مستقبل إدارة المدن

[email protected]

الفصل الأول
ما المرصد الحضري؟ وما أهميته؟ وكيف يتم التوصل إلى تطبيقه على أرض الواقع ؟ وما الفائدة منه للأجيال القادمة؟ وكيف نستطيع أن نخدم ذلك التوجه من الدولة ؟ وماذا يستطيع المواطن أن يفعل كي يعود عليه بالفائدة؟ تتمثل فكرة المرصد الحضري في تأسيس وإنشاء وحدة أو مركز معلومات مهمته جمع وتجهيز وتصنيف وتحليل ومعالجة البيانات في شتى المجالات: البيئية، الاقتصادية، العمرانية، الاجتماعية، العمرانية، و الإدارية وربطها سويا وتحديثها بصفة دورية وربط هذه البيانات بالواقع التخطيطي والجغرافي واستخراج المؤشرات العمرانية القابلة للقياس والتي ترصد كافة المتغيرات العمرانية والبيئية والاجتماعية والاقتصادية بالمحافظة والتي تترجم الوضع الراهن للمدن بأصدق صورة وأفضل معلومات سواء كانت إيجابية أو سلبية ومدى تحقيق أهداف الخطط والبرامج الموضوعة واستشعار المخاطر الكامنة لتفادي ما هو ممكن، وبالإمكان الاستفادة منها ومن نتائجها في وضع خطط التطوير وتقويم سياسات الاستراتيجية العمرانية للمحافظة ولدعم اتخاذ القرارات التنموية السليمة. يهدف المرصد إلى بناء القدرات لتوفير البيانات المطلوبة لتحقيق الاستدامة ونشرها لمساعدة صناع القرار على توجيه سياسات التنمية من خلال جمع وإدارة وتحليل وتطبيق المؤشرات العمرانية وتحديد وتبني السياسات والخطط والممارسات العمرانية الفعالة مع تقويم تأثير هذه السياسات والخطط. ويتم ذلك من خلال بناء نظام معلومات مناسب لتحليل المؤشرات الحضرية التي يجب أن تشمل الحد الأدنى من البيانات في المجالات الأساسية للتنمية الحضرية لتحديد الوضع الراهن وبالتالي إعداد الاستراتيجيات والخطط والبرامج المناسبة ومن ثم رصد آلية عمل لمتابعة ورصد النتائج وتقييمها لضمان الاستدامة على جميع المستويات الحضرية للمدن والمراكز. ويتكون المرصد الحضري من جزأين أساسيين، الأول: مركز للمعلومات الجغرافية: وهو من الأنظمة الحديثة لتقنية المعلومات والتي تستخدم في معظم المجالات العمرانية والتخطيطية وغيرها والتي تتيح ربط الواقع التخطيطي والجغرافي بقاعدة بيانات ومعلومات موحدة بهدف خدمة جمهور عريض من المواطنين والإداريين وذوي الشأن وصناع القرار ولتكون بمثابة أحد المراجع بل المعالم المهمة للمحافظة وهذه البيانات تكون شاملة جميع المجالات الجغرافية والعمرانية والسكانية والاقتصادية والتعليمية والثقافية والصحية والإدارية والترفيهية وغيرها. الجزء الثاني هو مركز للمؤشرات الحضرية، والمؤشرات الحضرية عبارة عن مقاييس واقعية مبنية على دراسات وتحليلات دقيقة للبيانات والمعلومات لتعطي الإشارة عن وجود ظاهرة أو مشكلة معينة تمهيدا لاتخاذ القرار المناسب لتفادي حدوثها أو الحد منها. وبالرجوع إلى أنشطة قسم التنمية المستدامة في الأمم المتحدة نجد أن الأمم المتحدة قد حددت أنواع المؤشرات الحضارية وهي الاجتماعية والاقتصادية والبيئية والمؤسساتية وتزيد جملة هذه المؤشرات على 130 مؤشرا. ومن جدوى استخدام نظام المركز الحضري على سبيل العد لا الحصر: السرعة العالية والدقة الشديدة في الحصول على المعلومات المطلوبة، وسهولة تحليل المشكلات والوصول السريع إلى أسبابها بطريقة علمية ودقيقة، ومعرفة الظواهر الحضرية للمدينة في وضعها الراهن ونمط نموها واتجاهاتها وتقييمها، وسهولة الحصول وإنتاج الخرائط الرقمية الحديثة بدقة عالية وبمقاييس مختلفة، وقراءة التغيرات السريعة للمدينة وتحديد أفضل الأساليب للتعامل معها، ومقارنة المدن والقرى والمحافظات وأوضاعها الحضرية خلال فترة محددة، وتحديد معايير كمية ونوعية لقياس تحقيق أهداف التخطيط، وإمكان تحديد مواطن الضعف والقوة للمحافظة، تشجيع الاستثمار وتسهيل الحصول على المعلومة البحثية ودقة دراسات الجدوى ومعرفة اتجاهات الاستثمار والمستثمرين، المحافظة على استمرار واستدامة التنمية، مواكبة النمو في ظل التوجيهات والتنبؤ بالاتجاهات المستقبلية له، إبراز المشكلات وحجمها وإعطاء معلومات للإنذار المبكر، اختيار البدائل والأولويات للحلول، متابعة النمو السكاني والاجتماعي والعمالة والبطالة وتوزيع الخدمات العامة والبلدية، إمكانية التنسيق مع الجهات الحكومية المختلفة بالمحافظة بهدف إمدادها بالخرائط والمعلومات الحديثة المطلوبة (الإمارة، الشرطة، الدفاع المدني، الوزارات المختلفة، ..) … هذا هو مستقبل إدارة المدن … رؤية وهدف وقراءة.

الفصل الثاني
لأنك قد عملت بجد، فلربما تكون قد وصلت إلى مستوى معين من المسؤولية القيادية والتي أكسبتك القدرة على مواكبة التغيير والتعامل مع التعقيدات والتفكير بشكل استراتيجي وتجميع وتنظيم فرق العمل المتميزة والقدرة على تحليل المشكلات وتوقع الاتجاهات الجديدة ووضع وإرساء التوجيهات والخطط والميزانيات وإتقان عملية حل المشكلات، ولقد عملت بجد لكي تصل إلى ما أنت عليه في الحياة. ولقد درست وعملت وبذلت جهداً إضافياً وتحملت أعباء ومسؤوليات إضافية وأكملت تعليمك وقمت بشد همتك وطورت حكماً سليماً على أمور وحافظت على نزاهتك ورفعت من طاقتك الإيجابية ووضعت على كتفيك عباءة النجاح ووصلت إلى العبقرية والقدرة على الاضطلاع بالمهام المتعددة في عملك. وحتى الآن، وبالرغم من كل هذا الجهد إلا أنك لم تبلغ النجاح الساحق ولم تصل إلى مستوى المسؤولية أو تحقيق التأثير الذي تريد أن تحدثه أي أنك لم تصل بعد إلى ما تطمح إليه، وأنت تشعر بالحيرة، ماذا يمكن أن تفعله أكثر من ذلك ؟ بعد أن فعلت كل ما تقدر عليه ؟ وإذا كنت بجد تطمح إلى الوصول إلى المستويات العليا من النجاح فأمامك المزيد من العمل لتقوم به. ألا وهو المهارة القيادية … إن المهارة القيادية لا تعني أن ترفع نفسك بأنانية فوق سلم القيادة، إنها ليست شهرة بدون قيادة، وليست أسلوبا بلا محتوى ، وليست نجاحاً بلا شخصية كما أنها ليست مزيجاً مغرياًَ وامضاُ من الكهانة والتظاهر. إن المهارة القيادية ليست سحراً، إنها قدرة يمكن تعلمها واكتسابها. إن المهارة القيادية تعني القدرة على الحصول على استجابات فعّالة من الآخرين عن طريق استخدام تصرفات واعية كبيرة من أجل إنجاز الأعمال المفيدة، إن المهارة القيادية هي بالفعل شيء ملموس مثل المهارات الشخصية كالتألق، إبهار الآخرين، كيمياء التواصل الحمض النووي، الكفاءة الاجتماعية، الطاقة العاطفية، أساليب السلوك الملائمة، أو الكفاءة وبالإضافة إلى امتلاك المهارة القيادية في داخلك فإنك بحاجة إلى إظهارها إلى من حولك أيضاً ، وأن تتصف بأنك شخص جدير بالذكر، مبهر، موضع تصديق، كيّس، سليم القلب ، أصيل، جدير بالثقة، شجاع، مثابر،هادئ، بارد المشاعر، واثق، قدير، مريح في التعامل، وبالطبع صاحب شخصية أخاذة ، وسبب ذلك هو أنني وأنت نشأنا وتربينا على العمل باجتهاد، وكون المرء ذكياً وأميناً وذا مبادئ هو كل ما يلزمك كي تتقدم في عملك . لكن ما تعلمته من واقع الخبرة يخبرني بأن العمل المجتهد على الرغم من كونه ضرورياً بشكل لا يمكن إنكاره إلا أنه ليس كافياًَ للوصول بك إلى النجاح المنقطع النظير، إن من السهل على الإنسان اكتساب المعلومات المادية فكل ما تحتاج إليه هو أن تكون ذكياً بما يكفي أما الشيء الأصعب فهو ذلك العامل الخفي غير الملموس والذي يصعب إدراكه، وكما أنك دائما تعمل على تحسين مستواك على نطاق المضمون والمحتوى فإن عليك تحسين مهاراتك القيادية أيضاً، إن المهارات القيادية تجعلك توصف بأنك شخص حساس، راجح العقل، متأمل ومستجيب، نافذ البصيرة، ملهم، مفكّر، عفوي، مريح في مقابلته، واضح في أمانته، مفعم بالحيوية، لين الحديث، شديد، بارد أو هادئ أو حتى بارد الشخصية، لديه ابتسامة مريحة، وأسلوب هادئ، وحس دعابة قوي، وحماس مستمر نحو الحياة، وهدوء مركّز بدون قلق، ورحابة صدر تلقائية، وصفات تنافسية حادة … إن المهارة القيادية هي أن تكون البادئ بالمبادرة وأن تقبل الآخرين وتستشعر تقبلهم لك، تسأل أسئلة وتطلب خدمة وأن تقف معتدل القامة مبتسماً وأن تتحلى بالإنسانية والمرح والدفء وأخيراً تتمهل في الكلام ثم تصمت ثم تستمع.
ومين لابنك غيرك … ابني وعمر أرض بلادك … بكرة الخير لك ولأولادك … … الفتى ابن المواطن.

المزيد من مقالات الرأي