رحلة الإنسان بين الانتصار والانكسار

رحلة الإنسان بين الانتصار والانكسار

عبدالله علي الأسمري :

يمر على الإنسان لحظات انتصار، يقفز لها فرحاً ،ويطير بها مرحاً. وهناك في الجانب الآخر تجارب انكسار، ولحظات ألم تفزعُ منها النفس ساعة تذكرها حتى أذا ما انشغل بها الإنسان استحالت هماً مجللاً وأرقاُ ممزقاً.
لكن المؤكد علمياً أن العديد من وقائع الانكسار يمكن تفاديها بسهولة وذلك أن العديد من تلك الوقائع هي في حقيقتها تراكمات ونتائج لأخطاء وسقطات متراكمة استحالت إلى تجربة لا بد أن تلسع صاحبها إن طال الزمان وإن قصر.
في كتابه الممتع "فكّر تصبح غنياً" يسرد "فيلبس جاكوبسون" ما يرى أنه أسباباً تقود الإنسان إلى فشل محقق وهي:
- عدم وجود هدف محدد في الحياة
- نقص في الطموح
- التعليم غير الكافي
- النقص في الانضباط الذاتي
- النقص في المثابرة
- الشخصية السلبية
- عدم القدرة على اتخاذ قرار حاسم
- الرغبة الجامحة في الحصول على شيئ مقابل لا شئ.
- الحذر المفرط
- الوهم والأحكام المسبقة
- الإختيار الخاطئ للمهنة
- عادة التبذير في الإنفاق
- تعمّد عدم الأمانة
من الشائع أن تجد كتابًاً يتحدث عن النجاح وصفاً وتحليلاً ، ولكن من النادر أن تجد مثيلاً له يتحدث عن الفشل وأسبابه، ولعل تلك القائمة التي وضعها "جاكوبسون" أفضل بكثير من تلك التي تروج لها أطروحات كتب "النجاح" وذلك لأن اقتراف الأخطاء سمة بشرية لا انفكاك عنها إلا بالاستفادة منها وتلافيها. ولا تزال كلمات المؤلف الياباني "نوبوأكي نوتوهارا " في كتابه "العرب وجهة نظر يابانية" ترن في أذني عندما قال " أن ما يدهشني في العرب أنهم يقترفون الخطأ ثم يكررون نفس الخطأ" مما يدل على أنهم لا يستفيدون من أخطائهم وذلك بتلافيها لاحقاً.
لابد أن ندرس "علم الفشل" ونتقن ما فيه حتى لا نقع في شراكه، ونصير كما قال نوتوهارا "نكرر الخطأ تلو الخطأ" دون أن نعي أننا يمكن أن تتفادى ذلك إن نحن أحسنا "فن التعلم من أخطائنا".

الأكثر قراءة