من مهارات التعامل السامي مع الوالدين 4

[email protected]

كيف تجلُّ والديك:
دخل شاب على أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز رحمه الله وهو يمشي بين يدي أبيه.
فقال له عمر: ارجع عن ذلك... لا تمشِ بين يدي سيدك.
إن هذا الأدب الذي وجه إليه أميرالمؤمنين عمر مما يفتقده عدد من الشباب والفتيات مع والديهم.
فهذا في مجال المشي... يكون إجلال الوالدين بتقديمهما والتراجع وراءهما.
وهكذا المجالات الأخرى في الجلوس والحديث والطعام وغيرها، ينبغي على الولد أن يعد نفسه بمثابة الخادم لوالديه فلا يقدم على أي تصرف إلا وقد أدرك أنه بين يدي سيده.
وفي هذا روى البخاري في الأدب المفرد أن أبا هريرة أبصر رجلين، فقال لأحدهما: ما هذا منك ؟ فقال: أبي ! فقال: لا تسمِّه باسمه، ولا تمش أمامه، ولا تجلس قبله.
هل تعرف ما يعجب أمك؟
قالت حفصة بنت سيرين: كانت والدة محمد بن سيرين حجازية، وكان يعجبها الصبغ، وكان محمد إذا اشترى لها ثوباً اشترى ألين ما يجد، فإذا كان عيدٌ صبغ لها ثياباً.
إن هذه القصة أسوة لما ينبغي أن يكون عليه الأولاد في تطييب خواطر الوالدين ومعرفة ما يرتاحون له ويحبونه من الأطعمة والأشربة واللباس والألوان والهدايا وغيرها.
وثمرة ذلك أن يقدم لهم ما يحبونه وما يسرهم. وهذا من مقتضى الإحسان والبر بالوالدين الذي أكدته نصوص الوحيين.
كيف ترفع درجة والديك في الجنة؟
روى أبو هريرة رضي الله عنه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الرجل لترفع درجته في الجنة فيقول: أنَّى لي هذا؟ فيقال: باستغفار ولدك لك" رواه أحمد وابن ماجة وحسنه الألباني.
إن هذا الخبر النبوي الصحيح ليحمل كل محب لوالديه أن يجعل لهما نصيباً كبيراً من دعواته واستغفاره لهما.
وعند تتبع معالم البر بالوالدين يظهر من أبرزها: الدعاء لهما.
كما قال الله تعالى: (وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً) [الإسراء:24].
وكما كان عليه الأنبياء والصالحون.

الأكثر قراءة

المزيد من مقالات الرأي