المجمعات التجارية في المدينة .. تخفيضات كبيرة وركود أكبر

المجمعات التجارية في المدينة .. تخفيضات كبيرة وركود أكبر

شهدت المجمعات التجارية في المدينة المنورة انخفاضاً ملحوظاً في حجم المبيعات في الآونة الأخيرة رغم اتجاه التجار في تلك الأسواق إلى عمل تخفيضات وتنزيلات كبيرة على سلعهم وصلت في بعضها إلى 75 في المائة، وأرجع متعاملون في تلك المحال انخفاض المبيعات وركود السوق في الآونة الأخيرة إلى انتهاء موسم الحج ومن قبله فترة دخول المدارس والجامعات الأمر الذي شغل الكثير من الزبائن عن التسوق.
و في جولة لـ"الاقتصادية" في أحد المجمعات التجارية في المدينة المنورة قال "وليد الحربي" صاحب محل متخصص في بيع الملابس الجاهزة إنه في حين ارتفعت نسبة المبيعات في موسم الحج إلا أنها سجلت تراجعاً ملحوظاً وصل إلى 40 في المائة في الفترة الحالية على الرغم من التخفيضات الكبيرة المعلنة، وأضاف الحربي أن هناك إحجاما من المتسوقين عن شراء الملابس الجاهزة رغم التخفيضات والتنزيلات التي يعمل بها في المحل والتي تجاوزت 50 في المائة, في حين أرجع "منذر صالح" بائع في أحد المحال الشهيرة لبيع الملابس النسائية انخفاض المبيعات رغم التخفيضات و التنزيلات إلى تأخر دخول فصل الشتاء وتزامنه مع فترة دخول الامتحانات في المدارس و الجامعات، و أضاف مازحاً أنه لو كانت هناك مبيعات لما وجدت الملابس بهذا النظام و الترتيب على الأرفف.
في سياق متصل لوحظت هذه الظاهرة أيضا بوضوح في أحد أكبر شوارع المدينة المنورة التجارية و هو شارع أبو بكر الصديق (سلطانة) وذلك من حيث إعلانات التخفيضات الكبيرة و قلة الطلب على المعروض في معظم المحال.
وفي حين أكد العديد من المتسوقين في المجمعات التجارية في المدينة المنورة أن ثقافة المتسوقين في المدينة المنورة تغيرت بشكل كبير حيث اتجه الكثير منهم إلى البحث عن بدائل لمشترياتهم من تلك المحال التي تبيع بأسعار عالية بحجة أنها من ماركات عالمية، على الرغم من أن أغلبها يتم كشفه على أنه صناعة صينية ما أدى إلى العزوف عن الشراء من تلك المحال و اتجاههم إلى الشراء مما يسمى الأسواق الشعبية وهو ما رصدته "الاقتصادية" في تلك الأسواق التي تصنف أنها شعبية في المدينة المنورة.

ويقول "عبد الفتاح" أحد المتسوقين، إن فرق السعر بين المحال في المجمعات التجارية الشهيرة وبين الأسواق الشعبية جلي وواضح، وأن التخفيضات التي تقوم بها تلك الأسواق التجارية تخفيضات وهمية وغير حقيقية "من وجهة نظره"، وضرب مثالا لذلك عندما أراد شراء جاكيت رجالي فوجد أن سعره قبل الخصم 1200 ريال و بعد الخصم 500 ريالا على الرغم من أنه صناعة صينية في حين أن الأسعار في الأسواق الشعبية مناسبة لكل الفئات والأذواق – وإن لم تكن مثل المحال الشهيرة – فإنها متقاربة و فرق السعر ملحوظ.
وتؤكد هذا الرأي "أم سندس" و تروي كيف أنها أرادت شراء رداء نسائي من أحد تلك المحال الشهيرة فوجدت أن سعره بعد الخصم 2200 ريال بعد أن كان بـ 9500 ريال بحجة أنه صناعة فرنسية و عندما فحصت الرداء بدقة وجدت أنه صناعة صينية بحسب ملصق لا يكاد يظهر في الرداء.
ويعتقد "محمود" أحد المتسوقين، أن سبب العزوف عن الشراء إضافة إلى ارتفاع الأسعار في تلك المحال حتى بعد التخفيضات يرجع إلى أن معظم المعروض ملابس شتوية على الرغم من قصر فترة الشتاء في المدينة المنورة و الحرارة فيها إما معتدلة أو مرتفعة معظم العام.
و على صعيد آخر لم تكن محال بيع وصياغة الذهب والمجوهرات والإكسسوارات أفضل حالاً، فقد أكد "عماد" بائع في أحد محال المجوهرات الشهيرة، أن حجم المبيعات شهد انخفاضا ملحوظاً، وأرجع مشترون ومنهم "أم أحمد" ذلك إلى المبالغة في الأسعار وكيف أنها أرادت شراء خاتم إكسسوار من تلك المحال بإحدى الأسواق التجارية الشهيرة فوجدت أن سعره بعد التخفيضات 1300 ريال على الرغم من أنه ليس ذهب أو حتى فضة بحجة أنه ماركة عالمية.
في حين تحسن الوضع نسبياً في محال بيع المواد الغذائية والتموينية في تلك المجمعات فقد شهدت إقبالا متوازنا من المشترين على العروض المقدمة من خلالها.

الأكثر قراءة