يعمل المركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية على تهيئة الإطار التنفيذي لتطوير شراكات واستثمارات مستدامة في مجالات السياحة البيئية والأنشطة البحرية، في إطار تعزيز الاقتصاد الأزرق وتفعيل القيمة الاقتصادية للمحميتين البحريتين الثقوب الزرقاء ورأس حاطبة، وفقا لما ذكره لـ"الاقتصادية" د.محمد قربان الرئيس التنفيذي للمركز.
وأضاف قربان أن تهيئة الإطار التنفيذي يتيح الفرص الاستثمارية والشراكات، استنادا إلى مخرجات رحلة العقد الاستكشافية للبحر الأحمر، التي وفرت بيانات علمية دقيقة مكنت من تحديد المناطق ذات الأولوية للحماية واعتماد الثقوب الزرقاء ورأس حاطبة ضمن منظومة المحميات الوطنية، مشيرا إلى أنه مع استكمال الإطار الإداري والتنظيمي للمحميتين، ستتسع مجالات التعاون في السياحة البيئية، والبحث العلمي، والتقنيات البحرية، بما يعزز التنمية المستدامة للبحر الأحمر ويسهم في تحقيق التكامل بين الأهداف البيئية والاقتصادية لرؤية السعودية 2030.
وكان مجلس الوزراء السعودي، قد وافق أخيرا على إدراج محميتي «الثقوب الزرقاء» و«رأس حاطبة» البحريتين ضمن قائمة المحميات الوطنية، في خطوة تعزز ريادة البلاد عالميا في الحماية البيئية.
وأضاف قربان أن إدراج محميتي الثقوب الزرقاء ورأس حاطبة ضمن المناطق المحمية في السعودية يمثل خطوة إستراتيجية تبرز توجه السعودية لرفع إسهام القطاع البيئي في الاقتصاد الوطني، بما يتوافق مع رؤية السعودية 2030 ومبادرة السعودية الخضراء.
«الحياه الفطرية»: التوسع في المناطق المحمية يثري التنوع الأحيائي ويحقق الريادة العالمية
مختبر طبيعي للحياة البحرية
تعد محمية رأس حاطبة من أبرز المواقع البحرية في السعودية، لما تتميز به من ثراء بيئي فريد وموائل بالغة الحساسية، تجعلها مركزا رئيسيا لدعم التنوع الأحيائي وصون النظم البيئية في البحر الأحمر.
أما محمية الثقوب الزرقاء، فهي من أكثر المواقع البحرية والجيولوجية تفردا في البحر الأحمر، إذ اكتشفت حديثا عام 2022 خلال رحلة العقد لاستكشاف البحر الأحمر بمشاركة سفينة الأبحاث OceanXplorer وسفينة العزيزي التابعة لجامعة الملك عبد العزيز.
تضم محمية الثقوب الزرقاء تكوينات نادرة من الثقوب الزرقاء، وهي ظواهر جيومورفولوجية نادرة تمثل نظما بيئية بحرية بالغة الأهمية لفهم تطور الشعاب المرجانية والأنظمة الساحلية.
قربان لفت إلى أن الأمر لا يقتصر على التوسع الجغرافي فحسب، فالمحميتان تحتويان على موائل بحرية نادرة وتكوينات جيولوجية فريدة ومشاهد طبيعية خلابة تجعل منهما وجهات سياحية واعدة ذات قيمة عالية للسياحة البيئية والعلمية، خصوصا للمهتمين بالغوص والبيئة البحرية والتنوع الأحيائي.
وأشار إلى أن هذا التنوع الفريد، من الشعاب المرجانية وغابات المانغروف والحشائش البحرية إلى جزر التعشيش ومناطق مشاهدة الثدييات البحرية، يوفر قاعدة متكاملة لتطوير عروض سياحية في البحر الأحمر تعزز مكانته كوجهة عالمية للسياحة البيئية، مؤكدا أن الإعلان عن المحميتين يسهم في تعزيز التنمية المحلية وتوفير فرص اقتصادية تدعم استدامة المجتمعات المحلية.
ارتفاع نسبة المناطق البحرية المحمية
ويشكل ارتفاع نسبة المناطق البحرية المحمية من 6.5% إلى 16.3% نقلة نوعية تفتح المجال لتنمية قطاعات اقتصادية مرتبطة بالطبيعة، وتؤكد حرص السعودية على تحقيق استدامة بيئية متوازنة تجمع بين التطوير والحفاظ على الطبيعة.
وأكد الرئيس التنفيذي للمركز الوطني لتنمية الحياة الفطرية أن المحميات البحرية تسهم في دعم استدامة الثروة السمكية واستعادة التوازن البيئي، حيث تحتوي محميتا الثقوب الزرقاء ورأس حاطبة على موائل بحرية تعد مناطق تغذية وتعشيش لأنواع اقتصادية مهمة من الأسماك، إلى جانب كونهما بيئات حيوية تدعمان أنواعا ذات قيمة بيئية عالية مثل الحيتان والدلافين وغيرها من الكائنات البحرية.
وبين أن تنظيم الأنشطة داخل المحميات يسهم في دعم دورة التكاثر الطبيعية وإعادة بناء المخزون السمكي بما يتوافق مع معايير الاتحاد الدولي لحفظ الطبيعة (IUCN)، مشيرا أن ذلك يظهر مباشرة على المجتمعات المحلية من خلال تعزيز سبل التنمية المستدامة ورفع جودة الحياة، إذ تؤدي هذه الجهود إلى ارتفاع وفرة الأسماك وتحسن جودة الأنواع الاقتصادية، وتعزيز ارتباط المجتمع بهذه المواقع من خلال فرص التنمية والمشاركة المجتمعية.

