سيفٌ من زجاج

سيفٌ من زجاج

عبد الصمد الحكمي :
المتأمل في حمّى السجال الدائر بين قادة حماس وقادة فتح وأنصار المعسكرين على الساحة الإعلامية لا بد أنه يشعر بالخجل نيابة عن الكل ، فالحكمة التي هي "ضالة المؤمن "تبدو غائبة أو أنه يتم تغييبها ـ جهلا أو تجاهلا ـ والقضية الأم يتم تمييعها تحت سطوة البحث عن الصدارة.
صدارة يبدو أنها هي الغاية التي يتاجر من أجلها المعسكران بقضية أمة لا تكاد تلوح في الأفق بوادر خروجها من مأزق حتى يُزَجَّ بها في مأزق جديد.
عندما يتزامن الخطاب المتشنج مع واقع محتقن يتفاقم هاجس القلق وتتسع مساحات الإحباط إزاء ما يحدث في الذهنية السلطوية الفلسطينية ومشايعيها من جنوح إلى المراهقة في وقت يجدر بها أن تتلمس لدى أقاصي أخلاقها رُشدًا يوحّد الشتات ويرتُق الفتق وينظّم الصف ، فالدمُ المراق جثامينَ وجرحى ، والكرامةُ المداسة منذ ستين نَكبة يتطلبان وفاء يسمو فوق الشعارات والمزايدات ومهرجانات التنفيس.
هذا الوفاء يتجسد واقعا عندما تتقن هذه السلطات النصر على نفوسها وتُخْلِص في نبذ التبعيات لأجندات تضع مصالح رموزها قِبلةً تُركّع من أجلها جباه الأمة قرابينَ وأثمانا.
ولن يكون بالسجال والتراشق والخطاب المتشنج وتكريس الفرقة بل "واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا "و "ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم"
على هذه السلطات أن ترتقي بوعيها نحو غايات لا تتنازعها طقوس الببغاوات و النعام.

الأكثر قراءة