واقعية وتحيط علما بالمواطن التي يجب تغيرها فيك.
ومين لابنك غيرك؟.. ابن وعمر أرض بلادك.. بكرة الخير لك ولأولادك.. الفتى ابن المواطن.

المزيد من مقالات الرأي