جمعية منتجي البطاطس

ارتبطت الزراعة بالإنسان منذ أوجده الله سبحانه وتعالى على وجه البسيطة، وتولدت لديه خبرات في كيفية الزراعة والحصاد رغم تواضعها نتيجة تجاربه بالمحاولة والخطأ وملاحظته للبيئة من حوله، وفي هذه البلاد بدأت الزراعة منذ القدم وكان الهدف الرئيسي لها تأمين الاحتياجات من الغذاء والكساء، والإيواء، وكان هذا النشاط يعتمد في عملياته الزراعية على الطرق البدائية في الري والحراثة والحصاد باستخدام الحيوانات التي كانت عاملاً مساعداً في تلك العمليات، وكانت وسائط النقل لنقل المنتجات الزراعية للأسواق، وكانت العامل المساعد في التجهيز فيما بعد الحصاد، واستخدمت الطرق البدائية في حفظ مخرجات نشاط الزراعة مثل تجفيف اللحوم والتمور والفواكه الأخرى وكذلك مشتقات الألبان وكل ذلك في ظل محدودية المعلومة، والتقنية، وتبادل الخبرات بين الثقافات المختلفة. وفي الأمس كان المزارع يدفع ثمن فاتورة احتياجاته ومستلزماته اليومية له ولأفراد أسرته بجزء من منتجاته يتم دفعها بعد جني المحصول. وكان النشاط الزراعي يتسم بالبساطة في مفاهيمه الإنتاجية والتسويقية. وأدركت الدولة أهمية التقنية، وتبادل الخبرات للتوسع في الزراعة، وكانت هناك محاولة جادة لاستخدام التقنية بدأت عام 1927م تمثلت في إصدار أمر ملكي بإعفاء الآلات والمكائن الزراعية من الرسوم الجمركية الغرض منه تشجيع استخدام التقنية، ومع التغير الاقتصادي في المملكة خلال العقود الثلاثة الماضية حقق القطاع الزراعي تطورات إيجابية من خلال تنويع القاعدة الإنتاجية بزيادة الإنتاج الزراعي المحلي وتحسين الكفاءة الاقتصادية والتسويقية وتم إبرام الاتفاقيات في المجال الزراعي بشقيه النباتي والحيواني للتوسع في استخدام التقنية التي أسهمت بدورها في رفع كفاءة الإنتاج والتوسع في إنتاج بعض المحاصيل وفي مقدمة تلك المحاصيل البطاطس. ومع تلك التغيرات اختلفت الأهداف للنشاط الزراعي وتحول من قطاع تقليدي سمته البدائية إلى قطاع استثماري سمته التطور والتكيف مع المتغيرات المحيطة وشجع ذلك القطاع الخاص على الدخول والاستثمار باستخدام التقانات الحديثة، وقد تحولت المزارع في المملكة من مزارع صغيرة تقليدية إلى مزارع ومشروعات استثمارية تستخدم التقنية بأوجهها المختلفة. وصاحب هذه النقلة تعقيدات متشابكة وتغير في المفاهيم الإنتاجية والتسويقية تتطلب مواجهتها بالتكتل وتحسين جودة المنتج ومتابعة كل ما هو جديد في سوق مدخلات ومخرجات هذا القطاع، ونتج عنه زيادة المعروض من المنتجات الزراعية وعلى وجه الخصوص البطاطس، حيث بلغت الكمية المنتجة منه عام 2005م أكثر من 440 ألف طن وتحقق فائض من هذا المنتج وبلغت نسبة الاكتفاء الذاتي منه 120في المائة، إلا أن ما يطمئن إدراك المنتجين لهذا المحصول بأهمية التكتل للتغلب على أي مشكلات سواء إنتاجية أو تسويقية وتمثل ذلك بتبني تأسيس جمعيات متخصصة تحظى بالدعم من المسؤولين ونأمل أن تبدأ خطواتها بالقناعة وعدم المجاملات والاستفادة من كل مقومات النجاح لترى النور مدعمة بخبرات الآخرين داخل المملكة وخارجها لكيلا نترحم لاحقا على جمعية منتجي البطاطس مثل بعض التكتلات التي بدأت ضعيفة واستمرت تصارع لتجد لها موطئ قدم مع منافسيها في شراء وبيع مستلزمات الإنتاج والتسويق وتقديم الخدمات المختلفة.

[email protected]

المزيد من مقالات الرأي