قدّرت الهيئة السعودية للمياه القيمة السوقية للابتكارات والمشاريع الريادية المرتبطة بقطاع المياه بنحو 200 مليون ريال، جميعها مرتبطة بمستثمرين محليين ودوليين، بهدف تعزيز الأمن المائي ودعم الحلول المستدامة في السعودية، وفقا لما ذكره لـ"الاقتصادية" وكيل الرئيس للأبحاث والتقنيات الواعدة للمياه في الهيئة طارق الغفارى.
وقال "إن الهيئة تعمل عبر منصة مخصّصة للمبتكرين على تحويل الأفكار البحثية إلى فرص استثمارية قابلة للنمو"، مؤكداً أن قطاع ريادة الأعمال في الهيئة يوفّر للمبتكرين خيارات متعددة، بينها مشاركة براءات الاختراع مع شركات محلية وخارجية لتعظيم الأثر ورفع مستوى التنافسية.
وأشار الغفاري إلى أن الهيئة نجحت في بناء شراكات مع أكثر من 20 شركة محلية تحولت إلى شراكات عالمية لمعالجة تحديات مائية قائمة في السعودية، "وتُصدَّر حلولها اليوم إلى الخارج"، على حد قوله.
مؤتمر جدة .. أكبر تجمع دولي لروّاد المياه
تستضيف مدينة جدة النسخة الرابعة من مؤتمر الابتكار في استدامة المياه خلال الفترة من 8 إلى 10 ديسمبر 2025، بمشاركة واسعة تشمل 169 متحدثاً، ونحو 7.3 ألف مشارك من 133 دولة، من بينها الولايات المتحدة والصين وسنغافورة والمملكة المتحدة وكندا وسويسرا وهولندا والبرازيل والبرتغال وإيطاليا، إلى جانب عدد من الدول الخليجية والعربية. ويعد المؤتمر أكبر منصة عالمية تجمع الخبراء والمبتكرين ورواد الأعمال في قطاع المياه.
وأوضح الغفاري أن النسخة الرابعة ستشهد حضوراً فعلياً لأكثر من 2700 مشارك دولي، مؤكداً أن هذا الرقم يمثل «البداية فقط»، نظراً للزخم العالمي الذي اكتسبه المؤتمر.
جائزة عالمية .. و2500 مبتكر من 119 دولة
يرافق المؤتمر جائزة الابتكار العالمية التي استقطبت أكثر من 2500 مبتكر من 119 دولة، تقدموا بمبادراتهم لحل التحديات المطروحة ضمن ستة مسارات حددتها الهيئة، وجميعها تُعالج قضايا عميقة تواجه قطاع المياه.
ووفقاً للغفاري، تتولى لجنة تحكيم دولية تضم ستة محكمين من ست دول مختلفة اختيار الفائز بالمركز الأول، الذي يحصل على 100 ألف دولار، إضافة إلى قسيمة تطوير تقني بقيمة 250 ألف دولار تهدف إلى تمكين الابتكار الفائز عبر منصات تمتلكها الهيئة السعودية للمياه.
يعكس هذا الحراك الواسع — من دعم الابتكار، إلى فتح الأسواق، وصولاً إلى استضافة أكبر مؤتمر عالمي — تحوّل السعودية إلى بيئة جاذبة للتقنيات المائية المتقدمة، ومساهم فاعل في صياغة مستقبل استدامة المياه على المستويين الإقليمي والدولي.



